أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسين عجيب - العربية وقتل الأبناء_ثرثرة














المزيد.....

العربية وقتل الأبناء_ثرثرة


حسين عجيب

الحوار المتمدن-العدد: 1832 - 2007 / 2 / 20 - 08:19
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


العلاقة مع الآخر المختلف,هوية مستحدثة, تشكّل أبرز ملامح الفرد المعاصر.
مع القرن العشرين حدث التغيّر الأساسي في العلاقة مع الزمان والمكان, سرعة الحدث وتوالد مؤثرات جديدة, أدخل الوعي مع البطانة الوجدانية_التي استقرّت عبر القرون_ في طور وحالة من الشكّ والقلق, يتعذّر معها النظر بهدوء وروية, إلى أيّ من مظاهر الحياة المتحوّلة وسريعة التقلّب, في السياسة ونظم الأخلاق كما في المجتمع وتعبيراته المختلفة.
المشترك الأساسي في الحياة العربية(ثنائية الظاهر والباطن), لا تشذّ عنها مدينة أو قرية في المشرق أو المغرب العربيين, جمود في مركز التحكّم والسيطرة والقرار, مع تشظّي وانتثار عالمي الداخل والخارج إلى حالة ضبابية, يصعب معها التوصل إلى الاستقرار والسكينة.
في الثقافات الحديثة تمّ قتل الأب ونماذجه,لينفتح فضاء الابن والمواليد الجدد, على مستويات واتجاهات لم تكن معروفة من قبل,فتحت جميع النصوص وكسرت أقفال الهيبة, وحدثت طفرة نوعية في مجال القراءة والتلقي كما في التعبير والإبداع. وقلاعنا تزداد انغلاقا وجمودا.
الجنس المؤنث مروّض, وسجين أبدي في العزلة والمرارة. ذلك ما تدركه الفتاة في بلادنا قبل السادسة, وتستبطنه كمنظومة قيم ومعايير أولى, خارجها النبذ والاستباحة ورعب لا يحتمل.
لعنة الجنس المذكّر مزدوجة, هو وريث وحامل لقيم مزيّفة تضمر عكس ما تظهر, ويبرز ذلك في العلاقة المدمّرة بالجنس الآخر, يحتقره ويعشقه بنفس الشدّة وبنفس اللحظة, بلا أمل.

تدمير الفاعليّة الشخصية عمليّة مركّبة,تبدأ في الأسرة البطريركية وتستمرّ في مناهج التربية والتعليم, القائمة على الخضوع والطاعة للأكبر والأقوى, وتكتمل في العصاب الجماعي, عبر ثقافة الموت واحتقار الحياة والفرح, وتنغلق السلسة باستبطان أخلاق الطاعة واستدماجها, على صيغة أنا عليا صارمة جافّة, هي القاسم المشترك في بلاد...بالروح بالدم نفديك يا.....
لم ألتقي ولدا أو بنتا(بعد طور المراهقة) بدأت تشعّ بالفرح والثقة, بعد وصول الأب أو الأم إلى الجلسة أو السهرة..... والشائع هو العكس, تتغير نغمة الصوت وتخفت العفوية والانطلاق, وتحلّ محلها حركات وعبارات بلا روح, تعبيرات آلية على مسرح دمى...
*
الدين والوطن والعائلة, بدل أن تكون مصدر الأمان الفردي واحتياطي الشخصية في المحن والاختبارات الحادّة, حدث العكس وتحوّل الموروث والماضي والذاكرة إلى ثقل وضغوط, تسحق الوعي والإرادة وتدمّر الإبداعية الخاصّة. الجماعات الدينية المتطرّفة اختطفت فكرة الله المطلقة(احتياطي الأمل والعدالة ونموذج الحب الأولي) واختزلته في طقوس دينية جافّة بلا روح, تتركّز على المعاقبة والترهيب, ولا تتجاوز لحظة التعبير الأولى في الجسد والعقل. وما يزال سلاح التكفير صالحا لتعقيم الحياة من الإبداع والتجربة والجديد, وحملته يتزايدون ويزداد انغلاقهم وبؤسهم, عملا بقانون الجهد الأدنى,الحاكم للفيزياء والبيولوجيا والغرائز.
المغامرون القوميون بدورهم اختطفوا فكرة الوطن, وحوّلوها إلى سجن هائل للفكر والتفكير, ووجدوا في أصحاب الاحتكارات الدينية الحليف الاستراتيجي, ضد لحظة عشق أو إبداع, بدوره سلاح التخوين يصلح ويكفي, لتعطيل وشلل دافع الإنجاز وشغف الحياة.
ويكتمل مثلث الرعب, مع قسوة الأب الجاهل في شؤون الروح والجسد, وريث منظومة قيم عصابية تكافئه على الحماقة, وتسحقه لمجرد المباشرة في الإصغاء لحاجات الأبناء, خصوصا الأنثى....مركز عصاب هذا الشرق وعلّة طغيانه.
*
الخطاطة الأولية التي قدمتها_شديدة القتامة_ وهي مجحفة بحق البعض لا شك في ذلك, لكنها مع الأسف تصف الحالة النموذجية وحال غالبية مواليد هذا الجزء العتيق والبالي في العالم.
في السعودية يتحكم الفقيه الجاهل, وعبر تزوير الله واختزاله على مقاس عقله الضيق, بمختلف شؤون الروح والعلاقة مع المطلق والعصي على التحديد, ويحوّل الدين إلى سجن رهيب, خصوصا بالنسبة إلى الجنس الأول والجميل,_المرأة والأنوثة _ويحوّلها إلى شبهة وتهمة!.
في سوريا يتحكّم الرقيب,عبر تزوير الوطن واختزاله في شعار أجوف, بجميع مقتضيات الشأن العام ومفاعيله, ويحوّل الوطن, إلى كلمة مشبوهة, لا أستخدمها إلا مضطرا. السادية القومية في تحالف مصيري مع هستريا رجال الدين, الحب والشغف والإثارة أول الضحايا.
في اليمن..دون كيشوت العربي والمشرقي, لكنه هنا, يمشي ومن حزامه ومن لمعة خنجره وتحت قدميه يقطر الدم ويسيل, يقضي في سطلة القات نصف عمره, وفي ملاحقة
الساحرات(العاشقات) نصف عمره الآخر,تراه يفتخر بمرور رامبو الشاعر الرائي في اليمن, وبعد أكثر من قرن, يجهد بكل طاقته لمحو أثره في الفكر والحياة, ولو كلّفته حياته!!؟.
للبلاد أخرى شجونها وأساها.
الجرح العراقي مفتوح, ومعه ينزف الدم والأحلام, وتحضر الكوابيس بمختلف الألوان. فواخت العراق وسواد دجلة, قبلهم النشامى والماجدات بلون الموت ورائحته...ليس إلا.
في المغرب أو السودان كما في مصر والجزائر...بلاد العرب أوطاني..هي اسم الكابوس.
*
ليست الدعوة إلى قتل الأب على الطريقة البدوية العربية, بنحره أو تفجيره أو من خلال مؤامرة على تصفيته الجسدية, قتل الأب معرفيا ومجازيا, أعمق صيغ احترامه.
عودة إلى التفكير بثوابته, بعناصر يأسه ومراراته, بما تعطّل في مقتبل العمر, من أحلام ورؤى ومشاريع, يوم كان يعد ويحلم....
.
.
.
لا توّرثني أحلامك
يا أبي...
على الأصابع حلم ينكسر
كل اللذين أحبهم(ذهبوا وراحوا....)
ليس بالدم
بالحبر كتبت
وطني حطمني.

اللاذقية_ حسين عجيب



#حسين_عجيب (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأنترنيت والنرجسية وعيد العشاق_ثرثرة
- رسالتان من أدونيس ووفاء سلطان(2_2)_ثرثرة
- رسالتان من أدونيس ووفاء سلطان(1_2)ثرثرة
- سراب وضباب....الحياة شعر_ ثرثرة
- أيقونة المعارض السوري
- فن الاصغاء ...فن المتعة_ثرثرة
- متعاكسة بافلوف...التكيّف والتقدير الذاتي_ثرثرة
- بين هلاكين(وفاء سلطان والقرضاوي)_ثرثرة
- إلى وراء الخطر_ثرثرة
- محنة الزوجة...في الشعر وفي الحب_ثرثرة
- عماد يضحك من الموت ويضحك عليه_ ثرثرة
- الفراغ والخسارة_ ثرثرة
- الهيجان اللبناني إلى أين_ثرثرة
- في وداع صديق جميل_ثرثرة
- استعادة الجزء-ثرثرة
- قلق الصباح_ثرثرة
- ملعون أبو الزمان_ثرثرة
- جرح الكلام_ثرثرة
- كيفما اتجهت الحكاية ناقصة_ثرثرة
- طاولة مستديرة_ثرثرة


المزيد.....




- تجاهل التحذيرات.. إنقاذ متسلّق بريطاني من جبال الدولوميت كلّ ...
- مهددة بالزوال.. نحّاتة قطع لعبة ماهجونغ الأخيرة في هونغ كونغ ...
- رأي.. إردام أوزان يكتب: ما الأسوأ من عدم الاستقرار في سوريا؟ ...
- الداخلية السورية تعلن إحباط هجوم على كنيسة في طرطوس
- في غزة.. الطحين -ذهب أبيض- و15 كيلومترًا تحت النار من أجل رغ ...
- تقارير عن خلاف بين نتنياهو ورئيس أركان الجيش حول إحكام السيط ...
- 9 أسرار لاختيار الشوكولاتة الداكنة الصحية
- الدماغ يتسبب بمشكلة خطيرة لمرضى السكري واستهدافه قد يحلها
- بعد فضائح شهادات مزورة.. موجة استقالات تُشعل فتيل أزمة سياسي ...
- أمازون تغلق أستوديو البودكاست وتسرّح أكثر من 100 موظف


المزيد.....

- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسين عجيب - العربية وقتل الأبناء_ثرثرة