حسان الجودي
(Hassan Al Joudi)
الحوار المتمدن-العدد: 8494 - 2025 / 10 / 13 - 11:57
المحور:
قضايا ثقافية
من جهةٍ، تلك القوة العاطفية المرعبة، الهادرة للملايين، المشفوعة بالشتائم وقشّارات الألسن وأغاني رؤوس البطيخ والدعم الطائفي حتى آخر شفرة وذقن، مع إلغاء كل مخالف ورفسه نحو الوادي باسم “الإجماع الشعبي”.
ومن جهةٍ، ذلك الخطاب الديني السياسي، الذي يواصل بمهارةٍ أوسكاريةٍ التلاعب بالجموع البسيطة، ملوّحاً أمامها بشعارات القداسة ومكملات الجنّات الغذائية الخالية من الأخلاق، ومفاتيح الفردوس التي تُفتح بالدم لا بالمحبة.
ومن جهةٍ، ضجيج الإعلام العربي، الصادر من ثلاثمئة مليون تلفزيون وراديو ومكبر صوت، يهتف جميعها بانتصار القثّاء على الجرذان، سوبر سايز، في ملحمة وطنية لا أحد يعرف أين وقعت!
ومن جهةٍ، ذلك “البلد الأمين” بزيتونه وشهدائه وفقره وصلواته، ورضاه الأبدي عن أوليائه الجدد وأرصدة أوليائه، وروائح شعاراتهم وأحذيتهم.
ومن جهةٍ، تلك البلاد الشاسعة الطيّبة، رهينة الجهل والاستبداد، تساق كقطيعٍ إلى معاركها الخاسرة، وتغني للنصر في كل هزيمة.
وفي جهةٍ أخرى تمامًا، آلات القتل الذكية والغبية تواصل الإبادة للفكر التنويري، وللأجساد المتشبثة بالأرض كجذور زيتون،ونخيل، وأفراح أطفال، وأقلام أحفاد.
ومن جهةٍ أخرى، عجيبة العصور ، الزواج الكاثوليكي بين اليسار العربي والإسلام السياسي. بل ربما إعلان وفاة كل مشروع عربي حداثي:
الحرية مؤودة، النقد ملحود، والأمل تفاهة يوتوبيرين لمعوا أسنانهم مؤخراً.
ومن كل الجهات… لم يحدث شيء!
لم تنتقل ذبابة من خدٍّ إلى آخر.
الزمن العربي ألواح جليدٍ لحفظ الجثث،
وثلاجات الموتى بحاجةٍ إلى زيادةٍ مئويةٍ توازي زيادة النسل.
⸻
• ومن جهةٍ، كيف الخروج من التنظير؟
• لن يستمطر الأضرحة سوى رجل علم.
• أف ! تقصد الانتظار نصف قرن آخر للقضاء على الاستبداد، ثم تحديث المناهج، ثم الديمقراطية والعلمانية ؟
•،بل أفٍ لقرونٍ مضت في المستنقعات، تُعيد تدوير العظام.
#حسان_الجودي (هاشتاغ)
Hassan_Al_Joudi#
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟