أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مرتضى العبيدي - الاتفاقياتٌ والنزاعاتٌ بين قُطّاع الطرق الإمبرياليين تُلحق الضرر دائمًا بالبروليتاريا والشعب.















المزيد.....

الاتفاقياتٌ والنزاعاتٌ بين قُطّاع الطرق الإمبرياليين تُلحق الضرر دائمًا بالبروليتاريا والشعب.


مرتضى العبيدي

الحوار المتمدن-العدد: 8472 - 2025 / 9 / 21 - 13:11
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


شكّل اجتماع أوت/أغسطس في ألاسكا تحوّلًا في العلاقات بين الولايات المتحدة وروسيا، القوتين العظميين الإمبرياليتين بفضل نفوذهما العسكري. للولايات المتحدة وروسيا مصلحةٌ في التقارب والسعي إلى مصالح مشتركة لتعزيز مواقعهما دون مواجهة صعوباتٍ كبيرة، وتجنب الضعف الاستراتيجي، لا سيما في مواجهة الصين الإمبريالية الاشتراكية.
كان تصفيق ترامب رمزيًا لعودة بوتين "بعد إعادة تأهيله" إلى الساحة الدبلوماسية الغربية.
يحتاج كلا البلدين إلى ديماغوجية مثيرة حول "السلام" لخلق ستار دخاني يخفي وراءه سياساتهما الحربية والعدوانية والرجعية، ولاحتكارهما للمشاكل العالمية.
في ”بيانهما الصحفي“، لم يقل الزعيمان الإمبرياليان شيئاً، أو تقريباً. إن الدبلوماسية السرية للقوى العظمى لا تتوافق مع ثرثرة وسائل الإعلام البرجوازية وأوهام التعددية القطبية. من الواضح أنه، في الوقت الحالي، لا يوجد اتفاق كامل، وأن الخلافات لا تزال قائمة حول قضايا أساسية، في حين أن الحرب مستمرة...
استغل ترامب وبوتين مسألة "السلام في أوكرانيا" لإبرام صفقات في مجالات التجارة، والرحلات الجوية، والاستثمارات والأعمال، والمعادن النادرة، والقطب الشمالي، والطاقة، وغيرها. فلديهما مصالح رأسمالية كبرى يدافعان عنها.
يهدد الاستسلام الفعلي أوكرانيا شبه المدمرة، وبتحويلها إلى دولة عازلة.
تتمتع روسيا بتفوق عسكري، ويمكنها إملاء شروط السلام (القرم، دونباس، حق النقض (الفيتو) على عضوية أوكرانيا في الناتو، إلخ). فالوقت في صالحها.
ومن خلال تبني خط براغماتي، زاد ترامب من الضغوط على زيلينسكي الفاسد وحلفائه الأوروبيين، من خلال توفير "الحماية" و"التنسيق" للتوصل إلى حل وسط، وتأمين مبيعات الأسلحة (عبر حلف شمال الأطلسي، أي بتمويل من الحلفاء) ومنحه إمكانية الوصول إلى الموارد الأوكرانية، وخاصة المعادن النادرة.
سارع "الأقزام السبعة" في الاتحاد الأوروبي، القلقون من تحول موقف ترامب بشأن الاتفاق الشامل، إلى واشنطن للمطالبة بضمانات أمنية ودعم الدمية المحاصرة زيلينسكي. وحاولوا جاهدين التأثير على المفاوضات: فهم يتمسكون بوقف إطلاق النار، بينما يواصلون إمداد كييف بالأسلحة والطائرات المسيرة، ويفرضون عقوبات جديدة، ويعيدون تسليح أنفسهم (وخاصة ألمانيا)، ويرغبون في إرسال قوات إلى أوكرانيا، ويكثفون عدوانهم على الجناح الشرقي، ويصرخون هستيريًا بأن "أوروبا في حالة حرب". وتتسع الخلافات بين ضفتي الأطلسي بشأن الأزمة الأوكرانية بسبب السياسات المتضاربة تجاه روسيا.
وتهدف السياسة الأوروبية إلى إطالة أمد الحرب في أوكرانيا وتصعيدها، بمشاركة الولايات المتحدة بهدف هزيمة روسيا.
إنها سياسة إجرامية وعمياء، فقد أدت إلى تفاقم الركود، وزيادة التضخم، وزيادة الدين العام، وخفض الأجور والخدمات الاجتماعية. وهي سياسة يجب محاسبة القادة الأوروبيين، وعلى رأسهم ميلوني عليها.
مع ذلك، يتمثل الهدف الاستراتيجي لترامب في إبعاد روسيا عن الصين، وتقليص علاقاتها مع بكين لتقريبها من الولايات المتحدة، مع التركيز على مشاكلها الداخلية الخطيرة.
تسعى السياسة الواقعية الترامبية إلى تحقيق المصالح الحصرية للقوة العظمى الأمريكية، التي تسعى إلى استعادة عظمتها للحفاظ على هيمنتها العالمية، المهددة بالانحدار التاريخي للولايات المتحدة وصعود الصين.
أمّا بالنسبة لبوتين، فقد كان النجاح تكتيكيًا: اتفاقيات اقتصادية، وتسويق سياسي، وما إلى ذلك. لكن التناقضات مع الولايات المتحدة لا تزال قائمة، وستواصل روسيا العمل على جبهتين، وتطوير علاقاتها مع الصين، كما يتضح من الاجتماع الأخير في بكين. بعد أكثر من ثلاث سنوات من الحرب المروعة على الأراضي الأوكرانية، يسعى الإمبرياليون الأمريكيون والروس الآن إلى تحقيق سلام إمبريالي، ظالم، وغير ديمقراطي، مما يمهد الطريق لصراعات وانتهاكات جديدة. إنهم لا يهتمون بحقوق الشعوب، بل يسعون إلى استغلال الوضع لتعزيز مواقعهم ومناطق نفوذهم، والسيطرة على الموارد والأسواق الاستراتيجية، والتدخل الدائم في الشؤون الأوروبية، وتنصيب أنفسهم حكامًا في المشاكل التي تؤثر على عمال وشعوب البلدان الأخرى.
لقد أطلق اللصوص ترامب وبوتين، الذئاب المتخفية في ثياب الحملان، بتواطؤ وتنافس، تحديًا ساخرًا للبروليتاريا والشعوب والثورة. باسم مصالح رأس المال الكبير، يطالبون المستغَلّين والمضطهدين بالتضحية بمصالحهم الحيوية، وحريتهم واستقلالهم، فضلًا عن حقهم في الحكم والتصرف وفقًا لإرادتهم في الحياة الوطنية والدولية. يجب إدانة مفاهيم ترامب وبوتين الهشة، وكذلك خطّ الاتحاد الأوروبي المحرّض على الحرب والمناورات الصينية، علنًا، لأن سياسات البرجوازية الشوفينية المحرّضة على الحرب لا تعود بالنفع على البروليتاريا والشعوب، بل تُلحق بهم أضرارًا جسيمة.
من الضروري فضح ومواجهة المضمون الرجعي والعدواني لاتفاقيات تقاسم الغنائم بين قطّاع الطرق، وإدانة المخططات والمؤامرات والابتزازات المعادية للثورة وللشعوب التي تُحيكها جميع القوى الإمبريالية، دون الانحياز إلى إمبريالية ضد أخرى. وفي الوقت نفسه، من الضروري إدانة أوهام السلمية والتعددية القطبية، والأكاذيب والخداع التي ينشرها القادة الاشتراكيون الديمقراطيون والانتهازيون في كل مكان لإقناع الشعب بالتخلي عن وجهة النظر الطبقية الثورية، في حين تتعمق التناقضات بين الإمبرياليات.
إن الشيوعيين ومعارضي الإمبريالية والديمقراطيين الصادقين وأنصار السلام لديهم مهمة مواصلة النضال لإزالة أنصار الحرب من السلطة، والخروج من حلف شمال الأطلسي والاتحاد الأوروبي وجميع التحالفات المحرضة على الحرب، ورفض زيادة الإنفاق العسكري ودعم التضامن البروليتاري الدولي ونضال الشعوب المضطهدة، وفي مقدمتها الفلسطينيون، ضد العدوان الإمبريالي والصهيوني.
في مواجهة وحدة الإمبرياليين المضادة للثورة، يجب على الطبقة العاملة والشعوب تعزيز وحدتهم الثورية بنضال حازم لا هوادة فيه، لإحباط المناورات التي تستهدف السلم والحرية والسيادة واستقلال الشعوب، من أجل التصدّي للإمبريالية وتقويض أسسها. يجب أن يكون تشكيل جبهة واسعة مناهضة للإمبريالية والفاشية على جدول الأعمال، جبهة تُبنى في كل بلد وعلى الصعيد الدولي.

صحيفة "سانتيّا" (الشرارة)، اللسان المركزي للمنظمة من أجل الحزب الشيوعي للبروليتاريا بإيطاليا، العدد 154، سبتمبر 2025



#مرتضى_العبيدي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تصاعد النضالات الشعبية في كل أنحاء العالم
- البيان الختامي للدورة 29 للسيمينار الدولي حول -مشاكل الثورة ...
- فلترفع الامبريالية الأمريكية يدها على فنزويلا وشعبها
- هل تستفيد تونس من موقعها الجيو استراتيجي؟ (ملاحظات حول زيارة ...
- ماذا وراء نوايا الدول الغربية الاعتراف بدولة فلسطينية؟
- في مناخات العودة
- كسب الجماهير للنضال الثوري (ترجمة)
- لوس أنجلوس: المهاجرون يواجهون سياسات ترامب الفاشية
- أوجه التشابه بين الاستبداد: حركة -جعل أمريكا عظيمة مجددًا- و ...
- إرث كارل ماركس في الولايات المتحدة الأمريكية
- إيطاليا: الإعلان عن تأسيس المنظمة من أجل الحزب الشيوعي للبرو ...
- بيان مشترك حول المواجهة المستمرة بين الحكومتين الهندية والبا ...
- تعزيز الكفاح ضد الحرب الإمبريالية ومهام الشيوعيين* (ترجمة)
- الاتحاد العام التونسي للشغل: ثالوث الاستقلالية والديمقراطية ...
- في ذكرى أحداث 9 أفريل 1938 الخالدة: هل الدساتير والبرلمانات، ...
- حول لقاء ترامب بوتين المرتقب بالرياض
- الوضع السياسي الدولي: وجود دونالد ترامب في البيت الأبيض يفاق ...
- البيان الختامي للمؤتمر العاشر للحزب الشيوعي الاسباني الماركس ...
- الأراضي الدولية الذاكرة الجماعية لتونس الأعماق (2/ 2)
- الأراضي الدولية الذاكرة الجماعية لتونس الأعماق (1/2)


المزيد.....




- من الفساتين إلى الإكسسوارات.. مزاد يكشف كنوز مسلسل -داونتون ...
- -ماتشو بيتشو- مُعرَّضة لخطر فقدان -مصداقيتها- كإحدى عجائب ال ...
- فيديو يظهر لحظة إصابة صاروخ روسي هدفًا في أوكرانيا.. شاهد ما ...
- صاروخان أطلقا من غزة باتجاه إسرائيل ولا أنباء عن إصابات
- لقاء مرتقب بين زيلينسكي وترامب.. وملفّي العقوبات ضدّ موسكو و ...
- مصر تتخذ خطوات للحد من الولادات القيصرية غير الضرورية
- لتخفيف الانتقادات التي أثارها قرار الاعتراف بدولة فلسطينية.. ...
- رئيسة المفوضية الأوروبية تدافع عن العقوبات المقترحة ضد إسرائ ...
- مباشر- بريطانيا والاعتراف بالدولة الفلسطينية: -ذلك لأننا نري ...
- مقاتلات بريطانية تبدأ مهمة دفاع جوي للناتو فوق بولندا


المزيد.....

- جسد الطوائف / رانية مرجية
- الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025 / كمال الموسوي
- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مرتضى العبيدي - الاتفاقياتٌ والنزاعاتٌ بين قُطّاع الطرق الإمبرياليين تُلحق الضرر دائمًا بالبروليتاريا والشعب.