أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث قانونية - سعد عزت السعدي - -إصلاح التشريعات العراقية: ضرورة ملحة لمواكبة التحول الديمقراطي والتنمية-














المزيد.....

-إصلاح التشريعات العراقية: ضرورة ملحة لمواكبة التحول الديمقراطي والتنمية-


سعد عزت السعدي

الحوار المتمدن-العدد: 8440 - 2025 / 8 / 20 - 09:26
المحور: دراسات وابحاث قانونية
    


الإصلاح التشريعي, هو عملية حيوية تهدف إلى تحديث وتعديل القوانين والتشريعات المعمول بها في الدولة، لضمان توافقها مع التغيرات السياسية والاجتماعية والاقتصادية. في العراق، يعد الإصلاح التشريعي ضرورة ملحة لتحقيق العدالة والمساواة وسيادة القانون.
منذ عام 2003، دخل العراق مرحلة جديدة من تاريخه السياسي والدستوري، إلا أن الترسانة التشريعية ما زالت تتأرجح بين قوانين موروثة من العهد الملكي الى العهود الجمهورية اللاحقة، ونصوص صدرت في فترات استثنائية اضافة الى عدة قرارات وقوانين في فترة مجلس قيادة الثورة (المنحل)، وقوانين مؤقتة جاءت في ظل الاحتلال أو المرحلة الانتقالية. ومع هذا التعقيد، أصبحت إصلاحات التشريعات والقوانين العراقية ضرورة لا تحتمل التأجيل، لضمان العدالة، وتثبيت سيادة القانون، وتحقيق التنمية المستدامة. ومن خلال الاطلاع على واقع التشريعات العراقية اليوم, نرى ان تلك تشريعات تعود لعقود مضت، مثل قانون العقوبات رقم 111 لسنة 1969، وقانون أصول المحاكمات الجزائية، وقانون الخدمة المدنية، وغيرها, تضارب بين القوانين الاتحادية والمحلية، خصوصاً في ظل النظام الفيدرالي والاختصاصات المتداخلة بين المركز والإقليم, فضلا عن كثرة القوانين المؤقتة والأوامر الصادرة من سلطة الائتلاف المؤقتة التي ما تزال سارية دون مراجعة شاملة, الاعتماد المفرط على التعليمات والقرارات الإدارية بدلًا من سن قوانين واضحة.
ووفق ذلك فهل نحن بحاجة الى الإصلاح التشريعي ؟ نجد ان البيئة القانونية الحالية لا تعكس المبادئ الدستورية الحديثة الواردة في دستور 2005، لا سيما في مجالات حقوق الإنسان، الحريات، العدالة الاجتماعية، والحوكمة, ولأن استمرار تطبيق قوانين قديمة يؤدي إلى تعطيل الاستثمار، عرقلة القضاء، وإضعاف ثقة المواطنين بالدولة, كما أن التغيرات الكبيرة في المجتمع العراقي، من حيث التركيبة السكانية، الوضع الاقتصادي، والتحديات الأمنية، تتطلب إطاراً تشريعياً متجدداً.
ومن ألامثلة على قوانين التي تحتاج إلى إصلاح أو استبدال منها:
قانون العقوبات رقم (111) لسنة (1969): ما يزال يحتوي على مفاهيم عقابية قاسية وعقوبات بدنية لا تتناسب مع المعايير الدولية لحقوق الانسان اضافة الى التطور الهائل في الجرائم ,ومنها الجرائم الالكترونية وغيرها.
وكذلك قانون الأحوال الشخصية: محل جدل واسع بين دعاة التعديل نحو مدنية القانون، وبين محاولات فرض توجهات متشددة أو التخصيص المذهبي.
وايضا قانون الاستثمار: رغم التعديلات، لا يزال يحتاج إلى تبسيط وضمانات حقيقية للمستثمرين.
علاوة على قوانين العمل والضمان الاجتماعي: تفتقر إلى الحماية الحقيقية للعامل والعدالة في بيئة العمل.
وقانون الخدمة المدنية رقم (24) لسنة 1960, ولما لهذا القانون من اثر حتمي على الحياة الوظيفية في العراق. ولاشك في ان هناك العديد من القوانين التي بحاجة الى تعديل ومن الجدير بالذكر ان قرارات مجلس قيادة الثورة ( المحنل) لازال بعضها ساريا لغاية الان, ومن الضروري اعادة النظر فيها بما ينسجم ويتلائم مع المتغيرات على الصعيد الوطني او الاقتصادي او المجتمعي.
ومن جانب اخر يمكن بيان عوائق إصلاح التشريعات تتضمن, الانقسام السياسي والبرلماني، الذي يحول دون التوافق على تشريعات موحدة ومصلحة عامة, غياب الإرادة السياسية الحقيقية في بعض الملفات، بسبب تعارض بعض الإصلاحات مع مصالح قوى نافذة, ضعف الأداء التشريعي للبرلمان نتيجة الدور التقليدي للنواب واعتمادهم على التشريع الفردي دون رؤية مؤسسية, غياب الخبرات القانونية المتخصصة داخل بعض اللجان البرلمانية والمؤسسات الحكومية.
وهنا يثور التسأول حول كيفية البدء بالإصلاح التشريعي والقانوني على المستوى الوطني :
1. تشكيل لجنة وطنية عليا لتحديث التشريعات، تضم خبراء قانونيين، أكاديميين، وممثلين عن القضاء والمجتمع المدني.
2. اعتماد مبدأ مراجعة شاملة وتشخيص فجوات كل قانون، ووضع خريطة تشريعية وطنية.
3. استلهام التجارب المقارنة الناجحة في الدول الديمقراطية والنامية على حد سواء.
4. فتح المجال أمام منظمات المجتمع المدني والنقابات المهنية للمشاركة في صياغة ومراجعة القوانين.
5. تحصين التشريعات من التسييس، وإخضاعها لمبادئ الشفافية والمصلحة العامة.
إصلاح التشريعات ليس ترفاً قانونياً، بل ركيزة أساسية لبناء الدولة ومفتاح لحل كثير من الأزمات التي يعيشها العراق اليوم، من القضاء إلى الاقتصاد، ومن العدالة إلى الأمن. اذ إن القانون هو تعبير عن إرادة الأمة، وإذا كانت هذه الإرادة حبيسة قوانين ماضية، فستظل الدولة تعاني من الجمود والازدواجية واللاعدالة.



#سعد_عزت_السعدي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المسؤولية التقصيرية عن الاضرار التي تلحق بالمباني
- دور العدالة التصالحية في بناء المجتمع
- اشكالية استخدام الفضاء الخارجي وسيادة الدولة
- العلاقة بين المسؤولية والمحاسبة للموظف
- المركزية واللامركزية في إدارة الدولة
- تنظيم المؤسسات الادارية خطوة لمكافحة الفساد
- القانون والعرف العشائري لمن السطوة ..؟!
- مبدأ التعامل بالمثل في تطبيق القانون
- ماهي الشخصية المعنوية للشركات..؟
- الشكلية في عقود نقل التكنولوجيا
- شراكة الأنهار الدولية... من المنبع حتى المصب
- التحقيق الإداري وضمانات الموظف في قانون انضباط موظفي الدولة ...
- الشباب وأهمية المشاركة في الانتخابات
- تحريك الدعوى الجزائية في القانون العراقي
- غسيل الأموال في العراق المعوقات والحلول
- تسليم واسترداد المجرمين في القانون الدولي
- مفهوم الذمة المالية للأشخاص
- عقد نقل التكنولوجيا الأهمية والآثار
- قرارات مجلس الأمن وحالة العراق
- أدلة الإثبات أمام المحاكم في العراق


المزيد.....




- قرار -الاتحاد من أجل السلام- أداة الأمم المتحدة لتجاوز شلل م ...
- السعودية.. إعدام صومالي بسبب حشيش والداخلية تكشف تفاصيل
- شهداء بينهم أسرة كاملة في قصف على النازحين بغزة.. وحصيلة جدي ...
- الأمم المتحدة: 181 عاملا في الإغاثة الإنسانية قُتلوا بغزة في ...
- الأمم المتحدة: 181 عاملا في الإغاثة الإنسانية قُتلوا بغزة ف ...
- رئيس المحكمة العليا بإسرائيل: سجوننا أصبحت غوانتانامو
- رايتس ووتش تنتقد صفقة أسلحة أميركية لنيجيريا
- الحريديم يتظاهرون ضد التجنيد الإجباري في الجيش الإسرائيلي
- الحريديم يتظاهرون ضد التجنيد الإجباري في الجيش الإسرائيلي
- سوريا تعين إبراهيم علبي سفيرا جديدا لدى الأمم المتحدة


المزيد.....

- الوضع الصحي والبيئي لعاملات معامل الطابوق في العراق / رابطة المرأة العراقية
- التنمر: من المهم التوقف عن التنمر مبكرًا حتى لا يعاني كل من ... / هيثم الفقى
- محاضرات في الترجمة القانونية / محمد عبد الكريم يوسف
- قراءة في آليات إعادة الإدماج الاجتماعي للمحبوسين وفق الأنظمة ... / سعيد زيوش
- قراءة في كتاب -الروبوتات: نظرة صارمة في ضوء العلوم القانونية ... / محمد أوبالاك
- الغول الاقتصادي المسمى -GAFA- أو الشركات العاملة على دعامات ... / محمد أوبالاك
- أثر الإتجاهات الفكرية في الحقوق السياسية و أصول نظام الحكم ف ... / نجم الدين فارس
- قرار محكمة الانفال - وثيقة قانونيه و تاريخيه و سياسيه / القاضي محمد عريبي والمحامي بهزاد علي ادم
- المعين القضائي في قضاء الأحداث العراقي / اكرم زاده الكوردي
- المعين القضائي في قضاء الأحداث العراقي / أكرم زاده الكوردي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث قانونية - سعد عزت السعدي - -إصلاح التشريعات العراقية: ضرورة ملحة لمواكبة التحول الديمقراطي والتنمية-