أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بثينة تروس - قسم حميدتي! حين يُطعم الجوعى بالدم!














المزيد.....

قسم حميدتي! حين يُطعم الجوعى بالدم!


بثينة تروس
(Buthina Terwis)


الحوار المتمدن-العدد: 8452 - 2025 / 9 / 1 - 07:09
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


هل تكفي أطراف أصابع قائد الدعم السريع على سطح مصحف، لتقيم ميزان الديموقراطية والعدالة؟ وهل المصحف حجاب من المحاسبة عن جرائمهم في حق الوطن؟ أن قسم حميدتي، الذي كان يشتهي رتبة لواء، صار اليوم رئيسًا بفعل إخفاقات الحركة الإسلامية التي جعلت الجيش رهينة لتنظيمها، حتى خرج عن نظم المؤسسة العسكرية، وشرع في تشكيل ميليشيات موازية لحماية الإسلاميين. لقد نجح الكيزان حقًا في جعل السودان مثل (الدلقان المهرود)، لا يمسك من أي طرف. شعب جزِع، تتقاذفه حكومتان كسيحتان بلا سوق أخلاقي تستندان عليه، تتسابق في مطاعنات عبثية من نوع عندنا حكومة (أمل) مجدها البندقية، وعندنا حكومة (علمانية) كدمول على ظهر دبابة! موارد مهدرة، والدم المراق سوداني. والناجي منهم فاقد لأبسط مقومات الحياة في الأمن، الغذاء، والصحة. لاجئ داخل حدوده، مشرد في المنافي، تتهدده حرب طويلة بين سلطتين هشّتين، لا نصير لهما في الإقليم أو المجتمع الدولي.
كقول شاعرنا حميد (خلق الله عاد تكشّ حين ترد سيرة الجنوب) وكذا الحال اليوم حين ذكر دارفور. رحلنا عن مدينة سكنتنا أكثر مما سكناها، إلى مدينة جديدة، والدنيا صيف، كأنها جنة الله على الأرض. لبينا دعوة كريمة من بعض السودانيين المقيمين هناك، في حديقة عامة، لكن القلب في ذلك اليوم، السبت التاسع من يوليو 2011، كان مفطورًا… فقد كان يوم إعلان انفصال الجنوب عن السودان، يوم فصل فيه الكيزان وطنًا عن جسده. كانوا يحتفلون، وكان شواؤهم من لحم ثورٍ أسود، ذبحه للسخرية صاحب (منبر السلام العادل) جلسنا والوجع يغلف الأرواح. كنا نعيش على أملٍ الرجعي لوطنٍ يسع الجميع، ينعم أهله بالمواطنة المتساوية، ويشهد عدالة تحاسب الذين بسبب اختلافات فكرية من داخل الدين، كفرونا وأهدروا دمائنا باسم الدين، وأرهبونا بذات الذريعة. فملاحقة المدنيين اليوم بالقحاطة! صنعة يجيدها الكيزان من قديم! وهكذا قد قضينا أعمارنا في المنافي، منبتين من جذورنا، بلا يقينٍ عن عودة.
وها هو الصمت في الاسافير ووسائل التواصل عن حال انسان دارفور في هذا اليوم الفاصل، يعيد مشهد ذلك الصمت القديم في تلك الاحتفالية، رغم صخبها، خلت تماماً من ذكر ذلك الحدث المهيب. لم تذكر سيرة إنسان الجنوب، الذي اختار الرحيل على أن يسقى كؤوس الذل. الطعنة كانت حادة، وطازجة. ذكّرتنا باليتم، وابتسامة الشهيد. فاستأذنا، كمن تربّى فكرياً وليس طائفياً علي تحمل تبعات كلمة الحق، أن تتغنى بناتنا بكلمة الشهيد الأستاذ محمود محمد طه (أنا أعلنت رأيي مرارًا في قوانين سبتمبر 1983 من أنها مخالفة للشريعة وللإسلام. أكثر من ذلك، فإنها شوهت الشريعة، وشوهت الإسلام، ونفرت الناس عنه. وقد وضعت واستغلت لإرهاب الشعب، وسوقه إلى الاستكانة عبر إذلاله، وهددت وحدة البلاد) لم نعبأ إن أثقلنا على الجمع، فالسياسة وجع وطن يأبى التسكين، والبوح هو انتزاع فرص الوعي، ولو كان باهظ التكلفة النفسية. ناولني زوجي منشور (هذا أو الطوفان)! وقد جد في طباعته وتوزيع نسخ منه حين كانت وسائط التواصل الاجتماعي في رحم الغيب التكنولوجي، ورد في بعضه (أن هذه القوانين قد هدّدت وحدة البلاد، وقسمت هذا الشعب في الشمال والجنوب، بما أثارته من حساسيات دينية كانت من العوامل الأساسية لتفاقم المشكلة... أما المواطن اليوم، فلا يكفي أن تكون له حرية العبادة، وإنما من حقه أن يتمتع بسائر حقوق المواطنة، على قدم المساواة) نعم، فكما أن حل مشكلة الجنوب يكمن في حل مشكلة الشمال، فإن حل أزمة الغرب لن يأتي إلا بحل جذري لأزمة المركز، أذ كلهم ضحايا التهميش، غياب العدالة والحقوق المتساوية.
وليس الانقسام والانفصال مجدداً هنا وحده الخطر، بل السلام الزائف هو ما يمهّد له. والبلاد لم تتعافي من جراح (اتفاقية سلام جوبا) التي صار محورها شراكة قادتها مع الكيزان في الثروة والسلطة، والاقتتال في هذه الحرب بين مكوناتها، وهذا مدخر حكومة تأسيس اقتتال قبلي دامي بينهم كما حدث بعد انفصال الجنوب! كلهم آمنوا من العقاب، فتمادوا. يحلفون لا على براءة الأيدي، بل على سلامة الرقاب. خلفهم نخب صفوية كنا نظنها ستبني حكماً مدنياً حقيقياً، تحل مشاكل الناس في الإقليم تأمنهم وتقدم لهم الخدمات كما زعمت، فإذا بها تتهافت على الوزارات. ولن يحلّ مشكلة السودان حكومة علمانية مستعجلة، ولا عودة لمشروع الإسلام السياسي، ولا وصاية دولية. إنما شجاعة اعتراف شعبي بضرورة السلام.



#بثينة_تروس (هاشتاغ)       Buthina_Terwis#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اخوان مصر(وحشين) تصريحات بلبوسة!
- وليدات الغبش بين الجهاد والشماتة
- أحمد هارون! عائدون..عائدون
- عدالة (درف).. محامي ذبيح الاخوان!
- سقط معز! استفرغت خبايا النفوس ظلاماتها!
- ابتزاز (الكاهن) في زمن الحرب
- يهود وإسلاميون في التيه!
- حين كذّب الكيزان رؤيا الحكيم!
- كامل إدريس.. الماسخ المكرور!
- الاعيسر مبعوث الكيزان لرجم الشيطان!
- جبريل.. من حصان طروادة الي دبابة المشتركة!
- موقف ثابت من تابت إلى طرة!
- حكوماتنا ومظالم نسوية مستمرة!
- هل يجرؤ الجيش على التبرؤ من كتائب البراء؟
- لا سبيل لمدنية في حكومة مليشيا!
- الجنرال العطا مرشد عسكري لفلول الحركة الاسلامية
- التمييز بين الطلاب وتأصيل الأحقاد!
- نساء في حواضن الدعم والجيش!
- روسيا من دنا عذابها الي اخت بلادي!
- للذين قالوا لا للمدنية من بريطانيا!


المزيد.....




- لحظة نادرة.. الزعيم الصيني يُحيي الرئيس الروسي بحماسة
- بعبارات ترامب.. هكذا هنأت سفارة واشنطن في الرياض ولي العهد ا ...
- ميرتس يدق ناقوس الخطر ـ انتهاء الدولة الاجتماعية في ألمانيا! ...
- مقتل المئات وإصابة ما لا يقل عن ألف شخص إثر زلزال قوي ضرب شر ...
- كيف تشتعل الحرب الأوروبية في أفريقيا؟
- هل يتمكن الباحثون من ابتكار أول مضاد فيروسات واسع الطيف؟
- قمة منظمة شنغهاي: الرئيس الصيني يدين -عقلية الحرب الباردة- و ...
- بريطانيا تغلق سفارتها في القاهرة -مؤقتاً- بعد إزالة السلطات ...
- إدانات لقصف استهدف مستشفى شهداء الأقصى، وانطلاق أسطول كسر ال ...
- مؤسسة هند رجب تكشف تسلسل المجزرة الإسرائيلية بمستشفى ناصر


المزيد.....

- الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025 / كمال الموسوي
- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بثينة تروس - قسم حميدتي! حين يُطعم الجوعى بالدم!