أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث قانونية - احمد طلال عبد الحميد - الانتخابات... والرونق الجمالي للمدن والحواضر














المزيد.....

الانتخابات... والرونق الجمالي للمدن والحواضر


احمد طلال عبد الحميد
باحث قانوني

(Ahmed Talal Albadri)


الحوار المتمدن-العدد: 8511 - 2025 / 10 / 30 - 14:04
المحور: دراسات وابحاث قانونية
    


لاشك ان مهام الادارة الحديثة لايقتصر على مهام الضبط الاداري التقليدي المتمثل بالحفاظ على الامن العام والصحة العامة والسكينة العامة ، وانما تطورت مع نمو و تطور الحواضر والمدن ولاسيما العواصم والمدن الكبيرة والرئيسية لتشمل مايعرف في القانون الاداري بمهمام الضبط الاداري المتخصص الذي يركز على الحفاظ على رونق المدن وجماليتها كجانب مهم ورئيسي من نشاطات الادارة الحديثة ، فتجميل المدن المكتضة بالسكان والبنايات الحديثة وعزل المنشآت الحديثة عن الاثار والمناطق التراثية القديمة للحفاظ عليها والسماح بالاطلاع عليها وزيارتها دون الاخلال بالطابع الحديث للمدينه اصبح من صميم مهام الادارة بكافة تخصصاتها البلديه وغير البلدية ، بهدف نشر مشاعر الراحة عند مشاهده هذه المناظر والاستمتاع بجماليتها مما يعكس طابع التحضر والنظام ، فضلاً عن ذلك ان ان تحقيق المظهر الجمالي الحسن للشارع والحدائق العامة والجزرات الوسطية والساحات والجسور يحقق احد جوانب السكينه العامة ويعطي شعوراً عاماً بالارتياح والاستقرار النفسي والذهني ويدفع الافراد الى احترام النظام ، لان الفوضى في المناطق التي تشيح عنها الانظار تعطى انطباعاً بانعدام النظام ويشجع بالتالي على الفوضى ، وهذا مايطلق عليه في فقه القانون الاداري بالتزام الادارة بالحفاظ على جمال الرونق والرواء او الذوق العام الجمالي ، ويقصد بجمال الرونق والرواء ظهور المباني والمنشآت بشكل منظم وحسن من حيث الاتساق والالوان والارتفاع والتشجير وتنظيم الساحات وترميم المناطق الاثرية وهذه المهام ذات علاقه وثيقه بما يعرف بالبيئة العمرانية ، لذلك ذهب جانب من الفقه الاداري الى عد جمال المدن ورونقها احد عناصر النظام العام المستقله ويتوجب على الادارة التدخل لحماية جمالية المدينه ضد اي انتهاك مادي او معنوي ينال من نطاق مفهوم جمال الرونق والرواء وخصوصاً انها تنطوي على جانب معنوي يمس مشاعر واحاسيس الافراد وحقهم بالاستمتاع بمظاهر الجمال والسكينه اثناء التنقل بالمدينه ، وقد كان للقضاء الاداري الفرنسي موقفاً من مفهوم النظام العام الجمالي حيث منع تدخل الادارة في صون المظهر المنمق والمحافظة على جمال الرواء الا في حالة وجود نص صريح يسمح للادارة بذلك ، الا انه عدل عن هذا الاتجاه لاحقاً في حكم صدر له عام 1936 فيما يعرف بقضيه ( اتحاد نقابات مطابع باريس) اجاز فيه للادارة التدخل لحماية النظام العام الجمالي حتى في ظل غياب نص قانوني يجيز للادارة بالتدخل ، حيث رد القضاء الاداري الفرنسي دعوى اتحاد نقابات مطابع باريس المقامة ضد الادارة لاصدارها احدى اللوائح الضبطية تمنع فيها توزيع المنشورات والاعلانات على المارة في الشوارع ، لان المارة في الغالب سوف يليقي هذه الاوراق والمنشورات بعد قرائتها في الشارع والاماكن العامة ، وهذا من شأنه انتهاك جمال ومنظر العاصمة والشوارع والاماكن العامة ، كما في حكم اخر له لى منع بعض الشركات الفرنسية التي تعمل في مجال التوصيل السريع لطلبات التجهيز عبر الانترنيت والمواقع والصفحات الالكترونية من استخدام المتاجر التقليدية في بعض شوارع العاصمة المشهورة كمخازن مظلمة ، وانه يجب ان تستخدم هذه المخازن لاغراض انشائها وهي لعرض البضائع لاتخزينها لان استخدامها وفق الاغراض المرخص لها تجعل من الشوارع منارة بالاضواء وحركه الجمهور مما يضفي الرونق والجمالية على الشارع بدلاً من استخدامها كمخازن مظلمة مع وجود شاحنات كبيرة للنقل ، والحقيقه هذه الامثلة التي سقناها في معرض مقالنا عن جمال الرونق والرواء بهدف سحبها على واقع العاصمة بغداد وحتى مراكز المحافظات والمدن التي غصت بلوحات الاعلانات الانتخابية للمرشحين بصورة مبالغ فيها والتي تعكس غياب الذوق العام والشبهه في مصادر تمويل الحملات الانتخابية اضافة لتخريب جمال الرونق والرواء وتخريب المنظر الحسن للجمهور ، حيث انتشلات هذه الاعلانات على البنايات والمحلات والجزرات الوسطية والجسور، وجسور عبور المشاة ، والطرق السريعه والسيطرات الحكومية، والحدائق العامة ، والشوارع والازقه الداخلية ، كذلك فأن هذه الفوضى الانتخابية تعكس مدى الاخفاق التشريعي لنظام الحملات الانتخابية رقم (4) لسنة 2025 الذي عرف بالمادة (1/سادساً) منها الحملة الانتخابية بانها مجموعة من الوسائل والانشطة المشروعة والمستخدمة من قبل المرشحين والاحزاب والتحالفات السياسية لكسب ثقه الناخبين لغرض التصويت لهم ، دون ان يحدد النظام ماهية هذه الوسائل وهنا يحق لنا القول الاتشكل طريقه الاعلان الانتخابي واماكن تعليقها مخالفه للقوانين النافذه ، واذا لم تكن كذلك الا تشكل انتهاكاً صارخاً لجمال المدن ورونقها واخلالا ً بالذوق العام وحسن المنظر وحجب المعالم الجمالية في الساحات والحدائق العامة ، ناهيك عن اخلالها بقواعد السير والمرور لانها تحجب الرؤية والاشارات المرورية ، لذا ندعو المفوضية العليا المستقلة للانتخابات بضرور التدخل والمعالجة التشريعية في نظام الحملات الانتخابية والاخذ بنظر الاعتبار عنصر النظام العام الجمالي في تنظيم الحملات الاعلانية ، فممارسة الحقوق السياسية كالانتخاب والترشيح لايتطلب بالضرورة خدش القيم والمعالم الجمالية للمدن والحواضر ، كما ندعو ادارات البلديات العامة المسؤولة عن نظافة وجمالية المدن ان يكون لها موقف اتجاه هذا الخرق المادي والمعنوي لروح المدن وجماليتها ، كما ندعو القضاء الاداري في العراق الى تكريس عنصر النظام العام الجمالي كعنصر مستقل يسمح للادارة بالتدخل لازالة كل ما يخل بنطاق هذا العنصر في المدن والاماكن العامة من خلال تطبيقاته القضائية ...والله الموفق .
د.احمد طلال عبد الحميد البدري
بغداد 23/10/2025



#احمد_طلال_عبد_الحميد (هاشتاغ)       Ahmed_Talal_Albadri#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ملامح النظام الداخلي الجديد للمحكمه الاتحادية العليا رقم (1) ...
- التزام المقاول بمعاينة موقع العمل قبل التعاقد
- موقف التمييز الاتحادية من استحقاق الادارة لفرق البدلين بعد س ...
- ضمانات طالب التشغيل قبل تشغيله
- المحكمة الاتحادية العليا مابين نظامين - قراءة في النظام الدا ...
- الاتحادية العليا ... وحقوق ذوي الاحتياجات الخاصة تعليق على ق ...
- خور عبد الله ... رؤيا دستورية
- الهندرة القضائية ... الادارة الحديثة للدعوى الادارية
- موقف المحكمة الاتحادية العليا من قانون مصادقة اتفاقية خور عب ...
- القضاء العادي صاحب الولاية في نظر منازعات الوظيفة العامة بعد ...
- عدم دستورية ضم محافظة حلبجة الى الاقليم
- تأملات دستورية... في قانون الانتخابات الهجين
- اشكالية استحداث والغاء الوحدات الاتحادية بمستوى الاقليم والم ...
- الطعن بالاحكام مابين النقد والتجريح
- المحكمة الاتحادية العليا ... وشرط المصلحة
- قوانين السلة الواحدة... وتعطيل الدستور
- تعليق على الامر الولائي الخاص بوقف قوانين السلة الواحدة
- وقف تنفيذ القوانين امام القضاء الدستوري العراقي
- الوقف المؤقت للقوانين امام القضاء الدستوري
- الادارية العليا ...وحجية الاحكام الباته


المزيد.....




- موريتانيا: إنقاذ عشرات المهاجرين غير النظاميين
- الأمم المتحدة تحذر: مواليد غزة مهددون بالتجمد بسبب القيود ال ...
- المحكمة الجنائية الدولية ترفض طلب إسرائيل بوقف التحقيقات الم ...
- كادوقلي السودانية.. مدنيون محاصرون بين العنف والمجاعة
- ندوة جمعية أطاك المغرب وشباب دعم المعتقلين بمكناس تؤكد أن تو ...
- المحكمة الجنائية الدولية ترفض اعتراض إسرائيل على مذكرتي اعتق ...
- أردوغان: تركيا قدمت للعالم درسا في حقوق الإنسان
- الجنائية الدولية ترفض اعتراض إسرائيل وتؤكد استمرار مذكرات اع ...
- اعتقال 5 مشتبه بهم بعد كمين أدى لمقتل جنديين ومترجم أمريكيين ...
- الكويت تدين الهجوم على منشأة للأمم المتحدة في السودان


المزيد.....

- الوضع الصحي والبيئي لعاملات معامل الطابوق في العراق / رابطة المرأة العراقية
- التنمر: من المهم التوقف عن التنمر مبكرًا حتى لا يعاني كل من ... / هيثم الفقى
- محاضرات في الترجمة القانونية / محمد عبد الكريم يوسف
- قراءة في آليات إعادة الإدماج الاجتماعي للمحبوسين وفق الأنظمة ... / سعيد زيوش
- قراءة في كتاب -الروبوتات: نظرة صارمة في ضوء العلوم القانونية ... / محمد أوبالاك
- الغول الاقتصادي المسمى -GAFA- أو الشركات العاملة على دعامات ... / محمد أوبالاك
- أثر الإتجاهات الفكرية في الحقوق السياسية و أصول نظام الحكم ف ... / نجم الدين فارس
- قرار محكمة الانفال - وثيقة قانونيه و تاريخيه و سياسيه / القاضي محمد عريبي والمحامي بهزاد علي ادم
- المعين القضائي في قضاء الأحداث العراقي / اكرم زاده الكوردي
- المعين القضائي في قضاء الأحداث العراقي / أكرم زاده الكوردي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث قانونية - احمد طلال عبد الحميد - الانتخابات... والرونق الجمالي للمدن والحواضر