أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جلبير الأشقر - السودان وزور ادّعاءات ترامب














المزيد.....

السودان وزور ادّعاءات ترامب


جلبير الأشقر
(Gilbert Achcar)


الحوار المتمدن-العدد: 8519 - 2025 / 11 / 7 - 09:11
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



مأساة عظيمة تجري في السودان وفي غربه على الأخص، في إقليمي دارفور وكردفان، كما كان متوقعاً منذ أن اتضح في العام الماضي منحى الحرب الدائرة بين جناحي الطغمة العسكرية التي أورثها عمر البشير للبلاد (أنظر «رفح والفاشر: حرب الإبادة والتضامن الواجب» «القدس العربي» 14/05/2024). والمأساة لا تني تتفاقم: فقد سقطت مدينة الفاشر في دارفور قبل بضعة أيام وشرعت «قوات الدعم السريع» ومن لفّ لفّها من المنحدرين من ميليشيات الجنجويد، التي ارتكبت الإبادة الجماعية في دارفور قبل عشرين عاماً، شرعت في ارتكاب أشنع المجازر بما ينذر بتشكيل حالة جديدة من الإبادة الجماعية في الإقليم.
وفي هذه الأثناء، مأساة أخرى ترتسم معالمها في جنوب كردفان حيث مدينتا كادوقلي، عاصمة الولاية، والدلنج تخضعان لحصار يشبه الذي تعرّضت له الفاشر حتى سقوطها قبل أيام. في كردفان، تنتمي القوى المهاجمة لـ«الحركة الشعبية لتحرير السودان ـ الشمال»، جناح عبد العزيز الحلو، المتحالف مع «قوات الدعم السريع» التي يقودها محمد حمدان دقلو، الملقب بحميدتي. وفي الحالتين، في دارفور كما في كردفان، يتشكّل الطرف الآخر من «القوات المسلحة السودانية» بقيادة عبد الفتاح البرهان.
وكما هو معلوم، فإن طرفي الحرب الطاحنة الدائرة في السودان منذ سنتين وثمانية أشهر مدعومان خارجياً من أطراف شتى، أبرزها الإمارات العربية المتحدة المسانِدة لـ«قوات الدعم السريع» والنظام المصري الداعم لـ«القوات المسلحة السودانية». وإذ يصوّر قسم من الإعلام العالمي الحالة وكأن الأشرار فيها ممثلون بـ«قوات الدعم السريع» دون سواها، لا بدّ من التأكيد على المسؤولية العظمى التي تقع أيضاً على عبد الفتاح البرهان وقادة «القوات المسلحة السودانية»، الذين قاموا قبل أربعة أعوام، في أكتوبر/ تشرين الأول 2021، بتنفيذ الانقلاب العسكري الذي أطاح بالمسار الديمقراطي الناجم عن الإطاحة بعمر البشير في عام 2019.

كما أن مسؤولية الإمارات المتحدة في دعم «قوات الدعم السريع»، المعروفة بانحدارها من جناة الإبادة الجماعية التي جرت قبل عشرين عاماً، يجب ألّا تستر مسؤولية داعمي «القوات المسلحة السودانية» في تسعير الحرب وتمديدها بدل الضغط بقوة من أجل إيقافها. أما المسؤولية الأكبر في هذا الصدد، فتقع على الولايات المتحدة الأمريكية التي تربطها علاقة وثيقة بالدول الإقليمية المتدخلة في حرب السودان وتحوز على نفوذ كبير لديها. والحال أن الإدارة الأمريكية السابقة، إدارة جو بايدن، لم تعر اهتماماً جدياً للمأساة السودانية، إذ طغى انشغالها بالمشاركة في حرب الإبادة التي خاضتها القوات المسلحة الإسرائيلية في قطاع غزة، واتكالها على معاونة القاهرة وأبو ظبي لها في الجانب السياسي من تلك الحرب.
أما إدارة دونالد ترامب، فهي أيضاً لا تريد إحراج أحد الطرفين العربيين اللذين تتكل عليهما في تدخلها في غزة وفي سياستها الإقليمية، كما يبدو أنها لم تجد بعد مشروعاً عقارياً أو منجمياً يبعثها على التدخل النشط في الساحة السودانية. فإن مستشار ترامب المختص بالقارة الأفريقية، مسعد بولس، وهو والد صهر ترامب الآخر (بعد جاريد كوشنر) صرّح قبل شهر في مقابلة أجرتها معه صحيفة «لو موند» الفرنسية، قائلاً: «إننا على اتصال مع الطرفين، الجيش وقوات الدعم السريع. والأولوية المطلقة هي الحصول على تقدم في إيصال المساعدة الإنسانية في حين يشكّل السودان اليوم أسوأ كارثة إنسانية في العالم، حتى ولو لم تحظ (هذه الكارثة) بالاهتمام الضروري».
وكأن الولايات المتحدة ليس لديها ما يلزم من أجل إيصال المساعدة الإنسانية إلى شعب السودان، بل من أجل إيقاف المجزرة، بينما يمنّن رئيسها على العالم كل يوم وساعة بقدرته على وقف الحروب وصنع السلام. والحقيقة أن ترامب لا يهتم بالسلام سوى عندما يجد فيه مصلحة اقتصادية شخصية وعائلية، ولا يتردد في شنّ الاعتداءات العسكرية عندما تنسجم مع مصلحته ومصلحة الإمبريالية الأمريكية التي يرأسها، مثلما فعل ضد إيران ويفعل اليوم ضد فينزويلا. والمصيبة أن تملّق العديد من حكومات العالم للرئيس الأمريكي وقصر نظر قسم هام من الإعلام العالمي ساهما في صنع أسطورة ترامب صانع السلام، التي سوف يسجلها المستقبل على أنها إحدى قمم الزور التاريخي.



#جلبير_الأشقر (هاشتاغ)       Gilbert_Achcar#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الولايات المنقسمة العربية
- «جيل زد» المغربي والبركان الإقليمي
- مهرجان التملّق في الكنيست وشرم الشيخ
- جردة حساب مُرّة بعد عامين
- النيوفاشية والتغيّر المناخي
- في ضعف النظام الإيراني
- الحكم الإيراني في ورطة من صنعه
- دموع تماسيح الليبرالية المُحتضَرة
- ارحموا أهل غزة!
- عن منطق الجناح القصوي في «حماس»
- حول زيارة دونالد ترامب لدول الخليج
- سوريا والصيد في الماء العكر
- الصراع على سوريا… مجدداً
- الكارثة الأخرى: إبادة ومجاعة في السودان
- أبو ظبي وقطر: متنافسان في خدمة الإمبراطوريّة الأمريكيّة
- غزة وحكمة سليمان
- تركيا والعدوى النيوفاشية
- اليمن «على كف عفريت»!
- سوريا إلى أين؟ تكرارٌ للسؤال
- «أمريكا أولاً» والانقلاب الكبير في العلاقات الدولية


المزيد.....




- تستجيب لرغباتك.. هذه أول سيارة روبوتية شخصية ذاتية القيادة ف ...
- سوريا.. أحمد الشرع يثير تفاعلا بفيديو أسلوب تحية ماكرون في ا ...
- أمريكا تكشف أحد أساليب تمويل تسليح حزب الله من إيران وتعلن ف ...
- تقرير يكشف عملية تجسس استخباراتية مرتبطة بقطر استهدفت الموظف ...
- -فلاينغ كيك بيزا-: كلب من ملجأ توج بطلا لأوروبا في الفريسبي ...
- إسبانيا تكشف عن أول قافلة عسكرية ذاتية القيادة في أوروبا
- بين الميدان وطاولة الهدنة: السودان إلى أين؟
- الشرع في ضيافة ترامب في البيت الأبيض: المصالح والآفاق
- البرازيل: قبيل انطلاق -كوب 30-... قادة العالم يعترفون بفشل ت ...
- ترامب: منفتح على النظر في طلب إيران رفع العقوبات الأميركية


المزيد.....

- ثوبها الأسود ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- شيوعيون على مر الزمان ...الجزء الأول شيوعيون على مر الزمان ... / غيفارا معو
- حكمة الشاعر عندما يصير حوذي الريح دراسات في شعر محمود درويش / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- جسد الطوائف / رانية مرجية
- الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025 / كمال الموسوي
- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جلبير الأشقر - السودان وزور ادّعاءات ترامب