أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قضايا ثقافية - حسان الجودي - الجمال واللاعنف والشعر الرديء














المزيد.....

الجمال واللاعنف والشعر الرديء


حسان الجودي
(Hassan Al Joudi)


الحوار المتمدن-العدد: 8177 - 2024 / 11 / 30 - 22:15
المحور: قضايا ثقافية
    


هل يشبه موقف رفض الرداءة الشعرية ( رغم سيولة المصطلح ، وضرورة تأطيره) موقف رفض سياسة التمييز العنصري أو سياسة تأييد الإبادة الجماعية أو غيرها من سياسات مناهضة لحقوق الإنسان؟
هل حين أرفض المشاركة في مهرجان شعري لا يقدم سوى الرديء الاستهلاكي (وفق معايير ثقافية وذاتية تخصني) أقوم بفعل مشابه للخروج في تظاهرة لدعم قضية نبيلة أؤمن بها؟
هل حين أتجنب ترويج منتج سطحي مبتذل في وسائل التواصل الاجتماعي، وأتجنب التفاعل مع نصوص لا تمت بصلة إلى الأدب الجميل المخلص لقضايا الإنسانية ، أكون قد ساهمت في وضع أحجار وصخور تحت عجلات حضارة معاصرة تسحق الضعفاء، وتؤسس ممالك للغيلان؟
***
للجمال قوة لا مرئية ساحرة عجائبية ، ومن تجلياتها العظيمة تأسيس رمزي ( لرابطة الجمال العالمية) والتي ترسل جندها من القصائد والروايات والموسيقا والفن لتغيير الوعي الإنساني
****
الجمال واللاعنف يظهران كقوتين خفيتين تتشابكان في معركتهما ضد القمع والتفاهة. عندما نفكر في الجمال، يتبادر إلى الذهن ذلك البعد البصري أو الحسي الذي يلامس الروح، لكن الأمر أعمق من ذلك بكثير. الجمال، في جوهره، ليس مجرد إحساس فردي أو تذوق ذاتي بل هو موقف أخلاقي يُعيد تشكيل علاقتنا بالعالم والآخرين. إنه قدرة على استيعاب التنوع الإنساني، على رفض القبح الذي يعبر عن الرداءة، سواء في الفن أو في الحياة.
بالمثل، اللاعنف ليس مجرد امتناع عن العنف، بل هو قوة بناءة، موقف يعيد تعريف القوة باعتبارها علاقة قائمة على الاحترام والاعتراف المتبادل. وكما أن اللاعنف يواجه القمع السياسي والاجتماعي، فإن الجمال يقف في وجه الرداءة الثقافية والفنية التي تسلب الإنسان قدرته على التمييز بين الحقيقي والزائف.
تتلاقى هنا رؤى إدوارد سعيد، الذي رأى الثقافة ساحة للصراع ضد الهيمنة، مع أفكار هانا آرندت، التي جعلت من اللاعنف وسيلة للتغيير الجذري، ومع جوديث بتلر، التي ربطت اللاعنف بهشاشة الإنسان واعتماده المتبادل على شبكات الآخرين. وفي أعمال لطفية الدليمي ( الكاتبة والمترجمة العراقية) ، يصبح الجمال ليس فقط معبرًا فنيًا، بل أداة لتحرير الوعي وخلق فضاءات للتأمل والمقاومة، ونبذ الرداءة التي تهدد الروح الإنسانية.
هذه الرؤية تربط بين الفن والسياسة، ليس كمسارين متوازيين، بل كمسارين متداخلين. حين نختار أن نرفض الرداءة في الشعر والفن، وحين ندعم الإبداع الأصيل الذي يسعى إلى تعزيز الكرامة الإنسانية، فإننا نمارس فعلًا مقاوماً. وحين نتجنب الانغماس في ثقافة الاستهلاك والتسطيح، فإننا نسهم في خلق عالم يقدّر الحرية والإبداع.
الجمال واللاعنف، ليسا أدوات تغيير فحسب، بل هما أسلوب حياة يُعيد صياغة العلاقة بين الذات والعالم، بين الفرد والجماعة، على أسس من المساواة والاحترام المتبادل. إنهما دعوة مفتوحة لرؤية الإنسانية في أبهاها، ومحاولة جعل العالم مكاناً أفضل للجميع



#حسان_الجودي (هاشتاغ)       Hassan_Al_Joudi#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فان غوغ والاعجاز الفني /الاعجاز العلمي في الأديان
- شطرنج في مدينة حمص
- لماذا نحن هنا؟ #مسرح_اللقطة_العبثي
- روى جلجامش-#مسرح_اللقطة_العبثي
- البيضة وحمص والمتاهة السائلة
- نفي الذكورة!
- #مسرح_اللقطة_العبثي إنقاذ كوكب الأرانب
- #مسرح_اللقطة_العبثي حبة بطاطا
- مسرح اللقطة العبثي 4
- مسرح اللقطة العبثي 3
- مسرح اللقطة العبثي
- نصوص دون زمن
- درويش وديدو
- اللطف في مدينتين في هولندا
- مسرح اللقطة العبثي 1
- مسرح اللقطة العبثي 2
- كم وزن التاريخ العربي؟
- هل لديك أيها البائع علبة احترام اكسترا؟؟
- تجارب شعرية
- بائع يانصيب جوار جامع خالد بن الوليد


المزيد.....




- صورة سيلفي لوزير مغربي مع أردوغان تثير انتقادات وردود فعل في ...
- سيارة همر -مسروقة- في دمشق تظهر ضمن سيارات الأمن السوري... ك ...
- -فضيحة الصندل-.. برادا تعترف باستلهام تصميمها من الصندل الهن ...
- مقتل 18 فتاة في -حادث المنوفية- يهز مصر وسط مطالب بإقالة وزي ...
- مئات الملايين والمليارات: حفلات زفاف باهظة الثمن في القرن ال ...
- ترامب: أنا -لا أعرض شيئا على إيران ولا أتحدث معهم-
- مشروع مغربي طموح يربط دول الساحل الإفريقي بالمحيط الأطلسي
- توتر الوضع الأمني في الشرق الأوسط : كيف يؤثر على خطة لبنان ل ...
- بعد شهر من الغياب.. العثور على جثة الطفلة مروة يشعل الغضب في ...
- حل مئات الأحزاب الأفريقية.. خطوة نحو التنظيم أم عودة لحقبة ا ...


المزيد.....

- أسئلة الديمقراطية في الوطن العربي في عصر العولمة(الفصل الساد ... / منذر خدام
- أسئلة الديمقراطية في الوطن العربي في عصر العولمة(الفصل الثال ... / منذر خدام
- أسئلة الديمقراطية في الوطن العربي في عصر العولمة(الفصل الأول ... / منذر خدام
- ازمة البحث العلمي بين الثقافة و البيئة / مضر خليل عمر
- العرب والعولمة( الفصل الرابع) / منذر خدام
- العرب والعولمة( الفصل الثالث) / منذر خدام
- العرب والعولمة( الفصل الأول) / منذر خدام
- مقالات في الثقافة والاقتصاد / د.جاسم الفارس
- مقالات في الثقافة والاقتصاد / د.جاسم الفارس
- قواعد اللغة الإنكليزية للأولمبياد مصمم للطلاب السوريين / محمد عبد الكريم يوسف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - قضايا ثقافية - حسان الجودي - الجمال واللاعنف والشعر الرديء