أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - محمود عبد الله - المواطنة والتعايش السلمي مع الآخر!














المزيد.....

المواطنة والتعايش السلمي مع الآخر!


محمود عبد الله
أستاذ جامعي وكاتب مصري

(Dr Mahmoud Mohammad Sayed Abdallah)


الحوار المتمدن-العدد: 8483 - 2025 / 10 / 2 - 22:47
المحور: المجتمع المدني
    


المواطنة والتعايش السلمي مع الآخر
بقلم: د/ محمود محمد سيد عبدالله - أستاذ جامعي وكاتب مصري
أحياناً أتساءل: كيف يمكن للإنسان التعايش مع الآخر - مهما اختلف معه - دون نزاع أو صراع أو بغض أو أحقاد؟!
إن التعايش السلمي بين الناس من القواعد المهمة والمبادئ الإنسانية الفوقية التي تتجاوز حدود أي اختلافات فكرية أو أيديولوجية أو ثقافية أو عرقية أو مادية أو دينية أو.....أو......والإسلام كدين رسخ لهذا المبدأ، فقد قال الخالق سبحانه وتعالى في محكم كتابه العزيز: ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ﴾
(سورة الحجرات، الآية 13)
وفي هذه الآية بالذات لم يخاطب المولى - عز وجل - المؤمنين أو المسلمين أو أهل الكتاب أو فئة أو طائفة بعينها..إنما خاطب البشر جميعاً، وكأن الرسالة إنسانية (عالمية) تتجاوز حدود الإسلام والمجتمع المؤمن..وامتداداً لهذا النهج الرباني الشمولي والمتسامح الذي يحث على التعايش السلمي بين الناس قال سبحانه وتعالى في موضع آخر: ﴿لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ﴾
(سورة الممتحنة، الآية 8 )
وأمرنا عز وجل أن نحاور الناس بأسلوب طيب - باللين والرفق - ونجادلهم بالتي هي أحسن (لكم دينكم ولي دين) ولا نجبر أحداً على اعتناق الإسلام، وأن نحترم الأديان والعقائد الأخرى، بل حث على إيجاد مناطق التقاء وقواسم مشتركة، فإن ما يجمعنا يفوق بكثير ما قد يفرقنا، فقال سبحانه: ﴿قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَىٰ كَلِمَةٍ سَوَاءٍۢ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْـًٔا وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللَّهِ ۚ فَإِن تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ﴾
(سورة آل عمران، الآية 64)
ولكن على الآخر أن يساعدني في ذلك، فيحترم ديني مثلما أحترم دينه..فلا يمزق أحدهم المصحف (كتاب الله) في أحد الأديرة مثلاً جهاراً نهاراً أمام الناس..ولا يرفع بعض مدعي الوطنية أعلاماً إسرائيلية في قلب العاصمة، للإستنجاد بإسرائيل على إخوانهم وشركائهم في الوطن!! ولا يقوم رجال الدين بنشر خطاب الكراهية والحقد الأسود على أتباع الدين الآخر، وكأن العقيدة تم اختزالها (من منظور بعض الأغبياء والمتعصبين) في مسألة نزاع على ملكية!! إن رجال الدين المتطرفين والمتعصبين وشيوخ الفتنة وغيرهم ممن يتبنون أجندات تخريبية لا علاقة لها بالدين من الأساس يبثون نار الكراهية والفرقة والتناحر ويربون أجيالاً على كره الآخر وعدم تقبله والسعي لإقصائه وطرده من وطنه..أتمنى أن يكون "بيت العائلة" منظوراً فكرياً جديداً للتسامح والتعايش السلمي، وليس مجرد كلام لا يتجاوز الحناجر أو مكان نلتقي فيه فقط كسد خانة دون وجود أي مضمون واقعي أو معادل موضوعي على أرض الواقع..
إن مصر بتاريخها وحضارتها العريقة - القديمة والفرعونية والقبطية والإسلامية واليونانية - تعد وطناً فريداً من نوعه وكأنه "وطن يعيش فينا لا مجرد وطن نعيش فيه" - على حد تعبير البابا الراحل شنودة..إن مصر تستوعب الجميع وعلى من يدعي الوطنية أن يدرك أن التعايش السلمي مع الآخر هو ركيزة أساسية لقيمة المواطنة التي نتمناها بصدق..فلا تهميش ولا تنافر ولا بغض ولا تحامل ولا إقصاء ولا إرث بغيض يحض على الحقد والكراهية..إن مصر تستحق منا أن نسعى جميعاً إلى التعاون سوياً للنهوض بها..ليس من أجلنا فقط، ولكن من أجل أبنائنا وأحفادنا..
تحياتي



#محمود_عبد_الله (هاشتاغ)       Dr_Mahmoud_Mohammad_Sayed_Abdallah#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تأملات في الحياة: تلك هي إرادة الله!
- نصيحة لأئمة المساجد عند خطبة الجمعة!!
- الفرق بين الزمالة والصداقة!
- السيكودراما (وجهة نظر)!!
- السياق مطلوب!
- صعوبة اقناعهم بعدما ساروا في طريق اللاعودة!!
- همسة اليوم: -كل إناء بما فيه ينضح-!!
- مجرد رأي: رسالة إلى منتقدي مسلسل -الحشاشين-
- همسة اليوم: الفقر المعنوي!!
- وجهة نظر: التغير والثبات!!
- همسة اليوم: نصيحة لكل الإداريين في مصر!!
- همسة اليوم: البحث عن الأمن والأمان!!
- مجرد رأي: لماذا نبحث عن حياة أخرى خارج الأرض؟!
- همسة رمضانية (7): المشاحن (سيء الخلق)
- اضطراب الفيسبوكسيا Faceboxia
- همسة اليوم: هكذا علمتني الشطرنج!
- فن إدارة الوقت (2)
- شكرا 2022 - فقد علمتيني أن:
- همسة اليوم: من آداب استخدام الفيسبوك
- همسة اليوم: الأمنية المستحيلة!!


المزيد.....




- الأمم المتحدة: هجوم إسرائيل على أسطول الصمود يعمّق الحصار عل ...
- ألمانيا: مذكرات اعتقال بحق 3 رجال للاشتباه في انتمائهم لحماس ...
- من الاعتقال في العراق إلى رئاسة سوريا: الشرع يطالب برفع قانو ...
- الجزيرة نت ترصد مشهد النازحين في شارع الرشيد بعد إغلاقه
- حماس تنفي صلتها بالاعتقالات في ألمانيا وتؤكد تركيز كفاحها عل ...
- تنديد واحتجاجات واسعة بعد اعتقال إسرائيل ناشطي أسطول الصمود ...
- بريطانيا تنهي برنامجا يسمح بلم شمل اللاجئين
- تنديد واحتجاجات واسعة بعد اعتقال إسرائيل ناشطي أسطول الصمود ...
- الناشطة ثونبرغ ترسل اول رسالة لها عقب اعتقال الاحتلال لها +ف ...
- فرنسا: اعتقال شخصين من -أسطول الشبح الروسي- وماكرون يدعو الأ ...


المزيد.....

- أسئلة خيارات متعددة في الاستراتيجية / محمد عبد الكريم يوسف
- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - محمود عبد الله - المواطنة والتعايش السلمي مع الآخر!