أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - إلهام مانع - فستان وعمامة، وبينهما برزخ














المزيد.....

فستان وعمامة، وبينهما برزخ


إلهام مانع
إستاذة العلوم السياسية بجامعة زيوريخ


الحوار المتمدن-العدد: 8537 - 2025 / 11 / 25 - 15:58
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    



قامت القيامة، ولم تقعد.
إعلامية وصحافية يمنية شابة، بارزة. تقدم برنامجًا في قناة فضائية.
وترتدي فستانًا.
فستان جميل.
مرقّط في ألوانه.
يُظهر جمالها. يُظهر قوامها.
أين المشكلة؟
هو أمر عادي في معظم المجتمعات، أن ترتدي النساء الفساتين أو البناطيل.
أمر عادي نراه من حولنا في الكثير من بلداننا، ومنها الإسلامية والعربية.
هل يعاني شيخُنا من النسيان؟
وهي تقف.
واثقة.
قوية.
تتحدث.
أنا هنا.
أنا موجودة.
أنا امرأة. منتجة، مبدعة، قادرة.
-------
لعل ثقتها بنفسها أثارت غضبه.
لعل قوتها قهرته.
لعل شعرها المسدول، حرًّا، أثار غيظه.
لعل وجودها كإنسان حرٍّ مستقل كان أكثر مما يحتمله.
فخرج علينا الشيخ الجليل ببيان يطالب بمحاكمتها.
أي والله، بمحاكمتها.
خرج علينا الشيخ بخطاب يقول: «هذا المنظر يُغضب الله»، والشيخ هو من يغضب.
يقول: «الإسلام لا يرضى»، والشيخ هو من لا يرضى.
ويقول: «القرآن يُحرّم»، والشيخ هو من يُحرّم.
الشيخ هو من يقول، هو من يدين، هو من يغضب، هو من لا يرضى، هو من يُحرّم.
الشيخ.
الله لا علاقة له بخطاب الشيخ وقناعاته.
والشيخ لا يفقه أن زئيره وزمنه قد وَلَّى.
زمنه قد وَلَّى.
لا يفقه ذلك.
لا يدرك أن أجيالًا جديدة خرجت، تدرك أن ما يقوله الشيخ ليس إلا قراءة أيديولوجية لإسلام سياسي.
ترفض حديثه بالفطرة.
لا تستسيغه. طعمه مقزّز. معجون بصلصة كراهية.
أجيال تفتّحت أعينها على عوالم عديدة، ومجتمعات مختلفة، وتدرك أن واقعها يحتاج إلى الكثير، الكثير كي يلحق بمسار التنمية.
وتدرك أن الشيخ يحاول أن يُلهيها عن واقعها المرّ بحديثه عن المرأة.
عن الحرب، الفقر، الفساد، المرض، الجوع. ترك كل هذا ليحدثنا عن فستان.
مهووس بالمرأة.
بجسدها.
بكيانها.
مهووس.
-------

لكن المسألة، عزيزتي القارئة، عزيزي القارئ، أعمق وأبعد من هوسٍ جنسيٍّ لشيخ يعيش بعقله في القرون الوسطى.
هناك مشكلة جوهرية في رؤيته الإسلامية السياسية، وفي قراءته الدينية للمرأة.
في الواقع، المرأة تظلّ الجوهر في رؤية الإسلام السياسي للمجتمع.
هو يسعى لخلق نظامٍ مجتمعيٍّ قائمٍ على الهرمية — هرم يقف على رأسه الرجل، وهرم يقوم على مفهوم السمع والطاعة.
والمرأة، في هذه الرؤية الأيديولوجية، تمثل المفتاح للسيطرة على هذا المجتمع، تمامًا كما تمثل المدخل لانهيار هذا الهرم الكهنوتي.
يعتبر حريتها مصدرًا للفوضى، ولذا يجب تقييدها، يجب تكميمها، يجب تكفينها.
وحبّذا لو غابت في شرنقة.
حبّذا لو تلاشت من الوجود كفقاعة.
حتى يرتاح من وجودها.
رؤية كهنوتية، تقوم على مفاهيم القهر والخوف والكراهية.
لا تؤمن بالإنسان، بالخير الذي فيه.
الإنسان، حرًّا، متعدّدًا، مصدرًا للخير والمحبة لنفسه ولغيره.
كل خطابها تحريض.
تحريض.
كراهية.
وإقصاء.
والشيخ؟
الشيخ لا يفقه أن زئيره وزمنه قد وَلَّى.
زمنه قد وَلَّى.
وبدا ذلك واضحًا في الردود التي انهالت على شيخنا الجليل بعد أن قال:
«هل ترضاها لأختك؟»
ليرد عليه الصديق حسين الوادعي:
«نعم نرضاها، ونرضاها لغيرنا، كي يُصبحن مستقلاتٍ قوياتٍ، متعلماتٍ، عاملاتٍ، سافراتٍ إن رغبن، ومحجباتٍ إن رغبن.»
-------

إذن، قامت القيامة، ولم تقعد.
إعلامية وصحافية يمنية شابة، بارزة. تقدم برنامجًا في قناة فضائية.
وترتدي فستانًا.
فستان جميل.
مرقّط في ألوانه.
يُظهر جمالها. يُظهر قوامها.
تقف.
واثقة.
قوية.
تتحدث.
أنا هنا.
أنا موجودة.
أنا امرأة. منتجة، مبدعة، قادرة.
والشيخ يزأر.
الشيخ يلعن.
والعالم يمضي، لا يُبالي.
فستان، وعمامة، وبينهما برزخ.
أين المشكلة؟



#إلهام_مانع (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عن الموت بكرامة: رحلة عاطف مع الموت وصلاة جنازة عبر الزووم ( ...
- نحتاج إلى الأمل
- عن 21 سبتمبر و26 سبتمبر: حين تختلط الانقلابات بالثورات
- عن العجز في زمن الحروب
- اليمن، الدولة الغائبة: عن مستقبل النظام السياسي في اليمن
- عن الحيز الثالث: هو السلام ما أعنيه
- عن السلام في اليمن
- عن الصمت في ضجيج التهليل
- عن الدولة المدنية والدولة العربية
- اضرب الولد كف علشان تربيه؟-”عن الحب في التربية
- إدماج الشريعة الإسلامية في منظومات الغرب القانونية؟
- عن القانون المدني: قضية الطفل شنودة
- عن الزواج المدني: زيجات قسرية في سويسرا
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1]
- عندما ذهبت إلى الجنازة... الخطأ!
- عندما فكرت في رمي نفسي أمام شاحنة
- لحظة فاصلة، تجمعنا على اختلافنا وتنوعنا
- ملحدة ومثلية، وترتدي الحجاب: إنسان!
- سيدة الكرم
- سمك، لبن، تمر هندي


المزيد.....




- العنف ضد النساء في الأردن.. رغم الخطوات القانونية ما تزال تح ...
- وفاة الممثلة الجزائرية بيونة... المرأة التي جسدت معاناة النس ...
- -لا تتزوجي ميليشياوي-.. حملة ليبية تحذر الفتيات بعد حوادث قت ...
- -قتلها من أجل النفقة- لماذا يتصدر القتل جرائم العنف ضد النسا ...
- العثور على امرأة تايلاندية حية داخل نعش قبل لحظات من حرق جثم ...
- مأساة الطفلة أيسل تعود من جديد.. والدتها: “حياتي تحولت لكابو ...
- ليبيا: اغتيال المدونة خنساء مجاهد على يد مُسلحين داخل سيارته ...
- امرأة كل عشر دقائق.. تقرير أممي يكشف عن معدل مقتل النساء على ...
- تقرير أممي: مقتل 137 امرأة يومياً على يد شريك أو أحد أفراد ا ...
- امرأة كل عشر دقائق... تقرير أممي يكشف عن معدل مقتل النساء عل ...


المزيد.....

- الحقو ق و المساواة و تمكين النساء و الفتيات في العرا ق / نادية محمود
- المرأة والفلسفة.. هل منعت المجتمعات الذكورية عبر تاريخها الن ... / رسلان جادالله عامر
- كتاب تطور المرأة السودانية وخصوصيتها / تاج السر عثمان
- كراهية النساء من الجذور إلى المواجهة: استكشاف شامل للسياقات، ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- الطابع الطبقي لمسألة المرأة وتطورها. مسؤولية الاحزاب الشيوعي ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - إلهام مانع - فستان وعمامة، وبينهما برزخ