مجدى محروس عبدالله
الحوار المتمدن-العدد: 8498 - 2025 / 10 / 17 - 08:57
المحور:
الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني
لقد بدأنا نسمع في الاونة الاخيرة ربما من بدايات العقدين المنصرمين
اقاويل و عبارة من عينة "المسلم المصري هو ايضا قبطي" و "كل المصريين اساسا هم اقباط" و"المصري المسلم هو قبطي مسلم" و هذه التعبيرات هي
ليست فقط غريبة عن مسامع الشعب القبطي لكنها تفتقر ايضا الى الموضوعية التاريخية
و الامر ليس له بعلاقة بمحاولة ايجاد قواسم مشتركة بين المصريين المسلمين و المصريين المسيحيين
فاختراع "هوية مزيفة" ليست هي الحل الامثل لايجاد قواسم مشتركة في وطن المفترض به ان يكون للجميع سواسية
بل ان محاولة البعض الاستيلاء على الهوية القبطية ليس خطأ عفويا ساذجا لكنه استمرار في استيلاب الحقوق القبطية
بدءا من الارض و امتيازات الاهل الاصليين و حتى الهوية
ربما قد يكون مدعيي و مخترعي هذه الهوية ابرياء و انقياء و لا يضمرون اية نوايا خبيثة
لكننا يجب ان نتذكر ان الطريق الى الجحيم مفروش بالنوايا الطيبة
و اذا كان اشكالية هولاء هي الهوية و احساسهم بان العروبة دخيلة عليهم فلا يجب عليهم ان
يقوموا بحل ازمة الهوية الخاصة بهم على حساب الاقباط
تاريخيا فان استخدام كلمة قبطي فهي استخدمت في الكتب العربية لتصف المصريين القدماء و المصريين حال الغزو العربي لمصر
و استمر استخدام المصطلح بعد ذلك للاشارة الى المصريين المسيحين بينما احتفظت الجماعات المسيحية الاخرى الموجودين في مصر
باسمائهم مثل الارمن و الروم
فلا نجد اية اشارة من قريب او بعيد الى استخدام المصطلح على اي مصري مسلم
بل ان القبطي الذي اعتنق الاسلام اصبح يصنف كـ"موالي" فقط
بل ان مصطلح ابناء العرب استخدم حتى للدلالة على المسلمين المصريين للتمييز بينهم و بين الترك و ذلك اثناء حكم الاسرة العلوية
اذا مصطلح "القبطي المسلم" ليس له وجود الا في ذهنية البعض بعيدا عن الواقع التاريخي
ليس هذا فقط
بل ان المصطلح نفسه لا يتسق مع ذاته كأننا نقول الشرير الطيب"
او "المضئ المظلم" و من اجل ايضاح هذه النقطة-اي عدم اتساق المصطلح المخترع هذا
دعونا نطرح هذه الاسئلة
ما هو موقف "القبطي المسلم" من شخصية عمرو بن العاص الغازي المجرم الذي اساء لجدوده؟
و ما هو موقفه من الخلفاء الراشدين الذين نهبوا خيرات مصر؟
و ما هو موقفه من المرأة و حقوقها هل يؤمن بالثقافة "القبطية" للتعامل مع المرأة ام الثقافة الاسلامية؟
باختصار .... لا يمكن الجمع بين نقيضين الاسلام و الهوية القبطية
و اية محاولة لذلك عبثية
و للحديث بقية
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟