أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سامي الكيلاني - البحث عن فلسطين وبئر جدي














المزيد.....

البحث عن فلسطين وبئر جدي


سامي الكيلاني
(Sami Al-lkilani)


الحوار المتمدن-العدد: 8482 - 2025 / 10 / 1 - 19:08
المحور: الادب والفن
    


قصيدتان* للشاعر مصعب أبو توهة**
ترجمة سامي الكيلاني
1-إننا نبحث عن فلسطين
تشرق الشمس وتدور.
تغرب لزيارة أماكن أخرى.
ونحن، نحن، نبحث عن فلسطين.

تستيقظ الطيور وتبحث عن الطعام.
تغرد على الأشجار المزهرة، المحملة بالفاكهة، بالخوخ والتفاح والمشمش والبرتقال.
ونحن، إننا نبحث عن فلسطين.

تضرب أمواج البحر الشاطئ.
تتلألأ وترقص مع قوارب الصيادين.
ونحن، إننا نبحث عن فلسطين.

يسافر الناس لزيارة الأقارب والأصدقاء.
يحجزون تذاكر ذهاباً وإياباً، ويملؤون حقائبهم بالهدايا والكتب والملابس.
ونحن، ما زلنا نبحث عن فلسطين.

سيدي، ليس لدينا مطارات ولا موانئ بحرية؛ ولا قطارات ولا طرق سريعة.
ليس لدينا طرق سالكة يا سيدي!
لدينا عكازات وكراسي متحركة.
شباب بساق واحدة أو بلا ساق،
لم يعودوا قادرين على العمل، لو كان هناك عمل.

نسافر إلى الضفة الغربية أو مصر لإجراء العمليات الجراحية،
حتى لتجبير ساق مكسورة
لكننا نحتاج إلى تصريح للدخول.
نملأ حقائبنا بالصور والذكريات.
نشعر بثقلها على الأرض؛
لا يمكننا حملها، ولا تستطيع الطرق كذلك.

إنها تترك ندبة سطح الأرض.

نضيع في الماضي والحاضر والمستقبل.

عندما يولد طفل، نشعر بالحزن عليه أو عليها.
يولد الطفل هنا ليعاني يا سيدي!

تشعر الأم بألم المخاض الشديد.
يبكي الطفل بعد مغادرة مكانه المظلم.

في فلسطين، ظلامنا ليس آمناً.
في فلسطين، يبكي الأطفال دائماً.

إذا أردنا السفر، نغادر مرات عديدة.
في غزة، تغادر إما عبر معبر إيرز أو رفح، وهو هروب صعب إنجازه،
حتى نبحث عن مقابلة التأشيرة.
القاهرة، إسطنبول، عمان؟ (لكن ليس في فلسطين!)

ليس لدينا سفارات يا سيدي!
السفارة الموجودة في القدس أبعد من مجرة أندروميدا.
تبعد أندروميدا 2.5 مليون سنة ضوئية.
لكن سنواتنا تبقى ثقيلة ومظلمة.
يحتاج الأمر تريليونات السنين.

سيدي، لسنا موضع ترحيب في أي مكان.
فقط المقابر لا تمانع دخول أجسادنا.

لم نعد نبحث عن فلسطين.
لقد قضينا وقتنا في الموت.
قريباً، ستبحث فلسطين عنا،
عن همساتنا، عن خطواتنا،
عن صورنا الباهتة الساقطة من الجدران التي نُسِفَت.

2-بئر جدي
لم ألتقِ جدي قط، لكنني أراه
قريباً من بئر في يافا. جبينه الذي يمسحه
خريطة متلألئة متجعدة من الماضي.
عصاه المصنوعة من خشب الزيتون
تتكئ على شجرة برتقال.

يمكنني رؤية طيور بلون التراب
عندما ينزل المطر.

أراقبهم
إذ يجنون البرتقال، يكدّسونه
على سطوح البيوت
في مخيم اللاجئين.

"أين كنت؟" يسألني جدي،
صوته يصبح مرهقاً من
حراثة تربة اللغة
السميكة الموحلة.
ذراعاي مهدلتان، لا أقوى على رفعهما
حتى لقول مرحبا.

كنت طيلة الوقت أسحب دلاء الماء
من بئر المخيم،
أبحث عن كلمات
لأكتب ملحمتي

يقف جدي ساكناً قريباً من البئر
لم يبرحه أبداً، حتى بعد النكبة،
حتى بعد الموت.
تسكب يداه الماء
في البئر.

في المخيم،
حيث الحطام متناثر فوق الأرض،
وحيث يختنق الهواء بالغضب،
ما زلت في انتظار حصادي،
وبذوري لا تنبت إلاّ على هذه الصفحة.
* القصيدتان من:
Mosab Abu Touha (2024). Forest of Noise. New York: Alfred A. Knoff
** مصعب أبو توهة شاعر وكاتب قصة قصيرة ومقالات من غزة. وُلِدَ في مخيم الشاطئ في مدينة غزة لعائلة هاجرت من يافا بسبب نكبة عام 1948. حاصل على بكالوريوس اللغة الإنكليزية من الجامعة الإسلامية عام 2014 ويكمل الماجستير في الكتابة الإبداعية في جامعة سيراكيوز في نيويورك. رشح ديوانه «أشياء قد تجدها مخبأة في أذني» لنيل جائزة النقّاد الأمريكيين في فئة الشعر، وحاز على جائزة الكتاب الأمريكي من مؤسسة نقابة كولومبوس في ولاية كاليفورنيا في النسخة الرابعة والأربعين. ووصل للقائمة النهائية في جائزة كولكوت للشعر. وقد فاز مؤخراً بجائزة نادي الصحافة الأجنبية عن عموده "رسالة من غزة" في صحيفة نيويوركر.



#سامي_الكيلاني (هاشتاغ)       Sami_Al-lkilani#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نعي وأحلام
- رائحة الورود الطيبة
- رائحة الورود الزكية
- للمرة الأولى (2)
- للمرة الأولى
- وجه الشجرة
- جاروشة ستي
- قصيدتان مترجمتان: الرقصة الشرقية وزهرة شرقية
- تحليق عابر لطيور الذاكرة 17: ضباط وأطباء في آلة القمع!
- تحليق عابر لطيور الذاكرة 16: الطريق إلى أنصار 3
- ثلاث قصائد مترجمة شعر: جيم ف. أولويل* ترجمة: سامي الكيلاني
- تحليق عابر لطيور الذاكرة 15: أيام جامعية
- 34 شمعة لا تنطفئ
- ما قاله الغصن
- كامل في عدم اكتمالك (ثلاث قصائد)
- طاووس وطاووس
- ماسة ولطّوف - قصة للأطفال
- سالم اليافاوي: حاضراً، لا يغيب
- قصة للأطفال - الزهرة النائمة
- تحليق عابر لطيور الذاكرة 14: أصدقاء دوليون


المزيد.....




- السعودية ترحب باختيارها لاستضافة مؤتمر اليونسكو العالمي للسي ...
- فيلم من إنتاج -الجزيرة 360- يتوج بمهرجان عنابة
- -تاريخ العطش-.. أبو شايب يشيد ملحمة غنائية للحب ويحتفي بفلسط ...
- -لا بغداد قرب حياتي-.. علي حبش يكتب خرائط المنفى
- فيلم -معركة تلو الأخرى-.. دي كابريو وأندرسون يسخران من جنون ...
- لولا يونغ تلغي حفلاتها بعد أيام من انهيارها على المسرح
- مستوحى من ثقافة الأنمي.. مساعد رقمي ثلاثي الأبعاد للمحادثة
- جمعية التشكيليين العراقيين تستعد لاقامة معرض للنحت العراقي ا ...
- من الدلتا إلى العالمية.. أحمد نوار يحكي بقلب فنان وروح مناضل ...
- الأدب، أداة سياسية وعنصرية في -اسرائيل-


المزيد.....

- سميحة أيوب وإشكالية التمثيل بين لعامية والفصحي / أبو الحسن سلام
- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سامي الكيلاني - البحث عن فلسطين وبئر جدي