أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد هالي - قراءة تحليلية لقصيدة بدون عنوان للشاعر التونسي طاهر الذوادي (المقطع الاول) ( يتبع )














المزيد.....

قراءة تحليلية لقصيدة بدون عنوان للشاعر التونسي طاهر الذوادي (المقطع الاول) ( يتبع )


محمد هالي

الحوار المتمدن-العدد: 8511 - 2025 / 10 / 30 - 01:31
المحور: الادب والفن
    


القصيدة:
احيانا احمل جسدي
على شاطئ الأغنيات المكسورة
و أحيانا احمل أسماء جيراني
كي يفلت النهار من الموسيقى
أحيانا ارحب بنظرات الغرباء
على نافذتي الزجاجية
و أحيانا أحمل خيالاً ساخنا
و أصابع فارهة من الإسفنج
كالعائدين من الحرب
ليغرقوا أصص الورد
بالحديث الحائر في خلوة النتف
كنت وحدي
أبحث عن مكان في اللا مكان
و كنت قبل كل ذلك
أكفكف اسمك الفائض عن قبضة النسيان
فم بلا ماء
يغطي بِصمته أقمارنا الميتة
فم بلا فاكهة
نَفَقٌ اسطوريّ يتثاءب بين يدي
شرفات أنهار في المجرة العذراء
تهدهد أزمة الأرواح في تشابك الأطياف
و انسلاخ الظلال عن جناية الحرير
كنت وحدي
و لا أحد في الفراغ سواي
يتناوب صداه
على تمزيق السراب
القافز أمام فمي
نرقص على الثلج
نجرّد الطرائد من آلامها و صراخ الليال الوئيدة في صلواتها
ندخل بكل ما أوتينا من سلام
في وجه الضباب و موائد الغيم
نجمع فتنة الجنون و الأزهار و الألغاز
و القناديل المرتعشة في تجاويف الممرات المنتظرة
أصوات هاجمها حلم لا يجيد اللغة
ننهض كأسطورة في خطوة باردة
تشبه الجريمة
نلبس التراب
و نعلم الموت شدّ الرحال إلى الضياء
و أن الدفن هاوية ليس لها غطاء
ضحكة بلهاء تحتفي بانتصاراتها
بياض يغفو في الدم
و الرايات من ورائها أسماء لا تمحى
ذاكرة بحجم اليابسة
أجراس العودة
حمامة في عشها نازفة
و الزيتون واقف وراء الدمع
و الهوى يفنيه
كنت وحدي
و البسمة على صدري
ايقاع لا يشيخ
و لا شجرة أخرى في كفي
ينام في جرحها الطير
أيها الياسمين المسنون
أيها الطريق الجبلي
أيتها الريح المولولة
أيتها القرى المقصوفة الريش
أيها الصراخ المدّد في ساحة القلب
أيها المستحيل
أيها الحجر الصامت كقبلة
لا مكان في يدي للاتكاء
و مصافحة الموت
أيها الألم
في منتصف الشك
في منتصف القصف
في منتصف البعث
لا هواء أرفعه عاليا
كي يستريح عليه جناح الطير
كنت وحدي
بين الأحايين أرقص وحدي
قدم في الفراغ و قدم في اللا مكان
لأجتث عن أصابع الظل
ازرار الشهوات
و زلزلة الشمع
و اهتزاز التناهيد
في شراشف الطقوس
حفاة ... حفاة ...
ملؤوا الرصيف بالرقص
ملؤوا الزمان بالوقت
ملؤوا الصمت بالرفس
ملؤوا يدي بالأماكن
و حنجرتي بالغيث
و صار لي صوت أقرب من صرختي
و ضاع .. ضاع ...
شكل الضياع
شكل النواح
و شكل الكلام
و لاحت لحظة البشرى
و سأظل أرقص وحدي
أمام تغيير شكل الكلام
و شكل الماء
و شكل الضياع
وشكل النواح
أحتطب طرفة الحرائق
من جنازة النار و الريح
كي لا تكون آهاتنا صرخة الليل
و ركضنا وراء الزمن
زفير على أرصفة التاريخ
و سأظل في منتصف الليل
في منتصف الحريق
في منتصف الهشيم
في منتصف الصرخة
في منتصف القهر
و في منتصف القصيدة
أسأل
و لا أحد / لا أحد
يجيب سواي
لأنني كنت وحدي
أناك في أناي
هدير الجرح و أنين الناي
- طاهر الذوادي
التحليل:
توطئة
كنت أتابع كتابة طاهر الذوادي الشعرية لمدة طويلة في بعض الصفحات الأدبية عبر الفايس على الخصوص، لاحظت الطابع التبليغي القوي التي تتسم به قصائده النثرية إذ كان جد متحكم بالقوالب اللغوية، باعتباره قادر على نسج صور بليغة ذات استعارات قوية ، و في نفس الوقت كنت ألاحظ مدى غلوه في الرمزية التي تتسم بها كتاباته الشعرية إلى درجة الغموض، مما جعل من قصائده تتجه للانتجينسيا أو للخاصة لا يمكن إدراك ما يصبو إليه من ظاهر القصائد ، بل عليك أن تستوعب ما يريد تبليغه من خلال باطن كتاباته لهذا كنت أحاول التهرب من الغوص في باطن هذه الكتابات، و في نفس الوقت كنت شغوفا بأن أدخل في هذه المغامرة إلى أن ظهرت قصيدته المطولة التي لم يضع لها عنوانا ، فقررت أن اتناول ما تتضمنه هذه القصيدة رغم رمزيتها و صعوبة الغوص فيها، حاولت فك بعض شفرات هذه الرمزيات التي تتسم بها كتاباته الشعرية، لعلي أستطيع إبراز ما يصبو إليه الشاعر من خبايا الإنسان و الطبيعة معا، دخلت في هذا المعترك من أجل إبراز عمق كتابة الأديب ، و مدى قدرته على تناول الموضوعات التي لا تخلو من الطابع الفلسفي، وهي تجسد مواقف الشاعر الملتزمة بقضايا الإنسانية ، إنه يقدم تصورا متعاليا في جوهره يشبه إلى حد ما الفلسفة الفينومينولوجية أثناء التحليل أو نيتشويا في فهمه للوجود و في مناحي كثيرة أدونيسيا من حيث الغلو في الرمزية، لكنه يبدو كمحمود درويش من حيث الدلالات الواقعية التي تحيل إليه قصائده ، و يظهر هذا من خلال كيفبة تناوله للأحداث و الوقائع ، إذن فالقصيدة المتناولة هي قصيدة شائكة و معقدة من حيث العلو الرمزي لكنها في نفس الوقت هي تتماهي مع الوقائع و الأحداث المحيط بذات الشاعر، فالأديب لا يعبر بكتاباته إلا عن واقعه المعاش ، لكن شكل التبليغ الذي يختلف من شاعر الى آخر، إن طاهر الذوادي يعد كاتبا متفردا قل نظيره لكن تفرد كتاباته تجعل المتلقي يتيه في امتدادات كتاباته، قد يدرك من اللامباشر المباشر بقدر من التأني و بقدر من الصبر من أجل الفهم، نستطيع ندرك بعض ما يريد الذوادي تبليغه و على هذا المنوال دخلت هذه المغامرة لعلي أستطيع الكشف عما يطمح إليه اديبنا في هذا المجال
الإنساني النبيل.
(يتبع )



#محمد_هالي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قراءة لقصيدة-عطش الأجوبة- للشاعرة -خزامى شبلي-
- السلام المغشوش
- شيء من صوري
- أول عاصفة
- ما الانسانية؟
- جولة عبر حوافر اليأسمح
- وجهة نظر
- قصص قصيرة جدا
- شرين
- عاجل: يجب أن نستوعب الدرس
- الابداع المشترك: كاترينا
- مرحلة لا مناص منها
- القحط
- قراءة لنص قصصي-الحاف- للقاصة الزهراء وزيك
- قراءة لقصيدة خلود برهان
- قراءة لقصيدة -تعالى- لروضة الدخيل
- تمردات على عصر التمرد
- فلسطين هي فلسطين
- قضية شعب
- لكل شهداء القضية، فالحياة باقية


المزيد.....




- كلاكيت: الذكاء الاصطناعي في السينما
- صدر حديثا. رواية للقطط نصيب معلوم
- أمستردام.. أكبر مهرجان وثائقي يتبنى المقاطعة ويرفض اعتماد صن ...
- كاتب نيجيري حائز نوبل للآداب يؤكد أن الولايات المتحدة ألغت ت ...
- إقبال كبير من الشباب الأتراك على تعلم اللغة الألمانية
- حي الأمين.. نغمة الوفاء في سيمفونية دمشق
- أحمد الفيشاوي يعلن مشاركته بفيلم جديد بعد -سفاح التجمع-
- لماذا لا يفوز أدباء العرب بعد نجيب محفوظ بجائزة نوبل؟
- رئيسة مجلس أمناء متاحف قطر تحتفي بإرث ثقافي يخاطب العالم
- رئيسة مجلس أمناء متاحف قطر تحتفي بإرث ثقافي يخاطب العالم


المزيد.....

- إخترنالك:مقال (الثقافة والاشتراكية) ليون تروتسكي. مجلة دفاعا ... / عبدالرؤوف بطيخ
- المرجان في سلة خوص كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- بيبي أمّ الجواريب الطويلة / استريد ليندجرين- ترجمة حميد كشكولي
- قصائد الشاعرة السويدية كارين بوي / كارين بوي
- ترجعين نرجسة تخسرين أندلسا / د. خالد زغريت
- الممالك السبع / محمد عبد المرضي منصور
- الذين لا يحتفلون كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- شهريار / كمال التاغوتي
- مختارات عالمية من القصة القصيرة جدا / حسين جداونه
- شهريار / كمال التاغوتي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد هالي - قراءة تحليلية لقصيدة بدون عنوان للشاعر التونسي طاهر الذوادي (المقطع الاول) ( يتبع )