أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - حسين عجيب - إلى وراء الخطر_ثرثرة














المزيد.....

إلى وراء الخطر_ثرثرة


حسين عجيب

الحوار المتمدن-العدد: 1813 - 2007 / 2 / 1 - 11:54
المحور: سيرة ذاتية
    


فقدت موبايلي مع المتعة.
أفكّر جديا بالتحرر من إدمان الأنترنيت, متى وكيف...!؟لا أدري.
ميل جارف إلى الاستعراض يأخذني بعيدا...وتعاكسه قوة أشدّ, رغبة مستمرّة في التخفّي.
تتنازعني و تتقاسمني شخصيّتي البطل واللص.
أعمل بجدّ على الإنجاز والأداء المتميّز, وأرغب بنفس اللحظة بالحصول على مزايا الآخر.
تعبت...تعبت كثيرا.
أشفق على نفسي وأشفق على جسدي, وكل يوم أمعن في إذلال جسدي ونفسي.
مما أنا خائف!؟ لأرغب بالموت, بالاختفاء الدائم أو الاختباء إن تعذّر الهرب؟
الأنترنيت وبعده الموبايل قلبا حياتي رأسا على عقب.
حلم السفر تحوّل إلى وهم , ثم مرض نفسي صريح. أنا هنا بالقوة والفعل ولا خيار.
قد أعيش عشر أو عشرين سنة, زيادة طفيفة أو أقلّ. من المناسب,ربما, أن أحوّل هذا العام إلى مختبر فكري سلوكي جسدي, وربما يصلح للبناء فوقه بعدها, من يدري؟
"إذا هبت أمرا فقع فيه" لطالما أعجبتني العبارة, وجرّبتها بوجوه مختلفة, لكن أكثر ما يخيفني لم اصل إليه بعد, لأحدّده وأبدأ بتفكيكه.
ينقصني طنّ من الشجاعة وحقل مفتوح من الفرص الملائمة,
ينقصني أن أكون نفسي برضا.
*
في الطريق إلى نادي النقابة, وسط نقاش حارّ, سألت الزعيم: هل تعرف الصحّ؟
تماما, أجابني بتأكيد وقطعية, أعرف الصح وأعرف الخطأ بالضبط ولجميع البشر.
ما هو الصحّ..باستغراب ألححت عليه؟
الصحّ عكس ما أنا عليه.
ابن ال...... عنده إجابات وأسئلة غير متوقعة.
تذكّرت دراسة مترجمة لسارتر عن جان جينيه, فكرتها المختصرة بتصرّف... أن جينيه المنبوذ في طفولته وشبابه, وبعد تجربة معاناة رهيبة, وجد طوق الحماية الأخير, في تبنيّه عكس قيمه الشخصية ومثله العليا, وبهذه الصيغة يلغي الخسارة والألم.
المشكلة مع"ثقافة الصحّ" وهي الوجه الأبرز لثقافة الموت كما أفهمها, لا تتسامح مع أي نسبة من الخطأ, فيتحوّل المجتمع بأفراده ومؤسساته, إلى صيغ شبحية في الضوء والمعلن والظاهر, وخلف الجدران وفي العتم لا توجد حدود, أي نوع من الحدود.
*
كم يستطيع الشخص الطبيعي تحمّل الفشل! سنة.. سنتان.. عشرة.. عشرين؟
أستيقظ في بيت فارغ. وامشي في شوارع مضجرة ومملة, وفي المقهى وبعده الوظيفة...كله ملل وغضب ولا جدوى.
أعود في الليل إلى بيت بارد وفارغ...التلفزيون والأنترنيت هما الزوجة والعشيقة, فريدة السعيدة وأنا, لا نتبادل الكلام في الأسبوع لأكثر من نصف ساعة.
دخلت كلية الهندسة لأن أبي أراد. تزوجت لأن فريدة أرادت. كل تجاربي في الحياة لأن شخصا آخر أراد. حياتي يقودها شيطان. لا أعرف ماذا أفعل للخروج من هذه الدوامة.
السكر المفرط للتعبير عن الغضب والمرارة, يعقبه الندم في اليوم التالي, وتتكرر السلسة.
هكذا أهدرت 23 سنة من عمري في اللاذقية. هذه المدينة المشؤومة, كل ما فيها كريه ومقيت. بحرها مصبّ للنفايات والقذارة, أشجارها تشبه المشانق, كل شوارعها تنتهي بالمقابر, أهلها بنسائهم ورجالهم وأطفالهم وشبابهم, صور متحركة, لا حياة في اللاذقية.
بقية عمري صارت قصيرة ومحدودة, وأستهلكها بالتعويضات, حياة كلها ردة فعل على ماض اندفس وانتهى, لكنه يحفر في النفوس والعقول وينتقل من جيل لآخر, أكثر من لون البشرة وزمرة الدم. هذه مدينة مشؤومة وملعونة إلى الأبد.
*
العام الماضي ابتعدت كثيرا في الانغلاق الذاتي. إلغاء الموضوع والخارج بتعدده ولا نهائيته والاقتصار على العلاقات الشخصية. طيلة 2006 بقيت في طور رد الفعل على أخلاق التضحية التي تمّ شحني بها طويلا, حتى فقدت القدرة على تمييز ملامحي الشخصية, لقد سقطت في الشرك الأخلاق, أقسى أنواع المصائد وأكثرها سوءا. أتمثّل الأفكار والسلوكيات المتميزة وكأنني أبدعتها, واسقط عدوانيتي وحسدي وغضبي وبقية انفعالاتي السلبية على الخصم والمختلف, عبر نمط طفالي يستبدل الحركة والحاضر بالتصورات الساذجة.
لست هنا ولست هناك.
الأمر أكثر تعقيدا.



#حسين_عجيب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- محنة الزوجة...في الشعر وفي الحب_ثرثرة
- عماد يضحك من الموت ويضحك عليه_ ثرثرة
- الفراغ والخسارة_ ثرثرة
- الهيجان اللبناني إلى أين_ثرثرة
- في وداع صديق جميل_ثرثرة
- استعادة الجزء-ثرثرة
- قلق الصباح_ثرثرة
- ملعون أبو الزمان_ثرثرة
- جرح الكلام_ثرثرة
- كيفما اتجهت الحكاية ناقصة_ثرثرة
- طاولة مستديرة_ثرثرة
- هل يقرأ السوريون والعرب الدرس العراقي....ثرثرة
- استعاد
- ضوء في آخر النفق_ثرثرة
- مسقط رأس_ثرثرة
- لأدوار المهملة_ثرثرة
- عام جديد سعيد _ثرثرة
- رسائل جانبية_ثرثرة
- بيت في ساقية بسنادا_ثرثرة
- عودوا إلى شرب الشاي ....يا اصدقائي_ثرثرة


المزيد.....




- مصر.. نجل وزير سابق يكشف تفاصيل خطفه
- ذكرى تحارب النسيان.. مغاربة حاربوا مع الجيش الفرنسي واستقروا ...
- لبنان.. لقطات توثق لحظة وقوع الانفجار بمطعم في بيروت وأسفر ع ...
- القبض على الإعلامية الكويتية حليمة بولند لاتهامها بـ-التحريض ...
- مصر.. موقف عفوي للطبيب الشهير حسام موافي يتسبب بجدل واسع (صو ...
- -شهداء الأقصى- التابعة لـ-فتح- تطالب بمحاسبة قتلة أبو الفول. ...
- مقتل قائد في الجيش الأوكراني
- جامعة إيرانية: سنقدم منحا دراسية لطلاب وأساتذة جامعات أمريكا ...
- أنطونوف: عقوبات أمريكا ضد روسيا تعزز الشكوك حول مدى دورها ال ...
- الاحتلال يواصل اقتحامات الضفة ويعتقل أسيرا محررا في الخليل


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - حسين عجيب - إلى وراء الخطر_ثرثرة