أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث قانونية - سعد عزت السعدي - المسؤولية التقصيرية عن الاضرار التي تلحق بالمباني














المزيد.....

المسؤولية التقصيرية عن الاضرار التي تلحق بالمباني


سعد عزت السعدي

الحوار المتمدن-العدد: 8420 - 2025 / 7 / 31 - 14:05
المحور: دراسات وابحاث قانونية
    


شهد العراق العديد من حوادث الحريق وعلى مدى السنوات الماضية وخصوصا في فصل الصيف والذي ترتفع فيه درجات الحرارة الى نصف درجة الغليان, وفي احصائية سريعة نرى انه قد توفي ما يقارب 320 ضحية في حريق المجمع التجاري في الكرادة و82 شخص في مستشفى ابن الخطيب و92 شخص في مستشفى الحسين في الناصرية , و113 ضحية في قاعة الحمدانية وقبل ايام قليلة اكثر من 60 متوفي في هاريبر ماركت في محافظة واسط.
ومع انتشار المباني التجارية او الطبية او غيرها نلاحظ ان شروط السلامة قد غابت عنها بفضل عدم وجود الرقيب الحكومي والفساد الاداري والمالي الذي كان له النصيب الاكبر في مسألة تكرار تلك الحوادث , فضلا عن الاهمال الذي تسبب به اصحاب تلك المباني , ولاشك في ان القانون العراقي قد نظم هذا الموضوع من خلال المواد (202-227) من القانون المدني العراقي رقم 40 لسنة 1951 المتضمنة احكام المسؤولية التقصيرية
وحيث ان المباني التجارية من العناصر الحيوية في البنية التحتية للمدن الحديثة، إذ تحتضن الأنشطة الاقتصادية والتجارية المتنوعة. إلا أن هذه المباني، بحكم استخدامها الكثيف وتردد الجمهور عليها، قد تُسبب أضرارًا للغير نتيجة الإهمال أو التقصير في صيانتها أو إدارتها. وهنا تبرز المسؤولية التقصيرية بوصفها أحد أوجه المسؤولية المدنية التي تنظم التعويض عن الأضرار التي تلحق بالغير نتيجة عمل غير مشروع.
وتعريف المسؤولية التقصيرية بانها , التزام قانوني ينشأ عن الإضرار بالغير بفعل غير مشروع دون وجود علاقة تعاقدية بين الطرفين. ويهدف هذا النوع من المسؤولية إلى إعادة التوازن المتضرر عن طريق التعويض, بينما نجد ان أركان المسؤولية التقصيرية تتمثل في الخطأ, وهو الإخلال بواجب قانوني، كالإهمال في الصيانة أو عدم اتخاذ تدابير الأمان, الضرر, يجب أن يكون هناك ضرر محقق، سواء ماديًا أو معنويًا, والعلاقة السببية, يجب أن يثبت أن الضرر ناتج عن الخطأ مباشرة.
تطبيق المسؤولية التقصيرية على المباني التجارية
• مسؤولية المالك أو المستأجر التجاري
المالك أو المستأجر هو الشخص الطبيعي أو المعنوي الذي يتحمل مسؤولية إدارة المبنى التجاري وصيانته. فإذا تسببت أجزاء من المبنى (مثل الأسقف، الجدران، السلالم، أو المصاعد) في إلحاق ضرر بشخص من الجمهور، قد يُسأل المالك أو المستأجر مسؤولية تقصيرية.
• مسؤولية المهندس أو المقاول
في حال كان الضرر ناتجًا عن عيب في التصميم أو البناء، فإن المهندس أو المقاول قد يتحملان المسؤولية وفقًا لمبدأ "الخطأ الفني" أو "العيب الإنشائي"، خاصة إذا لم تنقضِ مدة الضمان العشري في القوانين التي تأخذ بهذا النظام.
وحيث ان الطبيعة الوقائية للمسؤولية التقصيرية تتجسد إلى جانب طابعها التعويضي، فإن المسؤولية التقصيرية تؤدي دورًا وقائيًا، إذ تحفّز أصحاب المباني التجارية على اتخاذ التدابير اللازمة لحماية الزوار والعامة وتفادي المسؤولية القانونية.
ومن الجدير بالذكر, ان المسؤولية التقصيرية تعتبر آلية قانونية عادلة لحماية الأفراد من الأضرار الناتجة عن إهمال في المباني التجارية. ومن الضروري على أصحاب هذه المباني الالتزام بأعلى معايير السلامة والصيانة لتجنب النزاعات القانونية، ولضمان بيئة آمنة للمجتمع.
ولابد من الاشارة الى ان المباني التجارية لا تُعد مجرد منشات اقتصادية بل فضاءات عامة تتطلب اعلى درجات العناية واليقظة , وترتب احكام المسؤولية التقصيرية الواردة في القانون العراقي التزامات صارمة على القائمين عليها تحقيقا لحق المتضررين في التعويض وتكريساً لمبدا العدالة والضمان الاجتماعي.
علاوة على ذلك فأن المراقبة الحكومية الصارمة بهذه المجال والعمل على تجنب تكرار تلك الحالات من خلال المراقبة والتفتيش والغرامات في حال عدم الاستجابة لمتطلبات السلامة للمواطنين ورواد الاماكن العامة .



#سعد_عزت_السعدي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دور العدالة التصالحية في بناء المجتمع
- اشكالية استخدام الفضاء الخارجي وسيادة الدولة
- العلاقة بين المسؤولية والمحاسبة للموظف
- المركزية واللامركزية في إدارة الدولة
- تنظيم المؤسسات الادارية خطوة لمكافحة الفساد
- القانون والعرف العشائري لمن السطوة ..؟!
- مبدأ التعامل بالمثل في تطبيق القانون
- ماهي الشخصية المعنوية للشركات..؟
- الشكلية في عقود نقل التكنولوجيا
- شراكة الأنهار الدولية... من المنبع حتى المصب
- التحقيق الإداري وضمانات الموظف في قانون انضباط موظفي الدولة ...
- الشباب وأهمية المشاركة في الانتخابات
- تحريك الدعوى الجزائية في القانون العراقي
- غسيل الأموال في العراق المعوقات والحلول
- تسليم واسترداد المجرمين في القانون الدولي
- مفهوم الذمة المالية للأشخاص
- عقد نقل التكنولوجيا الأهمية والآثار
- قرارات مجلس الأمن وحالة العراق
- أدلة الإثبات أمام المحاكم في العراق
- جرائم المخدرات في القانون العراقي


المزيد.....




- حماس:لا جدوى من استمرار المفاوضات مع إسرائيل في ظل أزمة المج ...
- بلجيكا تحيل جنديين إسرائيليين إلى المحكمة الجنائية الدولية ب ...
- -بتهمة الخيانة والتخابر مع العدو-.. محكمة تابعة للحوثيين تصد ...
- قاليباف يفضح أكاذيب رئيس الكنيست الصهيوني بتقارير رسمية للأم ...
- شهداء بقصف إسرائيلي والمجاعة تلتهم مزيدا من أطفال غزة
- الأمم المتحدة لـ-سكاي نيوز عربية-: الهدن الإنسانية غير كافية ...
- -رايتس ووتش- تحمّل سلطات بوركينا فاسو مسؤولية اختفاء صحفيين ...
- فصائل المقاومة ترحب بجهود مساندة فلسطين وتشترط لحل قضية الأس ...
- حماس تشترط إنهاء المجاعة بغزة لاستئناف المفاوضات
- غزة تقترب من الجوع الجماعي وشروط إعلان المجاعة متحققة


المزيد.....

- الوضع الصحي والبيئي لعاملات معامل الطابوق في العراق / رابطة المرأة العراقية
- التنمر: من المهم التوقف عن التنمر مبكرًا حتى لا يعاني كل من ... / هيثم الفقى
- محاضرات في الترجمة القانونية / محمد عبد الكريم يوسف
- قراءة في آليات إعادة الإدماج الاجتماعي للمحبوسين وفق الأنظمة ... / سعيد زيوش
- قراءة في كتاب -الروبوتات: نظرة صارمة في ضوء العلوم القانونية ... / محمد أوبالاك
- الغول الاقتصادي المسمى -GAFA- أو الشركات العاملة على دعامات ... / محمد أوبالاك
- أثر الإتجاهات الفكرية في الحقوق السياسية و أصول نظام الحكم ف ... / نجم الدين فارس
- قرار محكمة الانفال - وثيقة قانونيه و تاريخيه و سياسيه / القاضي محمد عريبي والمحامي بهزاد علي ادم
- المعين القضائي في قضاء الأحداث العراقي / اكرم زاده الكوردي
- المعين القضائي في قضاء الأحداث العراقي / أكرم زاده الكوردي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث قانونية - سعد عزت السعدي - المسؤولية التقصيرية عن الاضرار التي تلحق بالمباني