أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - واثق الجلبي - النَّص المستطيل فرض عين ..فرض طرازٍ وحداثة للكاتب واثق الجلبي في نصه ( إلا رأسه)














المزيد.....

النَّص المستطيل فرض عين ..فرض طرازٍ وحداثة للكاتب واثق الجلبي في نصه ( إلا رأسه)


واثق الجلبي

الحوار المتمدن-العدد: 8506 - 2025 / 10 / 25 - 14:14
المحور: الادب والفن
    


الناقد الاعتباري / حميد العنبر الخويلدي
هذا النَّصُ من النصوصِ المستطيلة التي اصطلحنا عليها في منهجيات أصحابنا الاعتبارية ، والتي تعتمد مآلها النسبي اطّراداً كمستوى فزيولوجي بنيوي خلّاق يوازن بين ظاهر الشكل وبين باطن العمق ، و بتراصفية من الجمال والفن المتواشجين ، تعتمد العبارةَ المنتقاةَ وفق الشروط التلقائية للفعل والصيرورة ، فلعلّها البُنى الوسيعة للتحشيد والتكثيف قدر المعنى الادبي المرجو ، وكأنَّ المنتجَ العارف وبرشاقةٍ باهرةِ العوامل يستدعي التاريخَ من جذوره لحد ما تتحمّل رؤى آفاقه في راهنيتها المتوثّبة ، يُعبّأ وبمكاشفةٍ ولياقةٍ تامّتينِ ومن دون تنشيز او تكلفةٍ تخاطراً مع اسلوبيات العَوَز الواقعي ونقوصاته ، وبطورٍ من المثال الميتافيزيقي المُشع قدريّاً ، باعتبارها خبطةً تخاطريةً جدليةً تصاغ بتقانات ذهنِ فنانٍ معاصرٍ يخدم غرضَه الخاصَّ والعام معاً ، *في الحَبكة أولاً ، * وفي فعل الصورة ثانياً ، * وفي زهوة الرؤيا البليغة التي ترفع بالنَّص نحو الذروة ثالثاً ، * وفي المقاربات التي تثير روحَ التّتابع الفردي للمقارنة الشكلية حتى ولو بحساب جملة واحدةٍ ، أو في التّتابع الجامع للإيحاء اللامتناهي والذي يوحي بالغموض الجميل للكلّيات الوجودية المترابطة و المختلفة وفق قوة التركيز المطلوب ، وكأنها تظليلات رسّامٍ يزيد باللون من أجل اظهار معنى تصويري يضيف ما يجب إضافته من الشَّدِّ والجَذب رابعاً ، * و في التقابلات والتجاورات المعمارية التي تنحَتُ جثمانَ الصور وضبط تصاميمها والحركة بحاصلها المراد تطابقاً ،خامساً * و في الاستعارات والجناسات كحرفيات قلم بديع ولمسةِ كاتب قطع مستوى بلوغ تجربته مع الوقت سادساً ، وفي نكهة المبتدع الجلبي البغدادي من باب الشخصانية الخاصة به ، والذي بدوره زرع بذورَ الضوء في هذا البناء المستطيل . ومن صفة تخيُّلٍ نمت وترعرعت في مراحل صيروراتها مع شارع المتنبي في مكتباته وأدواته ودروس مناهجه ومناخاته ، كون الفنان يمر بأدوار استحالة متميّزة لصنع كهاناته وخصوصيات مزاجه ، وفي نفس الوقت وكما كان يراود ظهوره في الساحة ، ليرى فارسَه في فوزه وخسارته أحياناً ،سابعاً نعم الفنان تدفع به طاقة مسكونٌ بها منذ أن اقرَّهُ الوجودُ بتكوينه بل من قبل ذلك ، واثق الجلبي مبدع يزاول تنويعات حداثية مبهرة ، وصاحب توثيقات وأسناد لها تسميتها في شريط ذاكرته الإبداعية لو تتبعناه من باب السيرة الادبية والسلوك ، في نتاجه هذا أبدعَ ، راصفَ ، ثابرَ بفلسفة ناعمة أحيت الطرازَ المستطيل كما نسميه وننفرد بتسمية هكذا نصوص ، وحسب الابعاد الواضحة في القصيدة ، طول وعرض وارتفاع وهذي حدود شكل مرئي، وعمقٌ في الزمن غائصٌ لا ينتهي ، وذروةٌ حد أن تُريكَ سماء مدهشةً من القناعات المفتوحة الدوائر ، واثق الفنان يرفض غلق الابواب في كتاباته ، لولا ما تغلقه الضروراتُ أحياناً من أجل الحصر والتركيز ، مَرِنٌ في رياضات ممكناته ورموزه الفنية ، اللغةُ تأخذ كاملَ حريتِها في ميدانه، تتنفس عبقَ مواسمها الربيعية ، حيوية شذيّة زاهية ندية، هكذا مِسُوحُ الألفاظ عنده ، هكذا مِسوحُ الصورة ، ومِسوحُ الاستطالة كطراز يفرض نفسَه في ساحة الثقافة الشعرية الآن.
ومن باب التفسيرية لهذي الاستطالة التي نبحثُ بها كمصطلحٍ ، ننظّرُ له من وجهتنا الفكرية ، نقول انَّ الخطّان المتوازيان لا يلتقيان بحكم ضرورة امتدادها الرياضية كونياً وان طالا ، هذا تحديد مؤكّد للشكل طبعاً وللكتلة السردية ، هنا يتجلّى من خلالهما الطول والامتداد ويتجلّى العرض كذلك وهذي صفات المكانية المفتوحة غير المغلقة ، بذات الدور يظهر المطلع وهو نقطة شروع الكاتب المبدع ، وبايِّ عمل فني ، ولو برعي اغنام أو بمشروع صناعي ما ، هذا جذر شروع نعم حدَّدنا الانطلاقة وروح ونكهة زمن الاجتهاد في الموضوع وفي فلسفته الشعرية والجمالية ، الأفق الذي ينتهي به العمل الادبي مهما كان فتجده ذاتَ دائرةٍ مفتوحة حتمياً ، كل نصوص الادب مفتوحة الدوائر ، اذاً طول و عرض و ارتفاع قياسي للبُنية أو للكتلة السردية يجاري وجود الغرض مهما كانت النتيجة سلباً وايجاباً ، والأهم من هذا وهو جديد فكرتنا نضيف مصطلحَ الغائص الزمني أو حاصل حركة الحدث بما فيه روح الآني والتاريخي كلازمتينِ جدليتين تحملان النصَّ والنَّاصَّ والمتلقي حيثما واجهَ موضوعَه الجمالي، هذا الحراك الفني بمجموعه ضمن خطّي الاستطالة التي نشير نقدياً . ومن خلالها نسمي مثل هكذا نصوص عند الجلبي المستطيلة .
.............................
النص
إلا رأسه
في نشاطٍ ذهني عصفَ بهِ كما جرت مجاذيفُه السائبة كأضلاعه التي لا يعلم أين مستقرها وقف أمام سعفة ميتة مدهوشا ناشرا كثافة أفكاره على رأس نخلة مقطوع ، كانت طوابير الرؤوس المقطوعة بعناية تمرُ أمامهُ ولهُ أن يختارَ رأسا بديلا ليرى صلاحية ما اختارهُ على بدنهِ المتورم من الأسئلة التي سقطت عليه ، قرر أن يأخذ رؤوس القادة والحكماء العراقيين فقط لأن بابل أنجبت الشمس والقمر والكواكب فما من مسوغٍ لرؤوس لم تُصنع في أرضه ، بدأها بآدم حيث وضع رأسهُ الزقوري جانبا وما أن استقام الرأس حتى سقط البدن وبقيّ الرأسُ مرتفعا في الهواء ، استراح لفكرة أنه ليس نبيا ، كانت العتلات تدور وتحت رأس كل شخص اسمهُ ، بعد أن جرب رؤوس الأنبياء قرر أن يختار رؤوس القادة ، هام برأس سرجون الأكدي أو الكلداني لا فرق فصمم أن يرتديه وما أن أمسك به حتى احترقت كفاه ، عانى كثيرا من رؤوس القادة كسنحاريب وآشور ونبوخذ نصر حتى عاد إليه رأسهُ المُستجيب لتداعياته ، لا رأس إلا رأسه فوق بدنهِ إما أن يصبر ويكون مسؤولا عن قراراته أو يصبح دُمية .



#واثق_الجلبي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كلكامش .. عودة الثلث الأخير .. أسطورة الخلود بعيون الكاتب وا ...
- سقوط النجمة في جيب الزورق للكاتب واثق الجلبي
- الأصابع بوصفها أثرًا وجوديًا.. قراءة في قصة حثالة الابتهاج ل ...
- شعرية التناص في قصيدة (نحمل الدماء) للشاعر واثق الجلبي
- (التبئير الداخلي ) في روايات واثق الجلبي
- بين الرصانة والتجريب قراءة في الحس الشعري وبينة اللغة في قصص ...
- رسالة إلى نفسي
- الحوار العاطفي في شعر( واثق الجلبي )
- الناقدة منال رضوان تكتب سردية التعدد الرمزي والحوار الوجودي ...
- رحلة الخلود بين الأسطورة والواقع في رواية -كلكامش: عودة الثل ...
- منبع الحكمة وفتنة المعرفة يُرَوِّيهما كلكامش على لسان الكاتب ...
- إشارة معرفية .. واثق الچلبي ..الزمن دونما أعتاب
- أجمل ما قرأت.. واثقيات الچلبي..اشتباكات الذات الفطنة
- تشظي الذات وسقوط اليقين .. قراءة في جدلية الوجود والعبث في ن ...
- معارضات يوسفية في الديوان الشعري ( يوسفيات ) للأديب واثق الج ...
- يوسفيات الشاعر واثق الجلبي ... أنسنة الشعور وشمعة في عالم ال ...
- قصة يوسف الإبن والنبي تتحول الى ملحمة فلسفية في الديوان الشع ...
- حفريات معرفية متوارية في ثلاث روايات قصيرة للكاتب واثق الجلب ...
- واثقيات 52 .. استعارات الظلام في أنوار الشموع
- الآخر في قصيدة (الجن) للشاعر واثق الجلبي


المزيد.....




- ايران تحرز ميداليتين ذهبيتين في الفنون القتالية ببطولة آسيا ...
- فلسفة الذكاء الاصطناعي.. الوعي بين الفكرة والآلة
- أحمد مالك أول مصري يفوز بجائزة أفضل ممثل في -الجونة السينمائ ...
- حيدر التميمي عن الاستشراق والترجمة في فهم الفكر العقدي الإسل ...
- توقف عن التسويف فورا.. 12 كتابا تكشف علاقة الانضباط بالنجاح ...
- فيلم -ضع يدك على روحك وامشِ- يفوز بجائزة في ختام الدورة الـ8 ...
- هل انتهت أزمة الفيلم المصري؟ مشاركة لافتة للسينما المصرية في ...
- صدر حديثا ؛ من سرق الكتب ؟ قصة للأطفال للأديبة ماجدة دراوشه
- صدر حديثا ؛ أنا قوي أنا واثق أنا جريء للأديبة الدكتورة ميساء ...
- صدر حديثا ؛ شظايا الذات - تأملات إنسانية للكاتبة تسنيم عواود ...


المزيد.....

- المرجان في سلة خوص كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- بيبي أمّ الجواريب الطويلة / استريد ليندجرين- ترجمة حميد كشكولي
- قصائد الشاعرة السويدية كارين بوي / كارين بوي
- ترجعين نرجسة تخسرين أندلسا / د. خالد زغريت
- الممالك السبع / محمد عبد المرضي منصور
- الذين لا يحتفلون كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- شهريار / كمال التاغوتي
- مختارات عالمية من القصة القصيرة جدا / حسين جداونه
- شهريار / كمال التاغوتي
- فرس تتعثر بظلال الغيوم / د. خالد زغريت


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - واثق الجلبي - النَّص المستطيل فرض عين ..فرض طرازٍ وحداثة للكاتب واثق الجلبي في نصه ( إلا رأسه)