أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبدالكريم الكيلاني - الحلم المستحيل














المزيد.....

الحلم المستحيل


عبدالكريم الكيلاني
شاعر وروائي

(Abdulkareem Al Gilany)


الحوار المتمدن-العدد: 1828 - 2007 / 2 / 16 - 06:32
المحور: الادب والفن
    


طيفها الماثل قبالة شواطئي الصاخبة المليئة بالحرمان والحنين لايتوانى عن مطارحتي غراما ممنوعا من البوح , منكبّا في عزلته , لاذعا في وصاله , نديّا في شروده , وهجه يعمى الأبصار ويسحر القلوب , طيف عجيب لم أر مايشبهه منذ عقود بل أظنني أراه لأول مرة بتناقضاته المحببة الى نفسي .
حين التقيتها أول مرة شعرت بتلك الرعشة التي أصابت روحي وانسربت في مسامات سنيني كمطر صيفي أتى بها الأثير من حيث لا أدري لتحيل مدائني المهترئة الخربة إلى جنان خضراء , تحلق فيها الأطيار وتورق أزاهير السعادة من جديد بعد أن كادت تموت من أثر الجفاف الذي حل بتلك المدائن , هاهي النوارس تختال بتحليقها المنخفض فوق حارات مدينتي العامرة بالموت والرصاص دون أن تشعر بالخوف , ( الخوف ) الهاجس الذي خيّم على قلوب ساكنيها وهم يرقبون عن كثب أسرابا من الغربان تنهش في جسدها لتحيل شوارعها وأزقتها مرتعا خصبا لقتل الحياة يوما بعد يوم .
تماثيل تترنح , وأسوار تتصدع , صباحات مغمسة بالدم ومساءات صاخبة بالبكاء والنحيب لثكالى وأيتام لاذنب لهم سوى أنهم يحبون الأرض والحياة والحرية .
اقتربت منها حاملا همّي وهمّ بلادي وحرمان روحي من الأمان الذي أصبح مستحيلا في الزمن الصعب الذي يمرّ بنا ونمرّ عبره بهدوء وقلق علّنا نعبره الى الضفّة الأخرى , بأقل خسائر ممكنة ..
لاأدري لم أحسست بأنها الوحيدة التي يمكنها أن تشعرني بالأمان المفقود الذي أبحث عنه مع أبناء بلدتي منذ سنين ؟؟ !!
ألأنها تحمل في عينيها وميضا ملائكيا لم أر مثله من قبل ؟؟
أم لأنها استطاعت أن تحترف حنيني دون أن تشعر ؟؟
أم لأنني شعرت بصدقها وبراءتها فانتميت لها بلا تردد فأصبحت لاأطيق فراقها ولو للحظة واحدة ..؟؟ !!
لاأدري
_ من أنت سيدتي ؟؟
_ أنا كل جراحات العراق بلياليه ودجلته وفراته , أنا نخلة ميسان , وبساتين ديالى وقمر بغداد النازف منذ حين , أنا شناشيل البصرة , وربيع الموصل .. إقترب ايها الشاعر , كي نطلق حمامة السلام في وطننا الكسير..
_ ولكن سيدتي حاولت مرارا وبمدادي وصرخات أطلقتها دون جدوى .. ماذا أفعل ؟؟ أرى القيامة حاضرة في كل الحارات والشوارع والمدن .. أرى الناس سكارى وماهم بسكارى ..بدأ اليأس يسيطر على روحي الغارقة في يم الموت اليومي ..
__ لا تقل هذا سيدي فالغربان ستهرب لأنها لاتقوى على مقارعة الحب .. فابعد شبح اليأس عن نفسك واكتب حتى آخر قطرة من حبرك كي لاندع تلك الغربان تعبث بنا .. ونعيد للعراق أمنه وأمانه.
شعرت بانتشاء يسري مع سريان الدم في أوردتي .. صوتها الملائكي شدّني لها فعادت السكينة الى روحي ,, هاهي تتوارى عن ناظري والبسمة لاتفارق محياها ,,
_ سيدتي الى أين تذهبين وتتركينني ؟؟ أحتاجك في يومي ولحظاتي .. لاأشعر بالأمان الا معك ؟؟ أرجوك لاتتركيني
_ لاتخف سأكون قربك ولن أبتعد عنك ولكن لاتنسى أبدا أنني طيف أراودك في أحلامك ..
_ من أنت سيدتي
بهدوء وسكينة جاء صوتها حاملا نذور الأمل لغد قد يكون حقيقيا

_ أنا حلمك ..
_ أحتاجك فكوني حقيقة .
_ أنا الحلم المستحيل فلا تتعب ..
رجعت لصومعتي وحدي أرقب طيفها ينأى ويعود ولا أعرف هل سيتحقق هذا الحلم أم لا وهذا هو قلقي .



#عبدالكريم_الكيلاني (هاشتاغ)       Abdulkareem_Al_Gilany#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بغداد أنت الحب والحب أنت
- أيها العراقيون .. كفى
- مازلت أحلم وحدي
- غادتان وسمّان واحد
- حوار مع الشاعر والاعلامي كريم بدل
- إلى خلات أحمد.. ( لامكان .. لا أحد ).. ننثر الزهور في مدائنن ...
- نبال التمرّد
- الحداثة الدرويشية المؤنسنة
- جذرنة القصة الكردية ومزايا الحداثة: قراءة في المجموعة المترج ...
- الروائية المغربية زكية خيرهم في حوار خاص: الشرف الحقيقي للمر ...
- ماجدولين الرفاعي في حوار خاص : لا لغة بدون وعي ولا وعي بدون ...
- حمائم الكلمات البيض في أغاني الباز
- حـــــــــــزن
- قرقعة الطناجير والنفخ في المزامير
- تطل النوارس
- السرد الإجرائي في العقل الشرقي قراءة في رواية ( نهاية سري ال ...
- الطوفــــــــــــــان
- المجموعة الشعرية ( تزرعني في القلب فراشة ) للشاعرة فائزة عبد ...
- قولي (به لي ) غجريتي
- بشار عبدالله افضل شاعر في العالم لعام 2004


المزيد.....




- دق الباب.. اغنية أنثى السنجاب للأطفال الجديدة شغليها لعيالك ...
- بعد أنباء -إصابته بالسرطان-.. مدير أعمال الفنان محمد عبده يك ...
- شارك بـ-تيتانيك- و-سيد الخواتم-.. رحيل الممثل البريطاني برنا ...
- برنامج -عن السينما- يعود إلى منصة الجزيرة 360
- مسلسل المتوحش الحلقه 32 مترجمة بجودة عالية قصة عشق
- -الكتابة البصرية في الفن المعاصر-كتاب جديد للمغربي شرف الدين ...
- معرض الرباط للنشر والكتاب ينطلق الخميس و-يونيسكو-ضيف شرف 
- 865 ألف جنيه في 24 ساعة.. فيلم شقو يحقق أعلى إيرادات بطولة ع ...
- -شفرة الموحدين- سر صمود بنايات تاريخية في وجه زلزال الحوز
- من هو الشاعر والأمير السعودي بدر بن عبد المحسن؟


المزيد.....

- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبدالكريم الكيلاني - الحلم المستحيل