أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أحمد صبحى منصور - عن ( ليلى الأخيلية ) والنقاب .!















المزيد.....

عن ( ليلى الأخيلية ) والنقاب .!


أحمد صبحى منصور

الحوار المتمدن-العدد: 8513 - 2025 / 11 / 1 - 15:15
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


سؤال من سيدات فُضليات بدون أسماء :
( قرأنا لك فتوة مؤثرة جدا عن سكينة بنت الحسين والنقاب . نحن في حاجة الى أمثلة من التاريخ المبكر حيث لم يكن هناك نقاب . هل نطمع في مثال آخر من التاريخ ؟ نحن قارئات لك مسلمات متحررات سافرات وندخل في جدال مع المنقبات . وانتصرنا بمقالك عن السيدة سكينة ونريد المزيد . )
الاجابة
نعم .
الشاعرة ليلة الأخيلية المتوفاة عام 75 هجرية . إشتهرت بالشعر وبأنها محبوبة الشاعر المشهور وقتها ( توبة بن الحمير ). ولكنها عاشت بعده وصارت أشهر منه . نعطى بعض ما جاء عنها :
1 ـ تبادلت الهجاء مع الشاعر النابغة الجعدي فعيرها بأنها أُنثى فقال لها ‏:‏
فكيف أهاجي شاعرًا رمحه أسته ** خضيب البنان ما يزال مكحلا
فقالت في جوابه‏:‏
أعيرتني هذا بأمك مثله ** وأي حصان لا يقال لها هلا
2 ـ وكانت جريئة . في شيخوختها دخلت على الخليفة عبد الملك بن مروان فقال لها‏:‏ " ما رأى توبة منك حتى عشقك؟ فقالت‏:‏ " ما رأى الناس منك حتى جعلوك خليفة. " فضحك طويلا .
3 ـ كان حبها للشاعر توبة طاهرا عفيفا . ‏:‏ قال لها عبد الملك بن مروان: ‏ " بالله عليك هل كان بينك وبين توبة سوء قط ؟ قالت‏:‏ والذي ذهب بنفسه وهو قادر على ذهاب نفسي ما كان بيني وبينه سوء قط ، إلا أنه قدم من سفر فصافحته فغمز يدي ، فظننت أنه يخضع لبعض الأمر قال‏:‏ فما بعد ذلك ؟ فقلت له‏:‏
وذي حاجة قلنا له لا تبح بها فليس إليها ما حييت سبيل
لنا صاحب لا ينبغي أن نخونه وأنت لأخرى فارغ وحليل
ثم قالت‏:‏ لا والذي ذهب بنفسه ما كلمني بسوء قط حتى فرق بيني وبينه الموت‏.‏
وكانت لها قصة مع الوالى الدموى الحجاج بن يوسف . يقول الراوى :
( كنت أدخل مع عنبسة بن سعيد بن العاص إذا دخل الحجاج ، فدخل يومًا ودخلت إليهما وليس عند الحجاج غير عنبسة ، فقعدت فجاء الحاجب فقال‏:‏ " امرأة بالباب " فقال الحجاج‏:‏ " أدخلها‏" .‏ فلما رآها الحجاج طأطأ برأسه حتى ظنت أن ذقنه قد أصابت الأرض فجاءت حتى قعدت بين يديه، فنظرت إليها فإذا امرأة قد أسنّت حسنة الخلق ومعها جاريتان لها ، وإذا هي ليلى الأخيلية. فسألها الحجاج عن نسبها فانتسبت له فقال لها‏:‏ " يا ليلى ما أتاني بك ؟ " فقالت‏:‏ " اختلاف النجوم وقلة الغيوم وكلب البرد وشدة الجهد وكنت لنا بعد الله عز وجل الرفد . " فقال لها‏:‏" صفي لنا الفجاج‏ " .‏ فقالت‏:‏ " الفجاج مغبرة والأرض مقشعرة والمبرك معتل وذو العيال مختل والهالك المقل والناس مسنتون رحمة الله يرجون وأصابتنا سنون مجحفة لم تدع لنا هبعًا ولا ربعًا ولا عافطة ولا نافطة أذهبت الأموال وفرقت الرجال وأهلكت العيال‏.‏ ؟
ثم قالت‏:‏ إني قد قلت في الأمير قولًا قال‏:‏ هاتي فأنشأت تقول‏:‏
أحجاج لا تفلل سلاحك إنما ال ** منايا تكن بالله حيث يراها
أحجاج لا تعط العصاة مناهم ** ولا الله يعطى للعصاة مناها
إذا هبط الحجاج أرضًا مريضة ** تتبع أقصى دائها فشفاها شفاها
من الداء العضال الذي بها غلام ** إذا هز القناة سقاها سقاها
فرواها بشرب سجاله دماء ** رجال حيث قال حساها
إذا سمع الحجاج رز كتيبة ** أعد لها قبل النزول قراها
أعد لها مسمومة فارسية ** بأيدي رجال يحلبون صراها
فما ولد الأبكار والعون مثله ** هجره لا أرض تحف ثراها
قال‏:‏ فلما قالت هذا البيت قال الحجاج‏:‏
قاتلها الله ما أصاب صفتي شاعر منذ دخلت العراق غيرها‏.‏
ثم التفت إلى عنبسة بن سعيد فقال‏:‏ إني والله لأعد للأمر عسى أن يكون أبدًا ثم التفت إليها فقال‏:‏ حسبك فقالت‏:‏ إني قد قلت أكثر من هذا قال‏:‏ حسبك هذا ويحك حسبك‏.‏ ثم قال‏:‏ اذهب يا غلام إلى فلان فقل له اقطع لسانها قال‏:‏ فأمر بإحضار الحجام فالتفتت إليه فقالت‏:‏ ثكلتك أمك أما سمعت ما قال إنما أمر بقطع لساني بالصلة فبعث إليه يستثبته فاستشاط الحجاج غضبًا وهم بقطع لسانه وقال‏:‏ ارددها‏.‏ فلما دخلت عليه قالت‏:‏ كاد وأمانة الله يقطع مقولي ** ثم أنشأت تقول‏:‏
حجاج أنت الذي ما فوقه أحد ** إلا الخليفة والمستغفر الصمد
حجاج أنت شهاب الحرب إن لقحت ** وأنت للناس نور في الدجى يقد
ثم أقبل الحجاج على جلسائه فقال‏:‏ أتدرون من هذه قالوا‏:‏ لا والله أيها الأمير إلا أنا لم نر امرأة قط أفصح لسانًا ولا أحسن محاورة ولا أملح وجهًا ولا أرصن شعرًا منها‏.‏
فقال‏:‏ هذه ليلى الأخيلية التي مات توبة الخفاجي في حبها‏.‏
ثم التفت إليها فقال‏:‏ أنشدينا يا ليلى بعض ما قال فيك توبة فقالت‏:‏ نعم أيها الأمير هو الذي يقول‏:‏
وهل تبكين ليلى إذا مت قبلها ** وقام على قبري النساء النوائح
وأغبط من ليلى بما لا أناله ** ألا كل ما قرت به العين صالح
ولو أن ليلى الأخيلية سلمت ** علي ودوني تربة وصفائح
لسلمت تسليم البشاشة أو زقا ** إليها صدى من جانب القبر صائح
فقال لها الحجاج‏:‏ زيدينا يا ليلى من شعره فقالت‏:‏ هو الذي يقول‏:‏
حمامة بطن الواديين ترنمي ** سقاك من الغر الغوادي مطيرها
أبيني لنا لا زال ريشك ناعمًا ** ولا زلت في خضراء غض نضيرها
وأشرف بالغور اليفاع لعلني ** أرى نار ليلى أو يراني بصيرها
وكنت إذا ما جئت ليلى تبرقعت ** فقد رابني منها الغداة سفورها
يقول رجال لا يضيرك نأيها ** بلى كل ما شفت النفوس يضيرها
كل بلى قد يضير العين أن يكثر ** البكاء ويمنع منها نومها وسرورها
ولقد علمت ليلى بأني فاجر ** لنفسي تقاها أو عليها فجورها
فقال لها الحجاج‏:‏ ما الذي رابه من سفورك قالت‏:‏ أيها الأمير كان يلم بنا كثيرًا فأرسل إلي يومًا أني آتيك وفطن الحي فأرصدوا له فلما أتاني سفرت له فعلم أن ذلك لشر فلم نزد على ‏:‏
وذي حاجة قلنا له لا تبح بها ** فليس إليها ما حييت سبيل
لنا صاحب لا ينبغي أن نخونه ** وأنت لأخرى فارغ وخليل
ولا والذي أسأله أن يصلحك ما رأيت منه شيئًا حتى فرق الموت بيني وبينه‏.‏
قال‏:‏ ثم قالت‏:‏ ثم لم يلبث أن خرج في غزاة له وأوصى إلى ابن عم له‏:‏ إذا أتيت الحاضر من بني عبادة فناد بأعلى صوتك‏:‏
عفا الله عنها هل أبيتن ليلة ** من الدهر لا يسري إلي خيالها
فخرجت وأنا أقول‏:‏
وعنه عفى ربي وأحسن حاله ** فعز علينا حاجة لا ينالها
قال‏:‏ ثم قالت‏:‏ ثم لم يلبث أن مات فأتانا نعيه‏.‏
قال‏:‏ فأنشدينا بعض ما أتيك فيه فأنشدت تقول‏:‏
أتتك العذارى من خفاجة نسوة ** بماء شؤون العبرة المتحادر
كأن فتى الفتيان توبة لم ينخ ** قلائص ينفجن الحصى بالكراكر
فأنشدته فلما فرغت من القصيدة قال محصن الفقعسي وكان من جلساء الحجاج‏:‏ " من هذا الذي تقول هذه فيه والله إني لأظنها كاذبة " فنظرت إليه ثم قالت‏:‏" أيها الأمير إن هذا القائل لو رأى توبة لسره ألا يكون في داره عذراء إلا وهي حامل منه‏" .‏ قال الحجاج‏:‏ هذا وأبيك الجواب وقد كنت عن هذا غنيًا ثم قال لها‏:‏ سلي يا ليلى تعطي قالت‏:‏ أعط فمثلك أعطى فأحسن‏.‏ قال‏:‏ لك عشرون قالت‏:‏ زد فمثلك زاد فأجمل‏.‏ قال‏:‏ لك أربعون‏.‏ قالت‏:‏ زد فمثلك زاد فأفضل‏.‏ قال‏:‏ لك ستون قالت‏:‏ زد فمثلك زاد فأكمل قال‏:‏ لك ثمانون قالت‏:‏ زد فمثلك زاد فتمم قال‏:‏ لك مائة واعلمي يا ليلى أنها غنم . قالت‏:‏ معاذ الله أيها الأمير
أنت أجود جودًا وأمجد مجدًا ** وأورى زندًا من أن تجعلها غنمًا
قال‏:‏ فما هي ويحك يا ليلى قالت‏:‏ مائة ناقة برعاتها‏.‏ فأمر لها بها‏.‏
ثم قال‏:‏ ألك حاجة بعدها قالت‏:‏ تدفع إلي النابغة الجعدي في قرن قال‏:‏ قد فعلت وقد كانت تهجوه ويهجوها فبلغ النابغة ذلك فخرج هاربًا عائذًا بعبد الملك فاتبعته إلى الشام فهرب إلى قتيبة بن مسلم بخراسان فاتبعته على البريد بكتاب الحجاج إلى قتيبة فماتت بقومس‏.‏
أخيرا :
ليلى الأخيلية دخلت التاريخ بجُرأتها وفصاحتها وعفتها وطهارة قلبها وجسدها . لم يكن لديها ما تخفيه أو تخجل منه . كانت صريحة مقدامة . في عصرنا التعس ترى النقاب يخفى ـ في الأغلب ـ أمراضا نفسية وشهوات جنسية .
شاهد قناة ( أهل القرآن / أحمد صبحى منصور )
https://www.youtube.com/@DrAhmedSubhyMansourAhlAlquran



#أحمد_صبحى_منصور (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ف3 : ج 1 الخليفة الحاكم صريع الأزهر: ب 1 تاريخ الأزهر. كتاب ...
- عن ( شنشنة / السلاح النووي وقيام الساعة )
- ف2 : المعز الفاطمي يؤّله نفسه: ب 1 تاريخ الأزهر. كتاب الأزهر ...
- عن سليمان عليه السلام
- ف1 الأزهر كهنوت الفاطميين ب 1 تاريخ الأزهر. كتاب الأزهر عدو ...
- عن ( الصلاة على النبى / مريض بالصراحة / حرف )
- خرافة حصار قريش للهاشميين فى شعب أبى طالب
- كتاب ( الأزهر .. عدو الإسلام الأكبر ) . مقدمة الكتاب
- عن ( السيد والسيسى و احمد البدوى والعسكرة والتصوف / الشهوة )
- الفقه الوعظى : الكتاب كاملا
- عن ( أرحام / أمه هاوية )
- خاتمة كتاب ( الفقه الوعظى )
- عن ( النقاب وسكينة بنت الحسين )
- الفقه الوعظى في كتاب ( المدخل ) لابن الحاج العبدرى ( ج2 ) من ...
- عن ( استغفار النبى)
- الفقه الوعظى في كتاب ( المدخل ) لابن الحاج العبدرى ( ج1 ) من ...
- عن ( متخصّص في السيئات )
- الفقه الوعظى عند إبن القيم الجوزية ( 691 : 751 ) هجرية .
- عن ( اللباس والرداء / وقريب )
- الاستتابة حضيض الكفر لابن تيمية . لماذا : ( كتاب الفقه الوعظ ...


المزيد.....




- الفياض: فتوى المرجعية الدينية أسقطت مخطط تفتيت العراق
- قوة دولية -إسلامية- محتملة بغزة والأردن وألمانيا يشترطان
- صحف عالمية: قوة إسلامية لسلام غزة والاغتيال السياسي ممكن بإس ...
- ترامب: -المسيحيون في نيجيريا يواجهون تهديداً وجوديّاً وسننقذ ...
- ديانة زوجة نائب رئيس أمريكا وعدم اعتناقها المسيحية يشعل ضجة ...
- ترامب: المسيحيون في نيجيريا يواجهون تهديدا وجوديا
- ولايتي: ترامب لا يسعى للسلام في غزة بل يطارد أموال الدول الإ ...
- مصر.. هكذا علق شيخ الأزهر على افتتاح المتحف المصري الكبير
- شاهد.. والد فتى فلسطيني أمريكي يروي لـCNN تفاصيل معاناة ابنه ...
- وزير الخارجية البحريني يستقبل رئيس اللجنة اليهودية الأمريكية ...


المزيد.....

- الفقه الوعظى : الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- نشوء الظاهرة الإسلاموية / فارس إيغو
- كتاب تقويم نقدي للفكر الجمهوري في السودان / تاج السر عثمان
- القرآن عمل جماعي مِن كلام العرب ... وجذوره في تراث الشرق الق ... / مُؤْمِن عقلاني حر مستقل
- علي قتل فاطمة الزهراء , جريمة في يترب / حسين العراقي
- المثقف العربي بين النظام و بنية النظام / أحمد التاوتي
- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أحمد صبحى منصور - عن ( ليلى الأخيلية ) والنقاب .!