أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قضايا ثقافية - محمود عبد الله - الفرق بين الزمالة والصداقة!















المزيد.....

الفرق بين الزمالة والصداقة!


محمود عبد الله
أستاذ جامعي وكاتب مصري

(Dr Mahmoud Mohammad Sayed Abdallah)


الحوار المتمدن-العدد: 8469 - 2025 / 9 / 18 - 18:15
المحور: قضايا ثقافية
    


الفرق بين الزمالة والصداقة!!
بقلم: د/ محمود محمد سيد عبدالله - أستاذ المناهج وطرق تدريس اللغة الإنجليزية (كلية التربية - جامعة أسيوط)
ثمة فرق شاسع بين الزمالة والصداقة، فليس كل زميل عمل صديق، لأن الصداقة درجة عالية من العلاقة تتسم بالصدق والمودة والثقة والتواصل الفعال والدعم والمؤازرة..وحتى الزمالة في أبسط أحوالها تتطلب قدراً معقولاً من الأخلاق الكريمة والمهنية تتمثل في التعامل الطيب والتعاون البناء والتواصل الجيد والموضوعية والعدالة والشفافية - وهذا ما يطلق عليه إجمالاً الأمانة والمهنية والحوكمة..وتقتضي الزمالة أن يكون هناك نوع من الخلق الكريم والصدق واحترام الخصوصية وعدم نشر أسرار العمل وعدم ممارسة أي نوع من التنمر الوظيفي ضد أي زميل - مهما كانت عيوبه أو سلبياته أو نقائصه أو ظروفه الخاصة - فلا غبار على أحد طالما أنه ملتزم يؤدي عمله على أكمل وجه ولم يخرج عن مقتضيات واجبه الوظيفي ولم يرتكب أي فعل فاضح مخل بالشرف كالسرقة أو يفعل شيئاً يعطل مصالح الناس أو يعرقل المسار الطبيعي للعمل..ويجب ألا نخلط بين الحياة الشخصية والإجتماعية من ناحية والعمل أو الوظيفة من ناحية أخرى..فلا دخل لأحد بإهتمامات أو هوايات أو علاقات أو ظروف أي زميل أو زميلة طالما أن هذا خارج إطار العمل ولا يسيئ بأي شكل من الأشكال إلى المؤسسة التي ينتمي إليها الفرد أو يشوه من صورتها..فما دخلنا إن كان فلان يهوى إلتقاط الصور أو الذهاب للسينما أو يكتب الشعر والزجل أو يمارس لعبة التنس أو الجولف أو يربي القطط ويهتم بالحيوانات الأليفة أو يتسلق الجبال؟!! وما لنا في الأمر من شيء إن كان علان يسافر كثيراً أو يمارس بعض الأعمال التي تدر عليه دخلاً أونلاين أو له أنشطة خيرية أو دينية أو إجتماعية؟!! وما دخلنا إذا كان أحدهم ناجحاً إجتماعياً أو العكس؟!! وما العيب في أن يكون أحدنا يعاني من مرض عضوي أو حتى نفسي ومع ذلك يؤدي عمله بإتقان وعلى أكمل وجه؟!!

لقد تعلمنا في المجتمعات الراقية ألا نحلط الأوراق وأن نحترم الجميع ونخاطبهم بأدب واحترام أياً كان منصبهم أو مكانتهم أو حالتهم المادية أو نفوذهم وسلطانهم أو قوتهم أو ضعفهم..وتعلمنا أن ندعم من لديه أي مشكلة حتى يتجاوزها بدلاً من أن نعيره ونتنمر عليه ونتصيد له الأخطاء..تعلمنا أن الزمالة لها حقوق فلا غيرة غير ناضجة أو أحقاد أو تنمر أو نشر للإشاعات والطاقة السلبية التي تؤثر سلباً على بيئة العمل فتجعلها بيئة سامة لا تصلح لبناء مجتمع متحضر متنور خالي من التوتر والصراعات وتصفية الحسابات..رأينا المدير وهو يستقبلنا بنفسه من على الباب عندما يحين موعد اللقاء المحدد سلفاً وكأن الضيف هو أهم شخص في العالم!! رأينا المسئولين وأصحاب المناصب متواضعين يقفون في الطابور مثلهم مثل أي مواطن عادي فلا وساطة ولا محسوبية..رأينا الناس تنتمي بحب وإخلاص إلى المؤسسة لأنها تعاملهم معاملة آدمية وتقدرهم حق التقدير وتقدم لهم الرعاية والدعم اللازم والتشجيع الدائم وتعطيهم الحوافز والمكافآت كلما بذلوا جهداً أكبر أو تميزوا في عملهم..رأينا علماء أفاضل لهم ثقلهم العلمي عالمياً يجلسون معنا (كطلاب أو باحثين معهم) بكل ود وتواضع ويردون على أي بريد إلكتروني - حتى ولو بكلمة واحدة: أنا مشغول أو في أجازة حاليا وسأتواصل معك لاحقاً!! في بيئات العمل الناضجة (الآمنة) يشعر الموظف بالأمان الوظيفي الذي يدفعه إلى العمل بحب وحماس لأنه يجد من يقدره ويستوعبه ويشجعه ويساعده على الرقي والتقدم..للأسف هناك الكثير من أشكال عدم النضج التي نواجهها في حياتنا أبرزها الفضول والمقارنة الدائمة مع الغير وعدم الإعتراف بفضائل الناس وإنزالهم منازلهم..وهناك صغار العقول وهناك من يتفنن في تعطيل مصالح الناس ووضع العراقيل لهم دون سبب واضح!!

أما الصداقة فهي علاقة وطيدة قد تنشأ في محيط الزمالة وقد تنشأ في أي مكان آخر..ولا علاقة لها في الغالب بالمهنة أو المكانة العلمية أو المنصب أو الوظيفة..فربما يميل الواحد منا لمزارع بسيط يحبه في الله ويأمن جانبه ويجد في صحبته إخلاصاً ونقاءً لا يجده في بيئة سامة كلها ضغوط وصراعات وأحقاد..ربما يكون هذا الفلاح البسيط أعلى قدراً عندي من وزير كان يوماً صديقاً أو زميلاً لي، وبمجرد أن تقلد منصبه كوزير، توقف عن التواصل معي أو الرد على هاتفي..لذلك الصداقة هي علاقة "إنسانية" في الأساس لا علاقة لها بحسابات البيزنيس والمصالح..فصداقة المنفعة تزول بزوال المنفعة، بينما تبقى وتعيش صداقة الحب والوفاء..أثناء خدمتي العسكرية، اقتربت من أخ فاضل كان زميلاً لي ولكن في تخصص آخر بكلية التربية ولم تكن علاقتنا قوية أثناء الدراسة..لكن أثناء تواجدنا بمركز التدريب في بداية خدمتنا العسكرية، ساهمت الظروف على تقاربنا فتوطدت العلاقة يننا وشاء القدر أن نجتمع مرة أخرى في نفس اللواء العسكري ولكن كل منا كان في كتيبة..ومع ذلك كنا نتواصل ونلتقي حتى انقضت مدة الخدمة العسكرية..أخذتنا الدنيا وتهنا في دوامة الحياة، فعينت معيداً بكلية التربية وكان هو يعمل معلماً في مدرسة بإحدى قرى مركز من مراكز أسيوط..وبعد سنوات تذكرته ورأيته في منامي، فشعرت برغبة قوية في زيارته لا سيما وأني كنت أعرف القرية التي يعيش فيها..ذهبت إلى القرية وسألت عنه والتقيت به فأسعده ذلك كثيراً وقال لي أنه كان يدعو الله أن يلتقي بي في يوم من الأيام، ولكنه كان يشكك في ذلك معتقداً أنني ربما أكون قد نسيته بسبب تعييني في الجامعة وتغير الوسط الذي أتعامل معه..فقلت له أنه لا علاقة بالوسط بالصداقة وأن العلاقة التي جمعتنا كانت في ظروف صعبة كنا نعم السند لبعضنا..وأن علاقاتي في الأساس تقوم على التقدير والإحترام والراحة النفسية لا على الوسط الإجتماعي أو الوظيفي..وأنه وإن كان معلماً بسيطاً حينها أغلى في نظري من أي أستاذ جامعي أو حتى وزير..على الأقل صداقتنا صمام أمان لنا لأني أثق تماماً أن علاقتنا الطيبة قائمة في الأساس على الحب في الله مجردة من أي مصالح دنيوية زائلة لن تجعله يضرني يوماً مثلما يفعل معي بعض ضعاف النفوس..ولكن هذا لا يمنع أن تكون للواحد منا علاقات وصداقات قوية في نطاق العمل مع من يشبهنا وتأتلف معه أرواحنا..
تحياتي



#محمود_عبد_الله (هاشتاغ)       Dr_Mahmoud_Mohammad_Sayed_Abdallah#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السيكودراما (وجهة نظر)!!
- السياق مطلوب!
- صعوبة اقناعهم بعدما ساروا في طريق اللاعودة!!
- همسة اليوم: -كل إناء بما فيه ينضح-!!
- مجرد رأي: رسالة إلى منتقدي مسلسل -الحشاشين-
- همسة اليوم: الفقر المعنوي!!
- وجهة نظر: التغير والثبات!!
- همسة اليوم: نصيحة لكل الإداريين في مصر!!
- همسة اليوم: البحث عن الأمن والأمان!!
- مجرد رأي: لماذا نبحث عن حياة أخرى خارج الأرض؟!
- همسة رمضانية (7): المشاحن (سيء الخلق)
- اضطراب الفيسبوكسيا Faceboxia
- همسة اليوم: هكذا علمتني الشطرنج!
- فن إدارة الوقت (2)
- شكرا 2022 - فقد علمتيني أن:
- همسة اليوم: من آداب استخدام الفيسبوك
- همسة اليوم: الأمنية المستحيلة!!
- همسة اليوم: أجسام البغال...وعقول العصافير
- همسة اليوم - تأملات تربوية: الحب هو الحل!
- همسة اليوم: أشياء تفسد أي علاقة!!


المزيد.....




- مدير مستشفى غزة يستقبل جثامين شقيقه وأقاربه أثناء تأدية عمله ...
- -ميروبس التركي- و-الحارس الشرقي- لرصد توغلات روسيا في أجواء ...
- موجة الاعتراف بدولة فلسطين ترتفع في نيويورك
- -حزب الله- يطلب من السعودية فتح صفحة جديدة معه
- إستونيا تتهم روسيا بانتهاك -غير مسبوق- لمجالها الجوي وموسكو ...
- 450 ألف فلسطيني نزحوا من مدينة غزة وإسرائيل تهدد بقصف -غير م ...
- ترمب يعلن أنه يتحدث مع أفغانستان في شأن قاعدة باغرام الجوية ...
- لتطابق اسمه مع مطلوب... سائح يمضي إجازته في إيطاليا مسجونا
- قتلى بهجوم روسي على أوكرانيا وزيلينسكي يلتقي ترمب الأسبوع ال ...
- كندا تمنع فرقة موسيقية من دخول البلاد وتتهمها بدعم -حزب الله ...


المزيد.....

- التجربة الجمالية / د. خالد زغريت
- الكتابة بالياسمين الشامي دراسات في شعر غادة السمان / د. خالد زغريت
- أسئلة الديمقراطية في الوطن العربي في عصر العولمة(الفصل الساد ... / منذر خدام
- أسئلة الديمقراطية في الوطن العربي في عصر العولمة(الفصل الثال ... / منذر خدام
- أسئلة الديمقراطية في الوطن العربي في عصر العولمة(الفصل الأول ... / منذر خدام
- ازمة البحث العلمي بين الثقافة و البيئة / مضر خليل عمر
- العرب والعولمة( الفصل الرابع) / منذر خدام
- العرب والعولمة( الفصل الثالث) / منذر خدام
- العرب والعولمة( الفصل الأول) / منذر خدام
- مقالات في الثقافة والاقتصاد / د.جاسم الفارس


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - قضايا ثقافية - محمود عبد الله - الفرق بين الزمالة والصداقة!