أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - حسان أيو - هل سيتكرر سيناريو العراق في سوريا














المزيد.....

هل سيتكرر سيناريو العراق في سوريا


حسان أيو

الحوار المتمدن-العدد: 1374 - 2005 / 11 / 10 - 10:20
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


على ما يبدو بأن المخرج قد أعجب كثيراً بسيناريو الذي أخرجه للعراق ضمن التضاريس السياسية والأحداث الخارجة عن إطار المعقول ، وعلى ما يبدو أيضاً بأن المخرج موافق على السيناريو مع قليلاً من التعديلات والتي تقوم أحداث الفلم هذه المرة على أرض غير العراق والشخصيات التي قامت بأدوارها قد أتقنت دورها بشكل جيد ومع ذلك لم يكتفي المخرج بكل هذه الإنجازات التي حققها من نجاح ،فأخذا يبحث عن أمور ومواضيع تخلق التساؤل والقلق لغموض الفلم
حتى بات المشاهد يغرق في التفكير وغير قادر على وضع حد لكل ما يجري من أحداث الفلم .
ففي بداية الفلم كان التهديد المستمر على العراق من تم تحريك الرأي العام على العراق وعلى السلطة المستبدة وبيد الدكتاتور صدام الحسين الذي صنعه المخرج الأمريكي ببراعة فائقة وهذا ما يدفعني لذكر مقولة تقول بأن كل الآداب والعلوم أنتجت إبداعاً إلا السياسة فهي أنتجت مسخاً .
لقد حبكت الأحداث بطريقة مذهلة تقنع المشاهد بدون تردد ، فبعد إعطاء البطل الأسلحة ليبيد شعبه البريء حتى قويت شوكت البطل فبدء التلميذ يتمرد على معلمه حتى أخذ يهدد البطل المستبد "المخرج " بتلك الأسلحة ،لكن المخرج كان أذكى بكثير من البطل وكان يعرف ما بداخل السيناريو من أحداث ، أبتسم المخرج للبطل ابتسامة صفراء وقال أنا الذي صنعتك واعرف نقاط الضعف لديك ومع أنك كنت بارعاً في أداء الدور بشكل ممتاز فمن خلالك استطعنا معرفة الكثير
عن الكنوز المدفونة لديكم وإضافة إلى إنهاء المخاوف ،فلقد استطعنا تنز يلكم من الدول الأولى في حيازة الأسلحة من خلال جركم في حروب مع الدول المجاورة مثل إيران والتي دامت أكثر من ثمانية سنوات وبعدها قدرنا إقناع الدكتاتور صدام الحسين بمسألة الحدود ،وعلى مبدأ بأن الكويت تابعة للعراق تاريخياً وعلى مقاطعة الدول المجاورة مثل سوريا ،ومع احتلالكم لدولة الكويت والتي من خلالها كان الدافع القوي والمبرر المقنع لنتواجد في الكويت للدفاع عنها ومع إقناع الكثير من الدول العالم للدخول معنا وتأنيب الرايء العام على العراق فكثرت نقاط الضعف لدى القائم بدور البطل فلقد أستخدم الأسلحة المحضرة دولياً لشعبه الكرد في حلبجة وحربه مع إيران واحتلاله لدولة الكويت وغيره من الأمور الشتى ،مما أعطت أمريكا الدافع القوي للمطالبة الدكتاتور صدام الحسين بتلف الأسلحة الدمار الشامل الموجودة لديه ،وقتها أبى وأستنكر وهدد بضرب إسرائيل وفعلاً قام المجنون بجنون العضمة بإطلاق صاروخين أدعى بأنها ذات روؤس نووية فقامت الدنيا ولم تقعد .فازداد التذمر من العراق وتحركت الدول في تأنيب العراق لما تقوم به والمجنون بجنون العضمة يرفع راية العروبة حاملاً شعارات تكبره حجماً قانعاً نفسه بأنه يخدم الأمة العربية غير مدركاً بأنه خدم السيناريو والذين قاموا بإعطائه الدور الفعال لتحطيم المنطقة وتفريغها من القوى الدفاعية ملفتاً اانتباه الغرب إلى المنطقة ،فبعد أن أكتملت الأحداث وتجمعت الححج التي من ضمنها تدين العراق بما قامت به ،فتحركت القوى السياسية الدولية وحركت معها مجلس الآمن ضد العراق فبدئت بترتيب الأوراق للعب بها ضد العراق ،فهددت بهجوم العسكري أن لم تتعاون الحكومة العراقية مع المفتشين أسلحة التدمير الشامل ،فأخذت السلطة العراقية تماطل تحت ذريعة التصدي لجميع القوى التي تقف في خندق أمريكا ،لكنها بدت تتراجع عن موقفها عندما شعرت بموقف المحرج التي حشرت نفسها بها ،وتنازلت للقرار ودخلت قوات الأمم المتحدة مع المفتشين العراق أقلعت بعملها في البحث عن أسلحة التدميرالشامل وبحجتها أخذت تكشف عن أوراق وملفات لم تفتح بعد ،ولم يجدوا الأمانة الموجودة في العراق لكنهم وجدوا الكثير من الأمور التي من خلالها تدخل فيها المنطقة بقوة ،إذاً الفلم قد حبكت أحداثه بقوة حتى توصل المشاهد إلى القلق لما يحدث .
بعد عاصفة الصحراء على العراق التي من خلالها أفرغت العراق من أسلحتها والكويت أعطت الفواتير وتكاليف الحرب ضد العراق لهم ،فجاء قرار احتلال العراق سهلاً عكس عاصفة الصحراء التي كانت هناك قليلاً من المقاومة ،أسقطت العراق بطرف عين ونهبت الحضارة وحطمت تماثيل الدكتاتور صدام حسين لكن الفلم لم ينتهي
بعد ، فما زال المخرج يبدع أكثر حتى أصبح يرفع لواء الإنسانية بكل العالم فأطلق حملة مكافحة الإرهاب في العالم صانعاً من أحداث 11من أيلول جوازاً للسفر للدخول إلى المنطقة على الرغم من إنه ساهم مساهمة
فعالة في خلق شخصيات إرهابية التي بدورها تمردت على من صنعها وكما يقولون أنقلب السحر على الساحر
ومن هذا المنطلق وبعد هذه القراءة البسيطة للحراك السياسي نجد بأن خارطة السياسية تتضح أكثر والتغيرات
المطروحة هل تحقق الحلم المكبوت التي قمعتها السلطات الحاكمة لشعوبها والذي بات يحلم بآي تغير حتى إذا كان ذاك التغير سلباً ، وبحجة مكافحة الإرهاب دخلت المنطقة وبثت أفكارها بين شعوبنا المضطهدة وها هو السيناريو يكرر نفسه في سوريا وبنفس الترتيب ،تهديد ومن ثم حصار ومن ثم تعاون وعدم تعاون وتأنيب الرأي العالمي اتجاه سوريا وتحت ذريعة عدم تعاون السلطة السورية مع لجنة التحقيق في قضية اغتيال رفيق الحريري ،والسلطة السورية التي بدت في موقف الضعف خارجياً وداخلياً .
فهل سيكرر السيناريو العراق في سوريا في أن تعاونت السلطة السورية أو لم تتعاون ،وهل سيكون الخيار العسكري خياراً مناسباً في هذه المرحلة الحرجة ،وهل سيدفع الثمن الشعب السوري في كل الاحتمالات سواءً إن كان الخيار حصارا اقتصادي أو عسكري .
وفي كل الأحوال بات من الواضح ضرورة التغير في كل الدول العربية ،فليكون هذا التغير بداخل وتحت يافطة
الحل الديموقراطي والاعتراف بالآخر وبكامل الطيف السياسي الموجود في البلاد من حيث اندماج القوى السياسية واعتماد التغير على يد الداخل مستبعدين الخيارات الخارجية فنحن بحاجة إلى التكاتف بكل القوى القومية
وأثنية والدينية والاجتماعية في البلاد لوضع مشاريع مستقبلية تحمي المواطن من أخطار التي تحيط به .



#حسان_أيو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أعلان دمشق ......وماذا بعد
- إمراءة هربت بينما أصعد الرماد
- فصل الدين عن الولة
- عولمة المصطلحات
- سيادة من على من


المزيد.....




- شاهد ما حدث على الهواء لحظة تفريق مظاهرة مؤيدة للفلسطينيين ف ...
- احتجاجات الجامعات المؤيدة للفلسطينيين تمتد لجميع أنحاء الولا ...
- تشافي هيرنانديز يتراجع عن استقالته وسيبقى مدربًا لبرشلونة لم ...
- الفلسطينيون يواصلون البحث في المقابر الجماعية في خان يونس وا ...
- حملة تطالب نادي الأهلي المصري لمقاطعة رعاية كوكا كولا
- 3.5 مليار دولار.. ما تفاصيل الاستثمارات القطرية بالحليب الجز ...
- جموح خيول ملكية وسط لندن يؤدي لإصابة 4 أشخاص وحالة هلع بين ا ...
- الكاف يعتبر اتحاد العاصمة الجزائري خاسرا أمام نهضة بركان الم ...
- الكويت توقف منح المصريين تأشيرات العمل إلى إشعار آخر.. ما ال ...
- مهمة بلينكن في الصين ليست سهلة


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - حسان أيو - هل سيتكرر سيناريو العراق في سوريا