أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بثينة تروس - وا فجيعتهن! أخوات نسيبة وأخوات تأسيس














المزيد.....

وا فجيعتهن! أخوات نسيبة وأخوات تأسيس


بثينة تروس
(Buthina Terwis)


الحوار المتمدن-العدد: 8483 - 2025 / 10 / 2 - 04:47
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بينما تتواصل الحرب اللعينة، تتجدد عسكرة النساء واستمرار المأساة، تتسارع أمام أعيننا تجسيد النموذج الليبي دون ابطاء، في ظل غفلة المناصرين لكل طرف من أطراف الصراع. تفكك الدولة أصبح يتعمق يوماً بعد يوم، وسط نزاع مرير حول الشرعية والسلطة، فيما تسهم التدخلات الخارجية في تحويل هذا الصراع إلى مخرجات حرب لا خير يُرجى منها للشعب السوداني. نشهد ذات الخداع والاستهبال يتكرر بين قيادات الطرفين. في الوقت الذي يتحدث فيه السيد بن السيد إبراهيم الميرغني عن تخريج أول دفعة من أبناء وبنات حكومة تأسيس في محاربة دولة 56 بقيادة نخبها! تنتشر في الميديا مقاطع فيديوهات لفتيات يرتدين أزياءً عسكرية متقنة تحت راية الدعم السريع. لو صُرفت الأموال التي أُنفقت على تلك الأزياء لإطعام الجوعى في الفاشر، لكان ذلك نصراً حقيقياً للمهمشين، بدلًا من محاكاة تجربة أخوات نسيبة وتكرار سياسات نظام الكيزان، حافراً على حافر، في تعبئة النساء لخدمة الأجندات القتالية. إن ما يجري اليوم يعد امتداد مباشر لمشروع الكيزان، حيث تستمر العقلية نفسها في استغلالهن كوقود في معارك السلطة وفرض الهيمنة. نفس الذي يجري بحكومة بورتسودان، تحويلهن إلى أدوات بروباغندا حرب ذكورية، وتحريض قدراتهن في صراعات لا ناقة لهن فيها ولا جمل، فبين (أم قرون) في الغرب و(بت الملوك) في الشمال، يعاد تدوير ذات المشروع العنصري الكريه، الذي بدأ بفصل الجنوب ويستكمل اليوم بمحاولات لفصل دارفور.
ومشروع التجنيد والتجييش النسوي من الطرفين لا يستهدف النساء فقط كضحايا تقام الحرب على اجسادهن، بل يحولهن إلى أدوات في إذلال بعضهن البعض، تحت شعارات زائفة عن الشرف والكرامة والنقاء العرقي، أو مطلوب البحث عن العدالة والمواطنة المتساوية، إنه إعادة إنتاج للتمييز والعنصرية، لكن هذه المرة باستخدام النساء تحت لا فتات جديدة. فمنذ وصول الحركة الإسلامية إلى السلطة في 89، والنساء في السودان يستخدمن في مشاريع السلطة كأدوات للقمع والهيمنة، من حملات ترصد وإرهاب أخوات نسيبة في الجامعات وملاحقة الطالبات، إلى استخدام قوانين النظام العام لإذلال النساء بتهم الخروج عن الآداب وتحدي السلطة الدينية، بينما يُغض الطرف عن فساد المال العام والتعدي على حقوق الدولة والمجتمعات.
لقد نادى المشروع الكيزاني بتحكيم الشريعة الاسلامية، لكنه لم يطبقها إلا في اضطهاد النساء، عبر قوانين الأحوال الشخصية المهينة، بينما تساهل مع سرقات الأوقاف والزكاة، ومنظمات الدعوة الإسلامية، وشرعن التحلل لمن نهب المال العام. بل وصل الأمر إلى حد إعفاء منتسبيه من جرائم الاغتصابات، في واحدة من أفظع صور الانهيار الأخلاقي والإنساني. اليوم، يتم تكرار ذات المأساة، فالجيش والدعم السريع وميلشياتهم يتسابقون في استغلال النساء في الدعاية الحربية. يكفي انه كان نصيب النساء من هذه الحرب هو الأكبر. فقدن بيوتهن، حيواتهن، وكرامتهن، تشتت أسرهن، شبابهن، ازواجهن، أصبحن هائمات علي وجوههن، لاجئات بحثا عن الامن والعيش الكريم، وهن ما زلن على قيد الحياة كالأموات. لذا، نرفض وندين محاولات عسكرة المرأة وتجييشها، ونستهجن تبرير ذلك بحجج الدفاع عن النفس أو الأمن، او بسط الامن في خضم المعارك. فهذه ليست سوى أدوات لإطالة عمر الحرب، والأخطر من ذلك تعميق الجراحات بين نساء الوطن الواحد، تلك التي لا يتوقف نزيفها ولا تلتئم وان توقفت الحرب.
إن ما يجري اليوم في الوطن من اقحام للنساء واستغلال لطاقاتهن في معارك لا تخصهن، ليس سوى استمرار لمأساة طويلة بعمر 35 عام، لقد آن الأوان لرفض تطويع النساء في آليات العنف السياسي التي لا تخدم سوى طلاب السلطة. آن الأوان لإدانة كل من يرفع شعارات التحرير ويمارس في الخفاء أدوات الاستعباد. فحقوق المرأة ليست زياً عسكرية، سواء كانت بزي اخوات نسيبة او الدعم السريع، ولا شعارا أيديولوجياً يوظف تارة لحماية الدين واخري للعلمانية، بل هي جوهر أي مشروع حقيقي للعدالة والمواطنة، ولا تنال هذه الحقوق بدور الحكامات، وحمل السلاح والتهليل والتكبير، بل بالأدوات السلمية والمدنية، وبنشر الوعي بثقافة السلام وتوجيه المناهج التربوية بقيمة المساواة الاجتماعية، كما فعلت الحركة النسوية السودانية في مسيرتها الطويلة، التي حققت بها مكتسبات جعلت السودانيات في وقت من الأوقات في طليعة نساء العالم العربي والمحيط الإسلامي والافريقي.



#بثينة_تروس (هاشتاغ)       Buthina_Terwis#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سلام الكيزان..خراب وطن وتمكين!
- قسم حميدتي! حين يُطعم الجوعى بالدم!
- اخوان مصر(وحشين) تصريحات بلبوسة!
- وليدات الغبش بين الجهاد والشماتة
- أحمد هارون! عائدون..عائدون
- عدالة (درف).. محامي ذبيح الاخوان!
- سقط معز! استفرغت خبايا النفوس ظلاماتها!
- ابتزاز (الكاهن) في زمن الحرب
- يهود وإسلاميون في التيه!
- حين كذّب الكيزان رؤيا الحكيم!
- كامل إدريس.. الماسخ المكرور!
- الاعيسر مبعوث الكيزان لرجم الشيطان!
- جبريل.. من حصان طروادة الي دبابة المشتركة!
- موقف ثابت من تابت إلى طرة!
- حكوماتنا ومظالم نسوية مستمرة!
- هل يجرؤ الجيش على التبرؤ من كتائب البراء؟
- لا سبيل لمدنية في حكومة مليشيا!
- الجنرال العطا مرشد عسكري لفلول الحركة الاسلامية
- التمييز بين الطلاب وتأصيل الأحقاد!
- نساء في حواضن الدعم والجيش!


المزيد.....




- رد -ساخر- من بوتين على وصف ترامب لروسيا بأنها -نمر من ورق-
- تهويد القدس بالعمران: مشاريع تغير وجه المدينة
- صحف عالمية: أميركا ترفع جاهزيتها العسكرية بالشرق الأوسط وشعب ...
- الفخ الأكبر في خطة ترامب
- شرطة بريطانيا تكشف معلومات عن منفذ هجوم مانشستر
- ماذا قال بوتين عن نجل مسؤول بـCIA مات في أوكرانيا خلال القتا ...
- أول تعليق لأمريكا بعد اعتراض إسرائيل لـ-أسطول الصمود-
- إسرائيل تواجه إدانات دولية عقب اعتراضها -أسطول الصمود العالم ...
- بعد الاشتباه بارتباطه بـ-أسطول الظل- الروسي.. قبطان ناقلة ال ...
- ما خيارات إيران المتاحة للرد على العقوبات الأممية؟


المزيد.....

- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- جسد الطوائف / رانية مرجية
- الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025 / كمال الموسوي
- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بثينة تروس - وا فجيعتهن! أخوات نسيبة وأخوات تأسيس