أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث قانونية - سعد عزت السعدي - مجلس الاتحاد : التحديات الدستورية وأفاق التفعيل














المزيد.....

مجلس الاتحاد : التحديات الدستورية وأفاق التفعيل


سعد عزت السعدي

الحوار المتمدن-العدد: 8532 - 2025 / 11 / 20 - 10:09
المحور: دراسات وابحاث قانونية
    


يُعدّ مجلس الاتحاد من أهم المؤسسات التي نصّ عليها الدستور العراقي الدائم لعام 2005 ضمن هيكل السلطة التشريعية، إذ يمثل الركيزة الثانية للسلطة التشريعية الاتحادية إلى جانب مجلس النواب. غير أنّ المجلس، ورغم مرور ما يقارب العقدين على صدور الدستور، لم يُنشأ فعليًا حتى اليوم، الأمر الذي أثار إشكاليات دستورية وسياسية تتعلق بمدى تفعيل مبدأ التوازن بين السلطات ومبدأ التمثيل الاتحادي للأقاليم والمحافظات غير المنتظمة في إقليم.
الأساس الدستوري لمجلس الاتحاد, نصّ الدستور العراقي في المادة (48) على أن السلطة التشريعية الاتحادية تتكون من مجلسين: مجلس النواب ومجلس الاتحاد.
كما أكدت المادة (65) على أن مجلس الاتحاد يُنظّم بقانون يُسنّ بأغلبية ثلثي أعضاء مجلس النواب، على أن يضمّ ممثلين عن الأقاليم والمحافظات غير المنتظمة في إقليم.
إلا أنّ هذا النصّ بقي معلّق التطبيق، نظرًا لعدم صدور القانون المنظّم للمجلس حتى الآن، ما جعل النظام التشريعي العراقي عمليًا أحاديّ المجلس وليس ثنائيًّا كما أراده الدستور.
وحيث ان الطبيعة القانونية لمجلس الاتحاد هي غرفة تمثيلية عليا في النظام التشريعي، على غرار مجلس الشيوخ في الأنظمة المقارنة (كالمملكة المتحدة والولايات المتحدة).
ويهدف هذا المجلس إلى تحقيق توازن في التمثيل بين الكيان الاتحادي (الدولة) والوحدات المكوِّنة له (الأقاليم والمحافظات)، بما ينسجم مع الطبيعة الاتحادية للدولة العراقية التي نصت عليها المادة (1) من الدستور.
والتكوين والاختصاصات المحتملة لمجلس الاتحاد يمكن بيانه ورغم غياب القانون المنظّم، فإنّ الفقه الدستوري العراقي والاجتهادات الأكاديمية تقدّم تصورات واضحة لتكوين المجلس واختصاصاته،
يتكوّن من عدد متساوٍ من الأعضاء يمثلون الأقاليم والمحافظات غير المنتظمة في إقليم، بغض النظر عن حجمها السكاني, يختار الأعضاء إما عن طريق المجالس المحلية أو بالتعيين من قبل السلطات الإقليمية أو عبر الانتخاب غير المباشر.
واما اختصاصات هذا المجلس مراجعة التشريعات الصادرة عن مجلس النواب والتي تمسّ الصلاحيات الإقليمية, إبداء الرأي في القوانين ذات البعد الاتحادي (مثل النفط والغاز، توزيع الثروات، النظام المالي), تسوية الخلافات التشريعية بين المركز والأقاليم, إقرار بعض التعيينات أو الاتفاقيات ذات الطابع الاتحادي.
ولعل من الإشكاليات القانونية والسياسية التي تعيق تأسيس هذا المجلس
• إخلال بمبدأ الثنائية التشريعية: وهو أحد ركائز النظام الاتحادي.
• هيمنة مجلس النواب: مما يؤدي إلى تركيز السلطة التشريعية بيد مؤسسة واحدة، قد لا تعبّر دائمًا عن مصالح المحافظات والأقاليم.
• تعطيل بعض النصوص الدستورية: كالمادة (65) التي ما زالت غير منفذة، ما يمثّل خرقًا لمبدأ سمو الدستور ووجوب تنفيذه.
• غياب التوازن الاتحادي: إذ لم تتحقق المشاركة الفعلية للوحدات المحلية في التشريع الوطني.
وبالمقارنة مع الأنظمة الفدرالية الأخرى التي تعتمد ثنائية المجلس نجد ان هذا التشكيل يُعدّ وجوده تمثيلي للأقاليم أمرًا جوهريًا , ففي الولايات المتحدة الأمريكية يمثل مجلس الشيوخ كل ولاية بعضوين بغضّ النظر عن عدد السكان, وفي ألمانيا يقوم مجلس الولايات (البوندسرات) بتمثيل مصالح الولايات في التشريعات الاتحادية.
بينما في العراق ما يزال هذا المبدأ غير مطبّق، ما يضعف الطبيعة الاتحادية المنصوص عليها دستوريًا.
ومن اهم المسببات التي تحتم ضرورة لتفعيل مجلس الاتحاد هي:
• الإسراع في تشريع قانون مجلس الاتحاد وفق المادة (65) وبالتوافق بين القوى السياسية.
• ضمان استقلالية المجلس ومنحه صلاحيات رقابية وتشريعية حقيقية.
• توزيع عادل للمقاعد بين المحافظات والأقاليم لتكريس مبدأ المشاركة.
• تحديد آليات التنسيق بين المجلسين لضمان الانسجام التشريعي ومنع التعارض في القوانين.
ولاشك في ان مجلس الاتحاد يمثل حجر الزاوية في استكمال البناء الدستوري العراقي وتحقيق المبدأ الاتحادي الذي اختاره الدستور. وبقاء هذا المجلس غير مُنشأ حتى الآن يُعدّ خللاً جوهريًا في النظام السياسي، ويستوجب من المشرّع الإسراع بتشريعه كخطوة نحو تفعيل التوازن الدستوري وضمان تمثيل عادل لجميع مكونات العراق في صنع القرار الوطني.



#سعد_عزت_السعدي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القانون الدولي البيئي والتحديات العالمية للتغير المناخي
- حيازة السلاح خارج القانون في العراق
- مبدأ الفصل بين السلطات في النظام الدستوري للعراق
- -إصلاح التشريعات العراقية: ضرورة ملحة لمواكبة التحول الديمقر ...
- المسؤولية التقصيرية عن الاضرار التي تلحق بالمباني
- دور العدالة التصالحية في بناء المجتمع
- اشكالية استخدام الفضاء الخارجي وسيادة الدولة
- العلاقة بين المسؤولية والمحاسبة للموظف
- المركزية واللامركزية في إدارة الدولة
- تنظيم المؤسسات الادارية خطوة لمكافحة الفساد
- القانون والعرف العشائري لمن السطوة ..؟!
- مبدأ التعامل بالمثل في تطبيق القانون
- ماهي الشخصية المعنوية للشركات..؟
- الشكلية في عقود نقل التكنولوجيا
- شراكة الأنهار الدولية... من المنبع حتى المصب
- التحقيق الإداري وضمانات الموظف في قانون انضباط موظفي الدولة ...
- الشباب وأهمية المشاركة في الانتخابات
- تحريك الدعوى الجزائية في القانون العراقي
- غسيل الأموال في العراق المعوقات والحلول
- تسليم واسترداد المجرمين في القانون الدولي


المزيد.....




- هيومن رايتس ووتش تتهم إسرائيل بارتكاب جرائم حرب بالضفة
- فتوح يرحب باعتماد الجمعية العامة للأمم المتحدة 7 قرارات لصال ...
- هيئة شؤون الأسرى: أوضاع صعبة يعيشها المعتقلون في سجن عوفر
- هيومن رايتس: تفريغ مخيمات اللاجئين في الضفة جريمة ضد الإنسان ...
- هيومن رايتس ووتش: إسرائيل ترتكب جريمة حرب بحرمان فلسطينيّي ا ...
- شتاء غزة القاسي: برد شديد وانهيار الخيام وأمراض معدية تفاقم ...
- -هيومن رايتس ووتش-: تفريغ إسرائيل لمخيمات اللاجئين في الضفة ...
- منظمة حقوقية تحذر من تطهير عرقي بمخيمات الضفة
- شتاء غزة القاسي.. برد وفيضانات وصرف صحي يفاقم جراح النازحين ...
- تفويض مجلس الأمن لأمريكا في غزة يكشف انزلاق الأمم المتحدة نح ...


المزيد.....

- الوضع الصحي والبيئي لعاملات معامل الطابوق في العراق / رابطة المرأة العراقية
- التنمر: من المهم التوقف عن التنمر مبكرًا حتى لا يعاني كل من ... / هيثم الفقى
- محاضرات في الترجمة القانونية / محمد عبد الكريم يوسف
- قراءة في آليات إعادة الإدماج الاجتماعي للمحبوسين وفق الأنظمة ... / سعيد زيوش
- قراءة في كتاب -الروبوتات: نظرة صارمة في ضوء العلوم القانونية ... / محمد أوبالاك
- الغول الاقتصادي المسمى -GAFA- أو الشركات العاملة على دعامات ... / محمد أوبالاك
- أثر الإتجاهات الفكرية في الحقوق السياسية و أصول نظام الحكم ف ... / نجم الدين فارس
- قرار محكمة الانفال - وثيقة قانونيه و تاريخيه و سياسيه / القاضي محمد عريبي والمحامي بهزاد علي ادم
- المعين القضائي في قضاء الأحداث العراقي / اكرم زاده الكوردي
- المعين القضائي في قضاء الأحداث العراقي / أكرم زاده الكوردي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث قانونية - سعد عزت السعدي - مجلس الاتحاد : التحديات الدستورية وأفاق التفعيل