دينا سليم حنحن
الحوار المتمدن-العدد: 8525 - 2025 / 11 / 13 - 13:15
المحور:
الادب والفن
حوار مع دينا سليم حنحن
هل تبدو السّماء أجمل يا أمي؟
كانت زيارتي الأولى إلى مصر العليا، بحثتُ عن والدكِ، جدي رشدي، قلتُ لاكسر قاعدة الانتظار المملّ الذي عشناه من بعدكم، نحن الأحفاد المساكين، انتظرناه منذ اختفاءه، عشنا الوهم، وصبرنا على لقياه.
نزلتُ من محطة القطار في الأقصر، المحطة التي حملت خطاه، بما إنه كان سائق قطار على خط القاهرة فلسطين، وبدأت رحلة البحث المضحكة المبكية.
هل تعلمين يا والدتي أن هناك ثمانية رجال مفقودين يحملون الاسم ذاته في الأقصر (رشدي سابا)؟ نعم، لا تتعجبي، ويوجد من يعرفه ويعرف عنكِ، ابنته البكر، توأم واصف، الطفل الذي مات في شهوره الأولى، يبدو إن جدي كان يحكي ويفخر بعائلته.
دخلتُ ثمانية بيوت، رحبوا بي كثيرًا، وكأنني أحمل لهم أخبارًا من الضائعين.
نظرتُ مليا في صورهم وقارنتها بصورة جدي الوحيدة، لا أحد يشبهه.
وعندما غادرتُ الأقصر عائدة إلى القاهرة، عرجتُ إلى مصلحة سكة الحديد وسألتُ عنه، كان قد غادر مصر قبل النكبة بسنة واحدة!
خرج ولم يعد، ذهب واختفت خطواته، ترك أرملة وخمس بنات، عاشوا على أمل اللقاء.
أخبريني الآن، ارسلي لنا إشارة واحدة، إعلمينا إن كانت روحه تسبح في السماء، وهل تبدو السماء وأهلها أجمل من سكان الأرض؟
#دينا_سليم_حنحن (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟