مرتضى العبيدي
الحوار المتمدن-العدد: 8502 - 2025 / 10 / 21 - 00:08
المحور:
القضية الفلسطينية
منذ بداية العدوان على غزة، شهدت كبريات مدن العالم تظاهرات احتجاجيّة للتّنديد بالعدوان الغاشم الذي ترتكبه آلة البطش الصّهيونية ضدّ الشعب الفلسطيني، شارك فيها مئات الآلاف من أحرار العالم، نساءً ورجالًا، من مختلف المشارب الفكرية والحساسيّات السياسية التقدّمية، أحزابا ونقابات وجمعيّات وأفرادًا، ومن ضمنها طبعا الأحزاب والمنظمات الماركسية اللينينيّة التي هبّت في شتّى أرجاء العالم لنُصرة الشعب الفلسطيني.
فمنذ اليوم الأوّل للعدوان، أصدرت الندوة الدولية للأحزاب والمنظمات الماركسية اللينينيّة (CIPOML) بيانا عبّرت فيه عن دعمها غير المشروط للمقاومة العادلة للشّعب الفلسطيني، ودعت فيه عمّال وشعوب العالم إلى دعم المقاومة وفرض إيقاف الجريمة، بتنظيم الأعمال الاحتجاجية ضد سياسات الكيان الصهيوني العنصري وداعميه من القوى الامبريالية وعلى رأسها الامبريالية الأمريكيّة وحلفائها.
وقد ركّزت بيانات الأحزاب والمنظمات الماركسية اللينينيّة على ثوابت القضية الفلسطينية وعلى متطلّبات النضال للوقف الفوري للعدوان، نذكر منها :
ـ حقّ الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره على كامل أرضه المسلوبة، من النهر إلى البحر، ورفض حلّ الدّولتين الجائر الذي لم يستفد منه سوى الكيان الصهيوني الذي استعمله للمماطلة والتّسويف في الوقت الذي واصل فيه بكلّ صلفٍ ضمّ المزيد من الأراضي الفلسطينية بإقامة المستوطنات عليها وخلق أمر واقع جديد على الأرض.
ـ حقه في الدفاع عن حياته وأرضه بكافة الوسائل وعلى رأسها الكفاح المسلّح ضد الاحتلال وقوى الحرب الامبريالية التي تقف وراءه.
ـ إدانة القوى الإمبريالية التي تدعم “إسرائيل”، وخاصة الولايات المتحدة والاتّحاد الأوروبي التي تدعم حرب إسرائيل المستمرّة على الفلسطينيّين منذ سبعة عقود.
ـ كشف الدّعاية الصهيونية الامبريالية المضلّلة التي تتعمّد قلب الحقائق بتقديمها للحرب الجارية على أنها لا تستهدف الشعب الفلسطيني، لكنها حرب بين الكيان وحماس، وهم بذلك يبرّرون كل القتل والدّمار بالادعاء أن الصهاينة يستهدفون الإرهابيّين فقط، وأنّ القتلى المدنيّين والأطفال والنساء والرجال والأطباء وطواقم الإسعاف في “الحرب على الإرهاب” هو من باب ضريبة الحرب.
وقد ركزت صحافة الأحزاب الماركسية اللينينية على دحض الأراجيف التي تسوّقها الصحافة الصهيو- امبريالية والتذكير بالحقائق التاريخية العنيدة.
ففي البيان الذي أصدره حزب العمال الشيوعي الفرنسي بتاريخ 8 أكتوبر بعنوان ” لن يثبّط القصف ولا سياسة الميْز العنصري الإسرائيليّة عزيمة المقاومة الفلسطينيّة!” نقرأ ما يلي :
“… وأمام سياسة التّرهيب والاستعمار والميز العنصري الّتي تمارسها “إسرائيل” تجاه الشّعب الفلسطيني وإنكار حقوقه الوطنيّة، نؤكّد مرّة أخرى دعمنا لمقاومة الشّعب الفلسطيني بكلّ أشكالها بما في ذلك المقاومة المسلّحة وحقّه في مقاومة جيش مجهّز بأحدث العتاد الحربي ومدرّب تدريبا متطوّرا.
كما ندين دعم الدّولة الفرنسيّة اللامشروط لسياسة دولة إسرائيل الاستعماريّة وقمعها الشّعب الفلسطيني ونطالب بإيقاف تنسيقها الأمني والعسكري مع الدّولة الصّهيونيّة.
وندعو أنصارنا أينما كانوا إلى المشاركة في حشد التّضامن مع الشّعب الفلسطيني، وإدانة العدوان الإسرائيلي”.
وواصلت صحيفة (La Forge) اللسان المركزي لهذا الحزب متابعة كل وقائع العدوان والمقاومة وحشد أنصار القضية للتظاهر الاحتجاج خاصة على الموقف المخزي للنظام الفرنسي ورئيسه في مساندته الصريحة لحرب الإبادة، وقد أحصينا ما لا يقل عن 53 مقالا في هذه الجريدة تتعلق بهذا الشأن.
أمّا “منظمة الأرضيّة الشيوعية بإيطاليا”، فقد أوردت في صحيفتها “سانتيّا” (الشرارة) لشهر أكتوبر 2023، تحت عنوان “مع الشعب الفلسطيني، ضد الصهيونية والإمبريالية” أشارت فيه إلى إدانة “قُطّاع الطّرق الغربيّين والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، بما في ذلك الحكومة الإيطالية، الهجمات “الإرهابية” وأصرّوا على ترديد عبارة “نحن مع إسرائيل، التي لها الحق في الدفاع عن نفسها” بكلّ الوسائل. ولم يتحدّثوا قطّ عن نفس الحق للشعب الفلسطيني طوال سبعة عقود من احتلال فلسطين، في تعارض مع العديد من قرارات الأمم المتحدة، وعن ما لا يقلّ عن سبع هجمات مسلّحة صهيونية منذ عام 2006 حتى العدوان الهمجي الحالي على قطاع غزة الذي يخضع للحصار منذ 15 عاما، ولنظام من العنف والحرمان من أبسط الحقوق الأساسية للسكّان الفلسطينيّين. وقد سقط خلال تلك الحملات عشرات الآلاف من الضّحايا، وسجن أكثر من 5000 فلسطيني، واعتقال حوالي 1250 منهم دون محاكمة”. كما واصلت هذه الصحيفة مواكبة مجريات الحرب على غزة وغطّت معظم التحركات المساندة للمقاومة (ما لا يقل عن 20 مقال)
وفي نفس الاتّجاه، جاء في بيان الحزب الشيوعي الإسباني الماركسي اللّينيني تحت عنوان “أوقفوا العدوان الإسرائيلي على غزة! من أجل إنهاء الفصل العنصري والاستعمار وإرهاب الدولة ضد الفلسطينيين” :
“… وفي الوقت نفسه، نشهد حملة التضليل المعتادة من جانب إسرائيل، كما هو الحال في كلّ المجازر التي ارتكبتها خلال خمسة وسبعين عاما من احتلال فلسطين، والتي لا تزال تردّد صداها بشكل مؤلم في العالم، ذاكرة المدن: صبرا وشاتيلا وجنين و”عملية الرصاص المصبوب”… مناورات وأكاذيب يدعمها اليمين المتطرّف، ولكن أيضًا أصحاب موقف الحياد الجبان لأولئك الذين لا يجرؤون على مواجهة همجية “الغرب المتحضّر” وتواطؤه في المذبحة”. ويضيف البيان:
“…وسنواصل نحن الشّيوعيين المطالبة بحق الشعب في تقرير المصير، وسندعم دون قيد أو شرط حق الشعب الفلسطيني الشّقيق في الدفاع عن نفسه ضدّ المحتل بكل الوسائل المتاحة له على غرار شعوب فيتنام والجزائر والعديد من الشعوب الأخرى التي حرّرت نفسها من النِّيرِ الإمبريالي. وسنستمرّ كشيوعيين في تقديم الدعم والتّضامن النشط".
هذه عيّنة من مساهمة بعض الأحزاب والمنظمات الماركسية اللينينيّة في الدول الأوروبية في دعم وإسناد الشعب الفلسطيني. وقد شملت هذه الحركة أحزاب ومنظمات أخرى في جميع القارات.
فمنذ بداية العدوان على غزة، بادر الحزب الشيوعي في بينين الى تخصيص عدد من جريدته الأسبوعية "الشعلة" الى القضية الفلسطينية، إذ تناول العدد 519 الصادر في 13 أكتوبر 2023 المحاور التالية: ـ نشأة دولة إسرائيل / حروب العدوان وعمليات الضمّ التدريجي للأراضي الفلسطينية / المقاومة البطولية للشعب الفلسطيني وآفاقها / ليختمه بنشر بيان الحزب تحت عنوان "لا للعدوان الإجرامي على غزة" والذي نقرأ فيه: "
"... إن صرخات السخط المتصاعدة منذ 7 أكتوبر 2023، من الإمبرياليين الأمريكيين والفرنسيين وغيرهم من الغرب أظهرت النفاق الوقح لأولئك الذين أغمضوا أعينهم على أعمال الإبادة الجماعية التي يرتكبها الصهاينة الإسرائيليون منذ سنوات، وعلى وحشية قصف غزة حيث يقوم الجيش الإسرائيلي بتدمير المنازل والمدارس والمستشفيات وبفرض حصارا شاملا بقطع الماء، والكهرباء، والغاز، كما أظهرت الدعم الضمني من "المجتمع الدولي" الذي يمارس التعاطف الانتقائي والمعايير المزدوجة تجاه الشعب الفلسطيني.
ومن خلال قيامها بهذا العمل الشجاع والبطولي في 7 أكتوبر 2023، أثبتت المقاومة الفلسطينية أن كل من فكّر أن القضية الفلسطينية دُفنت كان مخطئا. وإلى أن يتم تدمير الصهيونية، لن يكون هناك سلام في فلسطين. لكن الصهيونية لن يتم تدميرها برمي أي كان في البحر، ولكن من خلال إقامة دولة علمانية في فلسطين، ديمقراطية وشعبية حيث يتعايش اليهود والمسلمون والمسيحيون واللادينيون بسلام."
أما الحزب الاكوادوري، فقد برز بمتابعته الدقيقة لأطوار الحرب على غزة وتنظيمه لعدة تظاهرات للدعم والمساندة شاركت فيها مختلف منظماته الشبابية والنسائية والنقابية الى جانب المكونات الديمقراطية للمجتمع الاكوادوري وعلى رأسها منظمة "الوحدة الشعبية".
فمنذ انطلاق الحرب لم يخلُ عدد من أعداد صحيفته الأسبوعية "الى الأمام" من مقال أو أكثر حول القضية، تجاوز عددها الستين مقالا، إذ نقرأ منذ العدد 2068 (بتاريخ 11 أكتوبر) "فلسطين تقاوم بكرامة وشجاعة" و"أفكار حول فلسطين" وهو نص موجه للشباب يستعرض القضية الفلسطينية بطريقة تعليمية ذكية لشرح أبعادها التاريخية وصولا الى واقعها الراهن. وتتالت المقالات الى العدد الأخير الصادر هذا الأسبوع والذي تضمن مقالا عن الإضراب العام الذي شنته الطبقة العاملة في إيطاليا.
وقد اندرجت جميع هذه المقالات حرب المعلومات لتجنب الوقوع في فخ وسائل الإعلام الكبرى ومصالح القطاعات المهيمنة، شعارهم في ذلك كلمات "مالكولم اكس" المدافع الأفروـ أمريكي عن حقوق الانسان والحريات المدنية الذي قال: "احذروا وسائل الإعلام القادرة على جعلكم تكرهون المظلوم وتحبون الظالم".
#مرتضى_العبيدي (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟