أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - بثينة تروس - حين كذّب الكيزان رؤيا الحكيم!














المزيد.....

حين كذّب الكيزان رؤيا الحكيم!


بثينة تروس
(Buthina Terwis)


الحوار المتمدن-العدد: 8360 - 2025 / 6 / 1 - 08:49
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


أول ما أخبر به البرهان الشعبَ هو أنه جاء للحكم بأمر روحي. إن والده رأى في المنام رؤيا تؤكد أنه سيحكم السودان! وبالطبع جاء الجنرال إلى السلطة من داخل المؤسسة العسكرية، تلك التي شهدت تدهورًا كبيرًا في قيمها وانضباطها المهني خلال ثلاثين عامًا من حكم الحركة الإسلامية، حتى أصبح بعض قادة الجيش يلجؤون إلى شيوخ الدجل والشعوذة لطلب الفتوى في شؤون السياسة، بل وحتى في تدبير الانقلابات. وضاعت هيبة الجيش إلى درك أصبح فيه بعض قادته يستبدلون الاستراتيجية العسكرية في دولة التمكين بـ(ختمة قرآن) هل تتذكرون (انقلاب ود إبراهيم)؟ لإسقاط المخلوع البشير، بقيادة صلاح قوش مع مجموعة من ضباط الحركة الإسلامية. كان مثالًا فاضحًا على العبث الذي طال الجيش! أحد الدجالين كشف في التحقيق أن ضابطًا برتبة لواء جاءه طالبًا (عملاً) يعمي قادة الجيش والأمن حتى يمر الانقلاب بسلاسة، وطلب ديكا او دجاجه، واحضروه، وعندما سُئل هذا الفكي لماذا لم يبلغ عن الانقلاب؟ أجاب بثقة العارفين (لما لقيت الديك ميت، عرفت الانقلاب دا ما حيكتب ليه النجاح).
يا للأسف الشيخ محمد هاشم الحكيم (ديكه) ولد ميتاً ولم تفلح رؤيته (النبوية) في نيل رضا الكيزان، بالرغم من انه ذات يوم كان من (البلابسة) رافعي شعار الجهاد. ففي يوم الجمعة البارحة 30 مايو وهي تصادف أيام مباركات في العشرة من ذي الحجة، اعتلي الحكيم المنبر وخطب في الناس بعد أكد للمصلين انحيازه التام للجيش والمؤسسة العسكرية (انه رأي في المنام النبي صلي الله عليه وسلم بعد ان جلس الي جواره قال له بالنص ان هذه الحرب انتهت.. ثم كلمه ان يقول للجيش وللدعم السريع ان يتفاوضوا).. لكن قبل ان يبارح الشيخ منبره سارع لتوضيح نقطتين أولاً انه ليس (متعاوناً)! لانه يعلم جرم التعاون مع الغرماء في الدعم السريع، وثانيهما تدعيم صدق رؤيته النبوية (من تبؤا علي قولاً لم أقوله فليتبؤا مقعده من النار) (وقال (من راني في المنام فقد راي الحق).
كذلك لم تشفع هذه الحصانة الدينية للجالس (على كرسي المالكية للعلوم الشرعية) وعضو مجلس (علماء السودان) حتي مع استشهاده بالآية (وان طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما)! فقد ثارت ثائرة الكيزان البلابسة، فهم أصحاب الامتياز الحصري لتفسير الآيات واحتكار تفسير الرؤي بحسب طلب الحكام! أما دعوة التفاوض والسلام لديهم فخيانة عظمي، لمخالفتها سياسة حكومة بورتسودان وحرب المئة عام! كتب عبد الماجد عبد الحميد في (موقع النيلين) مهاجماً الحكيم (كان يمكن للرجل ان ينقل موقفه الجديد الي العلن بعيدا عن التقول علي النبي.. بعيداً عن منبر ومحراب المسجد) انتهي.. أيها المخاتل متي كانت خطب المساجد تخالف سياسة الدولة؟ ومتي خلت جيوب المشايخ من (ظروف) الحكام؟ كما اليوم لديكم مخافة البرهان أكبر من بارقة أمل في حقن دماء المساكين ولو كانت أماني عبر المحراب.
كما لم يفوت الشيخ مهران ماهر مولد تكذيب الرؤية (لا يعتد بالمنامات لا في أمور الدنيا، ولا في أمور الاخرة، ولو قال أصحابها: رأينا رسول الله صلي الله عليه وسلم) انتهي. ان بؤس هذه الفتوى لا يقف عند حدود مضمونها، بل يتجلّى في صمت الشيخ الجبان لسنوات، حين كانت الرؤى تُساق على ألسنة المشايخ لتبرير جرائم نظام الكيزان من الحروب والاغتصابات والتحريض عليها. لم نسمع له آنذاك همسًا، ولم يخرج علينا بفتوى تحذّر من المتاجرة برسول الله في سوق السياسة، والأغرب من ذلك ان في فتواه سؤ أدب بالغ مع النبي صلي الله عليه وسلم، اذ يقطع حتي الصلة الروحية في المنام بسيد الخلق اجمعين، بل وتخرج أمته حتي من حياض شفاعته، وهو المبعوث رحمة للعالمين، (وما أرسلناك الا رحمة للعالمين) لكن يبدو ان هذه الرحمة لا تشمل في نظر هؤلاء المشايخ الشعب السوداني، الذي يقتل يومياً في حرب لا تخصه، وتُفتك به الكوليرا والأوبئة، ويطارده الجوع والتشرد، ويموت أطفاله ونساؤه في الصحراء عطشًا، وهو يفر من جحيم حرب عبثية لا ترحم. ولم يدرك مهران أن هذا الشعب الطيب، المتعب، المكلوم، هو من أحبّ النبي بصدق، ومَدَحَه بعد أن مدحه رب العالمين، وفيه من الصالحين من عوام الناس من إذا رفع يده بالدعاء، أبرّ الله قسمه، وقد يرونه عليه السلام يقظةً، لا منامًا. لهذا، لم يعُد هذا الشعب يتوق لرحمة من أمثال مهران، ولا ينتظر منهم فتوى توقف نزيف الدم، ولا صوتًا يُنادي بسلام، لأنهم ببساطة أغلقوا أبواب الرحمة، وفتحوا نوافذ الموت باسم حرب لا كرامة فيها لمواطن.
ما أزعج البلابسة من رؤية أحد مشايخهم لم يكن حرصًا على مخافة الله، بل تلك البشارة التي منحت البسطاء بارقة أمل، أولئك الذين ما زالوا يتلمسون الخير في المساجد، ويُصغون للمشايخ من فرط محبتهم للدين. حين بُشّروا بوقف الحرب. فارتعب الكيزان، لأنها دعت للتفاوض مع الدعم السريع، وللمساواة بين الطرفين كطائفتين من المسلمين في حالة اقتتال.



#بثينة_تروس (هاشتاغ)       Buthina_Terwis#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كامل إدريس.. الماسخ المكرور!
- الاعيسر مبعوث الكيزان لرجم الشيطان!
- جبريل.. من حصان طروادة الي دبابة المشتركة!
- موقف ثابت من تابت إلى طرة!
- حكوماتنا ومظالم نسوية مستمرة!
- هل يجرؤ الجيش على التبرؤ من كتائب البراء؟
- لا سبيل لمدنية في حكومة مليشيا!
- الجنرال العطا مرشد عسكري لفلول الحركة الاسلامية
- التمييز بين الطلاب وتأصيل الأحقاد!
- نساء في حواضن الدعم والجيش!
- روسيا من دنا عذابها الي اخت بلادي!
- للذين قالوا لا للمدنية من بريطانيا!
- كارتيلات اخوانية وشعب في محنة!
- الي متي يلد الجيش ويبارك الشعب؟!
- السفير شرفي وراية السلام في الظلام!
- الفريق العطا الجنرال والوصاية الجبرية!!
- مشمعات المفوضية سبب الشكية!
- صوت الكنداكات وتنابلة السلطان!
- هواهم يجافي جنيف والجنينة!
- البرهان وساعتا التوهان!


المزيد.....




- الشيخ ماهر المعيقلي إماما وخطيبا لصلاة عيد الأضحى بالمسجد ال ...
- ماما جابت بيبي.. أسعدي طفلك تردد قناة طيور الجنة بيبي نايل س ...
- متظاهرون يهود في باريس من أجل وقف -الإبادة في غزة-
- “أغاني طوال اليوم” ثبت تردد قناة طيور الجنة 2025 على الأقمار ...
- “موعد عيد الأضحى المبارك 2025 يقترب.. أيام معدودة تفصلنا عن ...
- أول تعليق من نتنياهو بعد الهجوم على الجالية اليهودية في كولو ...
- -محمد صبري سليمان-.. كشف هوية منفذ الهجوم على مسيرة لليهود ب ...
- السعودية تطلق مبادرة لتصحيح تلاوة زائرات المسجد النبوي
- مئات المستوطنين الإسرائيليين يقتحمون المسجد الأقصى
- العشرات من المستعمرين يقتحمون المسجد الأقصى


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - بثينة تروس - حين كذّب الكيزان رؤيا الحكيم!