همسة اليوم: الفقر المعنوي!!

محمود عبد الله
أستاذ جامعي وكاتب مصري
(Dr Mahmoud Mohammad Sayed Abdallah)

الحوار المتمدن-العدد: 7764 - 2023 / 10 / 14 - 16:11
المحور: الصحة والسلامة الجسدية والنفسية
    

همسة اليوم: الفقر المعنوي!
بقلم: د/ محمود محمد سيد عبد الله (أستاذ جامعي وكاتب مصري)

في رأيي الشخصي (المتواضع)، لا يجب اختزال "الفقر" في الفقر المادي المعروف لنا جميعاً - بما يتضمنه من ضيق العيش والشدة والعوز (ضيق ذات اليد) وعدم القدرة على توفير متطلبات ووسائل الرفاهية والمعيشة الكريمة (وهذا لا يعيب أحداً من الناس على الإطلاق)..ومن هذا المنطق، أرى أن الفقر (الحقيقي) هو فقر في الأخلاق والدين والإيمان والقيم والضمير والسلوك القويم!! فالفقير هو من يفتقر إلى أدنى درجات الإستقامة والتعايش السلمي مع الآخرين..وهو من يجرح في الناس وينشغل بغيره بدلاً من إصلاح نفسه وتهذيبها..الفقير هو المتكبر (المشاحن) سيء الخلق (غير المتصالح مع نفسه أو مع الناس)، الذي يعيش دائما في خلافات وصراعات ومهاترات وسجالات لا تنتهي..الفقير هو المستقوي "البلطجي" - صاحب الصوت العالي الإستعراضي (المستفز) - الذي يأخذ شيئاً ليس من حقه بسيف الحياء!! الفقير هو "الشرير" الذي لا ينفك عن تدبير المكائد والمؤامرات لكل من يختلف معه، كي يلحق به الضرر..الفقير هو "زميل العمل" الذي لا يراعي حقوق الزمالة، والأصول والثوابت التي نعرفها وتربينا عليها جميعاً، فينم ويسب ويشتم ويشهر بغيره ولا يجيد إلا التسلق على أكتاف الآخرين!! الفقير هو "السيكوباتي" الذي يتلذذ بتعذيب الآخرين و"التغليس" عليهم في كل وقت وحين!! الفقير هو معتل النفس الذي لا ينام الليل من كثرة العداوات التي تتزايد يوماً بعد يوم مع الناس!! الفقير هو "المغرور" الذي ينتقد الناس ويهينهم باستمرار ولا يتراجع أو يعتذر عن خطأ بدر منه - وكأنه ملاك (أو نبي) منزه عن كل خطأ أو نقص، حتى وإن أجمع كل الناس من حوله على سوء خلقه وطبعه وسلوكه!! الفقير هو المخلول "غير السوي" الذي ينسى فعله (المشين) ويلوم الناس على ردة الفعل!! الفقير هو الفضولي (الشاذ) الذي يقحم نفسه في حياة الآخرين، ويتدخل في تفاصيل لا تخصه، وأمور لا ناقة له فيها ولا جمل!! الفقير هو "الظالم" الذي يظلم غيره ويجور عليه دون وجه حق وتأخذه العزة بالإثم، ولا يزيده الزمن إلا تجبراً وتبختراً وطغياناً!!
تحياتي

#محمود_عبد_الله (هاشتاغ)       Dr_Mahmoud_Mohammad_Sayed_Abdallah#          

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل