أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - محمود عبد الله - تأملات في الحياة: تلك هي إرادة الله!














المزيد.....

تأملات في الحياة: تلك هي إرادة الله!


محمود عبد الله
أستاذ جامعي وكاتب مصري

(Dr Mahmoud Mohammad Sayed Abdallah)


الحوار المتمدن-العدد: 8477 - 2025 / 9 / 26 - 16:47
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


تأملات في الحياة: تلك هي إرادة الله
بقلم: د/ محمود محمد سيد عبدالله - أستاذ المناهج وطرق تدريس اللغة الإنجليزية (كلية التربية - جامعة أسيوط)

أحياناً عندما يختلي الواحد منا بنفسه، يتأمل حياته وذاته، فتقتحم ذهنه أفكار غريبة، ليس من السهل أن يبوح بها لأحد..ربما تكون تلك الأفكار غير مألوفة لدى البعض، ولكنها أمر واقع - شئنا أم أبينا..ولنتذكر قوله سبحانه وتعالى: ﴿وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ﴾ (سورة ق، الآية 16)..إن الغموض الذي يكتنف حياتنا الإنسانية هو ما دفع الكثير من الفلاسفة والمفكرين إلى التفكير العميق في الإنسان وكنهه ووجوده ومصيره، فظهرت - بجانب الأديان والمعتقدات التي نؤمن بها - الكثير من النظريات والأيديولوجيات والتفسيرات منذ نشأة الحياة الإنسانية وحتى الآن..

ومن هذه التساؤلات العميقة التي قد تدور في ذهن الواحد منا:
- من أنا ولماذا أنا بالذات؟!
- ولماذا ولدت في هذا العصر بالذات؟!
- ولماذا ولدت لهذين الأبوين بالذات؟!
- ولماذا ولدت في هذا المكان بعينه وهذا البلد بالذات؟!
- ولماذا هذا الدين بالذات؟!
- ولماذا هذا المجتمع بالذات؟!
- ولماذا خلقت إنساناً ولم أخلق أي كائن آخر؟!
- ولماذا أسير في هذا الطريق وأسلك هذا الدرب؟!
- ولماذا أنا مختلف عن غيري؟!

هذه النوعية من الأسئلة الفلسفية والوجودية التي تنشأ من الشك والحيرة والوسوسة التي جبل الإنسان عليها أمر واقع..وأعتقد أن مرحلة الشك هذه جزء من تطور الإنسان ونموه الفكري وقد نمر بها كلنا في مرحلة ما من حياتنا..وأتذكر مقولة للأستاذ الدكتور/ يحيى الرخاوي (رحمه الله) - وهو طبيب نفسي مشهور وفي نفس الوقت أديب وكاتب كبير حصل على جائزة الدولة التقديرية عن روايته: "المشي على الصراط" في سبعينات القرن الماضي - عندما سأله أحد الإعلاميين في لقاء تليفزيوني: "هل مررت بتجربة الإلحاد؟!" ففوجئت به يرد: "نعم مررت بها..وكلنا نمر بها في الغالب لأنها جزء أصيل من التطور الفكري للإنسان في حياته..فالحيرة والشك يكون في الغالب مرحلة عادية في حياة الإنسان حتى يصل إلى اليقين والإيمان الراسخ بالله - سبحانه وتعالى"..وقد تعاملت بشكل شخصي مع الرجل عن قرب في يوم من الأيام ولمست فيه الإيمان القوي والتدين الشديد، بالرغم من أنه كان يبدو للبعض متعجرفاً ثقيل الظل متشبثا برأيه..وقد يكون قاسياً في كلامه في بعض الأحيان..ولكن عالم جليل وأديب كبير مثله مر بالإلحاد في مرحلة من حياته مثلما مر بها عالم آخر طبيب وأديب هو أستاذنا الدكتور/ مصطفى محمود الذي عبر بصدق عن هذه التجربة في كتاب رائع بعنوان: "رحلتي من الشك إلى الإيمان" قرأته كاملاً أكثر من مرة..وأعتقد أن أديباً آخر من أكبر الأدباء والمفكرين في العصر الحديث وهو أنيس منصور مر بنفس المرحلة، وانعكس ذلك في كتاباته التي تروج لأفكار غريبة غير مألوفة عن الكائنات الفضائية ونشأة الحياة الإنسانية مثل كتابي: "الذين هبطوا من السماء" و"الذين عادوا إلى السماء" وروج لنظرية المحاكاة (المعمل التجريبي) كوصف للحياة الإنسانية، وهي نفس الفكرة أو النظرية تناولها فيلم أجنبي مشهور اسمه The Matrix..

لا أود أن أطيل عليكم، ولكني أرى - بعد رحلة من التفكير والصراع والمعاناة - أنه على الإنسان أن يتقبل واقعه بكل تفاصيله، وأن هذا هو اختيار الله - سبحانه وتعالى لنا..وكل شيء عنده بحكمة ومقدار..فكوني إنساناً فهذا لأن الإنسان أعقل الكائنات وخليفة الله في الأرض..وكوني مسلماً، فلأن هذا الدين دين شامل فيه كل شيء من إيمان وحكمة وشريعة ومعاملات، وهذا في النهاية لمصلحتي، ولو فكرت جيداً في الأمر، سأحمد الله على نعمة الإسلام (وكفى بها من نعمة)..وكوني مصرياً، فهذا لأنه وطني الذي قدره الله لي، ولو كان خيراً لي أن أعيش في وطن أو مجتمع آخر، ما قدر الله لي أن أكون مصرياً..وكذلك الأمر بالنسبة للأبوين اللذين أنجباني (رحمهما الله)..وأما عن المسار الي سرت فيه، فهو لأنه الطريق الذي اختاره الله لي ويسر لي السعي فيه لكسب الرزق..وأما عن اختلافي عن غيري، فهذا تمييز لي، فلم يخلق الله - سبحانه وتعالى - إثنين متطابقين تماماً في كل شيء، حتى التوأمين المتماثلين..إذن هذا قدري وفي ذلك حكمة من الخالق سبحانه وتعالى الذي وهب لي حرية الإختيار في كثير من الأمور الأخرى في حياتي..ولكني أثق تماماً أن ما قدره علي واختاره لي هو الأفضل بالنسبة لي في حياتي..عندئذٍ تهدأ النفس ويرق القلب ويستريح الضمير فيسلم الإنسان الأمر كله لله..فلله في خلقه شئون وهو الحكيم العليم الخبير القدير العليم بكل شيء..
تحياتي



#محمود_عبد_الله (هاشتاغ)       Dr_Mahmoud_Mohammad_Sayed_Abdallah#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نصيحة لأئمة المساجد عند خطبة الجمعة!!
- الفرق بين الزمالة والصداقة!
- السيكودراما (وجهة نظر)!!
- السياق مطلوب!
- صعوبة اقناعهم بعدما ساروا في طريق اللاعودة!!
- همسة اليوم: -كل إناء بما فيه ينضح-!!
- مجرد رأي: رسالة إلى منتقدي مسلسل -الحشاشين-
- همسة اليوم: الفقر المعنوي!!
- وجهة نظر: التغير والثبات!!
- همسة اليوم: نصيحة لكل الإداريين في مصر!!
- همسة اليوم: البحث عن الأمن والأمان!!
- مجرد رأي: لماذا نبحث عن حياة أخرى خارج الأرض؟!
- همسة رمضانية (7): المشاحن (سيء الخلق)
- اضطراب الفيسبوكسيا Faceboxia
- همسة اليوم: هكذا علمتني الشطرنج!
- فن إدارة الوقت (2)
- شكرا 2022 - فقد علمتيني أن:
- همسة اليوم: من آداب استخدام الفيسبوك
- همسة اليوم: الأمنية المستحيلة!!
- همسة اليوم: أجسام البغال...وعقول العصافير


المزيد.....




- إسرائيل -بلا خطة-.. هل تُكتب نهاية حرب غزة في واشنطن؟
- إغلاق مطار في الدنمارك لفترة وجيزة مجددا إثر إنذار بوجود مسي ...
- الدانمارك تغلق مطارا لفترة وجيزة مجددا للاشتباه بتحليق طائرا ...
- صدمة وذهول في ألمانيا وبريطانيا بعد الحكم في فرنسا على ساركو ...
- هل اقترب موعد تسونامي يضرب البحر المتوسط؟ تكهنات بعد حل لغز ...
- أردوغان يعلن التوصل لتفاهم مع ترامب بشأن السلام في غزة
- إسرائيل تستعد لبث خطاب نتنياهو عبر مكبرات صوت بغزة
- زيارة بيا إلى جنيف تُحيي سؤال النفوذ الأميركي في الكاميرون
- انطلاق انتخابات رئاسية وتشريعية بسيشل وسط دعوات للهدوء
- اتفاق دفاعي بين كينيا وإثيوبيا لتعزيز أمن شرق أفريقيا


المزيد.....

- الصورة النمطية لخصائص العنف في الشخصية العراقية: دراسة تتبعي ... / فارس كمال نظمي
- الآثار العامة للبطالة / حيدر جواد السهلاني
- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - محمود عبد الله - تأملات في الحياة: تلك هي إرادة الله!