حسان أيو
الحوار المتمدن-العدد: 8517 - 2025 / 11 / 5 - 15:20
المحور:
الادب والفن
أُراقِبُ هاتفي
والليلُ يمتدُّ في صدري بلا ضوء،
أنتظرُ اسماً
يعرفُ الطريقَ إليّ
كما تعرفُ الرائحةُ طريقَها
إلى ذاكرة المطر.
أحنُّ…
لأوقاتٍ مرّت خفيفةً
كأنها طيفُ ضحكةٍ في هواء،
أحنُّ لطرقٍ ضاقت بنا
فوسّعَها حضورُنا،
ولأماكنَ
لم تكن جميلةً
إلا لأننا كنّا فيها معًا.
أشتاقُ لترابٍ
كان يبتلُّ إذا لامسه المطر،
ولعيونٍ
كانت تفهمُ صمتي
قبل أن أنطق،
ولأصواتٍ
كانت تُشبه الأمان.
لكن الهاتف…
لم يرنّ.
ولم يسأل أحدٌ: كيف اعتراك الغياب؟
ولا أين وضعتَ تعبَ قلبك؟
ولا هل ما زلتَ على قيد الانتظار؟
أعرف…
ربما كنتُ لحظةً
عبرتْ طريقَهم سريعًا،
بينما كانوا هم
دهراً يمشي ببطءٍ في صدري.
فلا أعاتب،
ولا ألوم،
فالقلوبُ أوطانٌ تُفتح لمن تشاء…
وأنا كنتُ مسافرًا عابرًا
في قلوبٍ
لم يكن لي فيها موطئُ حنين.
ومع ذلك…
ما زلتُ أُراقب هاتفي،
لا شوقًا لعودةٍ أعرفُ أنها لن تأتي،
بل احترامًا
لذلك الجزء منّي
الذي أحبَّ
بصدق.
--
#حسان_أيو (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟