أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - محمد هالي - ما الانسانية؟














المزيد.....

ما الانسانية؟


محمد هالي

الحوار المتمدن-العدد: 7339 - 2022 / 8 / 13 - 03:48
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


كلمة إنسان هي خاصية يختص بها الانسان وحده، لكونه كائنا عاقلا أو مفكرا أو ثقافيا، و هذا يرجع الى مصدر طبيعي و هو امتلاكه لغريزة فطرية الا و هو الدماغ الذي اعتبره ديكارت آلة لانتاج الأفكار، و يعتبر مصدر قوته للحفاظ على وجوده ككائن في الطبيعة و هذه الاداة الدماغية جعلته يتحكم في جل قوانين الطبيعة و السيطرة على مجموع قوانينها مما دفعه أن يكون سيدا و مالكا للطبيعة بامتياز، و هذا المفهوم لزم بشكل أساسي عندما انتقل الانسان من حالة الطبيعة الى حالة الثقافة أي عندما انتقل من الانسان الحيوان الى الانسان الذي يستخدم ملكاته الفطرية الى مصدر قوة حينما بدأ يفكر و ينتج الافكار و المفاهيم و التصورات من أجل تحويل المصادر الطبيعية الى رموز و علامات من أجل فهم هذه الاشياء المحيطة به، و كان بهذا قد خلق لغة خاصة بكل مجموعة بشرية على حدة ، و لعل هذا أنتج حضارات مختلفة و تميزت بعضها عن بعض، فانتج قيم و عادات تتشعب و تختلف و هي تعتبر من خصائص الانسانية جمعاء، و لعل اليونان و الحضارة المصرية و الهندية و الصينية لها دور كبير في هذه الخصائص الانسانية المميزة للانسان ,, و ظلت هذه القيم منحطة الى حد ما، سواء في العصور القديمة او في القرون الوسطى ، بحيث ظلت الانسانية تضطهد بعضها البعض كانتشار العبودية في تلك المجتمعات و تفشي الحروب و ظلت الانسانية تضطهد بعضها البعض أمدا طويلا، نظرا لضعف الوازع الأخلاقي أنذاك، و لم تعرف الانسانية كمفهوم يذكر رغم ظهور قيم في كل القوانين و الأديان السابقة، فانتشرت الأحقاد فيما بين الأقوام و الشعوب و تفشت الحروب بشتى الأنواع، الا أن في الصراعات القاسية التي سادت أوروبا و تفشي حالات الموت الطاحنة التي أحرقت كل شيء و عرف الاضطهاد مداه نتيجة التعذيب، و القتل، و انتعاش طبقة على حساب طبقة أخرى، برزت في أوروبا حركة إنسية عملت على رفع شعار الانسان باعتباره يملك العقل و به يستطيع أن يوظف هذه الملكة لخدمة نفسه و لخدمة الطبيعة نفسها، و اهتمت بالادب و الفنون القديمة، و ساعدتها ظهور الطباعة على نشر أفكارها و نشرها في المجتمعات خصوصا الاهتمام بالشباب الذي اعتبرته مصدر القضاء على كل الأفكار البالية التي تروجها المجتمعات الفيودالية خصوصا التفكير الكنيسي, مما ساعد فيما بعد على بروز تيار فلسفي مميز جعل من الانسان مصدر الوجود كله، يصعب سرد كل الاتجاهات الفلسفية التي تناولت هذا المفهوم، لهذا سأقف على أهم الفلاسفة في هذا المجال، فكانط مثلا اعتبر الانسان يتميز بمجال العقل النظري، و اعتبر هذا العقل لا يخرج عن الحيوانية فهو حيوان طبيعي لا يختلف عن الاسد، و الحمار رغم امتلاكه للعقل، لأنه فقط يعتبر هذا العقل ما هو الا أداة طبيعية تجعله يحافظ على وجوده ، و يجعله مصدر قوة لديه، كما هو الشأن للأسد مخالب، و لكل كائن طبيعي آخر مصدر قوة يجعله يتميز بالبقاء, في حين أن الانسان الحقيقي يتميز بتوفره على عقل آخر الا و هو العقل الأخلاقي العملي و به أصبح الانسان يتميز بانسانيته، و يجعله يسمو عن باقي الكائنات الأخرى، و بهذا فتح كانط سؤالا عميقا ما الانسان ؟ و الذي أجابت عنه كل الفلسفات الأخرى لكن كانط اتجه به الى المنحى العلمي فيما بعد، جعل الفلاسفة يفتحون نقاشات عديدة , لكن مع التعب او العياء الذي عمت الانسانية و اشتداد الصراعات الدينية و العرقية, وظهور الأنظمة الرأسمالية و بدأ الانسان الأوروبي الذي تحول الى الانسان الرأسمالي الشرس الذي أصبح ببحث عن مصالحة من أجل النهب ، و السيطرة، و ترتب عن ذلك الحربين العالمتين الأولى و الثانية، و التي افرزت نقاشات عديدة حول الانسان، فظهرت تفسيرات عديدة له ، و أفرزت اتجاهات فلسفية سميت بالفلسفات الانسانية، اذكر هنا الفلسفة الماركسية و الوجودية ،، و نتيجة ازدهار العلوم الطبيعية و تقدمها أعاد العلماء و الفلاسفة نفس السؤال عن ما الانسانية؟ و ادى هذا الى بروز علوم تختص بالانسان سميت بالعلوم الانسانية كعلم النفس و علم الاجتماع ، و الانثروبولوجيا،،، و هو ما جعل الانسان يحضى بمزيد من التدقيق، و ظهرت حاليا علوم تبحث في مجالات دقيقة تختص في البحث في خلايا الدماغ، و بدأت تكشف عن أغواره العميقة علميا بل حسب علمي تبحث عن الخلايا المختصة في الجانب الميتافيزيقي فيه. و الموضوع هنا عميق و التحليل فيه يحتاج لعدة وقفات تاريخية و علمية من أجل الكشف عن الكثير من الجوانب في مجال الانسانية.



#محمد_هالي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جولة عبر حوافر اليأسمح
- وجهة نظر
- قصص قصيرة جدا
- شرين
- عاجل: يجب أن نستوعب الدرس
- الابداع المشترك: كاترينا
- مرحلة لا مناص منها
- القحط
- قراءة لنص قصصي-الحاف- للقاصة الزهراء وزيك
- قراءة لقصيدة خلود برهان
- قراءة لقصيدة -تعالى- لروضة الدخيل
- تمردات على عصر التمرد
- فلسطين هي فلسطين
- قضية شعب
- لكل شهداء القضية، فالحياة باقية
- الى رفيقي حميد المصباحي من أجل هذا الدرس
- انطباع على هامش مقال لسليمان الريسوني بوتفليقات الاتحاد المغ ...
- لا لمحاكم التفتيش
- ما هذا الوضع السيئ؟
- لا و ألف لا


المزيد.....




- اقتلعها من جذورها.. لحظة تساقط شجرة تلو الأخرى بفناء منزل في ...
- هيئة معابر غزة: معبر كرم أبو سالم مغلق لليوم الرابع على التو ...
- مصدر مصري -رفيع-: استئناف مفاوضات هدنة غزة بحضور -كافة الوفو ...
- السلطات السعودية سمحت باستخدام -القوة المميتة- لإخلاء مناطق ...
- ترامب يتهم بايدن بالانحياز إلى -حماس-
- ستولتنبرغ: المناورات النووية الروسية تحد خطير لـ-الناتو-
- وزير إسرائيلي: رغم المعارضة الأمريكية يجب أن نقاتل حتى النصر ...
- هل يمكن للأعضاء المزروعة أن تغير شخصية المضيف الجديد؟
- مصدر أمني ??لبناني: القتلى الأربعة في الغارة هم عناصر لـ-حزب ...
- هرتصوغ يهاجم بن غفير على اللامسوؤلية التي تضر بأمن البلاد


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - محمد هالي - ما الانسانية؟