أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سامي الكيلاني - رائحة الورود الزكية














المزيد.....

رائحة الورود الزكية


سامي الكيلاني
(Sami Al-lkilani)


الحوار المتمدن-العدد: 8396 - 2025 / 7 / 7 - 22:43
المحور: الادب والفن
    


أعود أحياناً إلى قصيدة لمحمود درويش أو لتوفيق زيّاد، أو بابلو نيرودا حين يحاصر الهمّ الأسود الروح، وأعود أحياناً إلى خطاب مارتن لوثر كنغ "لديّ حلم" حين أرى روح الكراهية السوداء تخيّم على المشهد.
قرأت قصة أطفال (للأعمار 5-8 سنوات) مع رسوم بالأبيض والأسود عنوانها "رائحة الورود الزكية"، وترجمتها، أعجبتني ببساطتها وقوتها في نقل الرسالة من خلال قدرة رائحة الورود الزكية في مواجهة روح الكراهية وإيقاد شعلة الأمل، فرغبت في تعميمها، على أمل أن تعجبكم.
رائحة ورود زكية
تأليف: أنجيلا جونسون رسوم: إريك فيلاسكيز
ترجمة: سامي الكيلاني
(للأعمار 5 – 8 سنوات)
هناك رائحة زكية في الهواء بينما تتسلل فتاتان صغيرتان من منزلهما، نزولاً مع الشارع، وعبر المدينة إلى حيث يتجمع الرجال والنساء، مستعدين للمشاركة في مسيرة من أجل الحرية والعدالة.
ملهَمَيْن من عدد لا يحصى من الشباب الذين اتخذوا موقفاً ضد قوى الظلم، يقدم اثنان من المكرمين بجائزة كوريتا سكوت كينج، أنجيلا جونسون وإريك فيلاسكيز، لمحة مؤثرة ومبهجة عن مشاركة الشباب التي لعبت دوراً عالي التقدير في حركة الحقوق المدنية.
بعد ليلة من المطر الخفيف
كانت هناك رائحة زكية للورود
حينما تسللنا أنا وأختي ميني
تجاوزنا باب غرفة ماما لنخرج من المنزل
نزلنا مع شارع شارلوت
مررنا ببائع الحليب المبكّر صباحاً، وعبرنا الجسر الحجري، مروراً بسوق الرصيف
إلى حيث ينتظر الجميع المسيرة.
كنا أنا وميني قصيرتين نصل فقط حتى خصر أغلب المشاركين
وقفنا أنا وميني نمسك بعض يداً بيد
في انتظار بدء المسيرة
كانت هناك رائحة ورود زكية بينما كان الجميع في انتظار خطاب الدكتور كنغ .
وكانت هناك ألوان زاهية
ضوء ساطع ناتج من أشعة الشمس الساقطة على الورود بجانب الطريق
بينما كنا نستمع للدكتور كنغ من خلال مكبر الصوت يقول:
"نحن على حق
مسيرتنا هذه من أجل المساواة والحرية"
ثم بدأنا المسيرة،
ميني وأنا.
ننظر للأمام ونمشي بسرعة مثله.
ندقّ الأرض بأقدامنا معاً.
ننظر للأمام،
تماماً مثله.
كانت هناك رائحة ورود زكية
حتى عندما كنا نسير بالقرب من
أناس يصرخون، يصيحون، ويقولون،
"أنتم لستم على حق.
لن تكون المساواة لكم."
تتوجه أنظارنا على الطريق إلى الأمام ونستمر نمسك بيدينا، ونشعر بأننا جزء من كل ما يجري.
نسير في طريقنا نحو الحرية.
تنتشر رائحة ورود زكية كلما التحق ناس أكثر بالمسيرة معنا،
يتدفقون من الشوارع الجانبية، يصفقون ويغنون
"الحرية الآن، الآن"
"الحرية!" "الحرية!"
ثم حملني أحدهم عالياً
ووضعني على كتفيه، وكذلك ميني،
فأصبحنا أعلى من الجميع، واستمرت المسيرة.
هناك رائحة ورود زكية
عندما تجمّعنا في مركز المدينة.
الجميع هنا.
نستمع للدكتور كنغ بينما ترتفع الشمس في السماء أعلى وأعلى...
يتحدث عن السلام،
الحب،
اللاعنف،
والتغيير من أجل الجميع.
وترتفع الشمس أكثر في السماء.
وعندما حان وقت العودة،
رجعنا يداً بيد.
أنا وميني،
نغني أغاني الحرية
طول الطريق.
مروراً بدكان الرصيف، وفوق الجسر الحجري، وتجاوزنا ساعي البريد
إلى بيتنا في شارع شارلوت.
ها هي أمّنا،
يبدو القلق على وجهها،
في انتظارنا.
تبتسم بعد برهة،
تحضننا،
وتمسك أيادينا.
وبينما كنا نحدثها عن المسيرة،
انفتحت الستائر المسدلة،
وانتشرت في أرجاء المنزل رائحة ورود زكية.
عن الكتاب
عندما نتعرف على حركة الحقوق المدنية التي اجتاحت المشهد الأمريكي في خمسينيات وستينيات القرن العشرين، تظهر أسماء معينة دائماً. ثورغود مارشال. روزا باركس. رالف أبيرناثي. فاني لو هامر. مدغار إيفرز. مالكولم إكس. روبرت كينيدي. وبالطبع، الدكتور مارتن لوثر كينغ. هذه كلها أسماء مهمة. كل منها ينتمي إلى رجل أو امرأة ضحى/ت بالكثير - وأحياناً بكل شيء - في السعي من أجل الحرية والعدالة. لكن الرجال والنساء الذين نسمع عنهم عادةً ليسوا الوحيدين الذين تحركوا ضد الظلم والقمع. مقابل كل اسم من الأسماء التي نعرفها، هناك عشرات الآلاف التي لا نعرفها. وبعض هذه الأسماء التي تم تجاهلها تنتمي إلى أطفال. "رائحة الورود الزكية" هي تكريم لهم. الأولاد والبنات الشجعان الذين - مثل نظرائهم البالغين - لم يتمكنوا من مقاومة رائحة الحرية التي تحملها رياح التغيير.
من الفنان
الرجلان اللذان ألهماني عملي في هذا الكتاب، هارفي دينرشتاين وبيرتون سيلفرمان، ليسا غريبين على مجتمع الفنون الجميلة. يمكن العثور على أعمال دينرشتاين في مجموعات متحف سميثسونيان، ومتحف متروبوليتان للفنون، ومتحف ويتني للفن الأمريكي. وقد زينت لوحات سيلفرمان أغلفة مجلات تايم ونيوزويك ونيويورك، بالإضافة إلى مجموعات متحف بروكلين، ومتحف فيلادلفيا للفنون، والمتحف الوطني للفن الأمريكي. لكنني تعرفت على هارفي دينرشتاين وبيرت سيلفرمان لأول مرة في المدرسة الثانوية عندما أحضر لي معلم الرسوم التوضيحية كتابين نُشرا حديثاً آنذاك: هارفي دينرشتاين: فنان في العمل، وبيرت سيلفرمان، رسم الناس. روى كلا الكتابين كيف ذهب هذان الرجلان إلى ألاباما عام 1956 خلال مقاطعة حافلات مونتغمري، ووثقا الأحداث في سلسلة من الرسومات التي نُشرت في العديد من المجلات والصحف لاحقاً. في الكلية، كنت محظوظاً جداً للدراسة مع دينرشتاين في رابطة طلاب الفنون، وأتيحت لي الفرصة لزيارة استوديو بيرت سيلفرمان في عدة مناسبات (حتى أنني وقفت أمامه ذات مرة عندما لم يظهر "موديل الرسم" الذي كان مقرراً). الآن وقد كبرت وأصبح لديّ فهم أفضل لحركة الحقوق المدنية، أصبحت قادراً على تقدير العمل الذي قام به هذان الرجلان. أردتُ في رائحة الورود الزكية التقاط الروح البسيطة والقوية لعملهما كطريقة لتكريم فنانين يساعدان في نشر أخبار كفاح مجتمع مضطهد من أجل العدالة والمساواة.



#سامي_الكيلاني (هاشتاغ)       Sami_Al-lkilani#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- للمرة الأولى (2)
- للمرة الأولى
- وجه الشجرة
- جاروشة ستي
- قصيدتان مترجمتان: الرقصة الشرقية وزهرة شرقية
- تحليق عابر لطيور الذاكرة 17: ضباط وأطباء في آلة القمع!
- تحليق عابر لطيور الذاكرة 16: الطريق إلى أنصار 3
- ثلاث قصائد مترجمة شعر: جيم ف. أولويل* ترجمة: سامي الكيلاني
- تحليق عابر لطيور الذاكرة 15: أيام جامعية
- 34 شمعة لا تنطفئ
- ما قاله الغصن
- كامل في عدم اكتمالك (ثلاث قصائد)
- طاووس وطاووس
- ماسة ولطّوف - قصة للأطفال
- سالم اليافاوي: حاضراً، لا يغيب
- قصة للأطفال - الزهرة النائمة
- تحليق عابر لطيور الذاكرة 14: أصدقاء دوليون
- تحليق عابر لطيور الذاكرة 13: صالح وجميلة ونورس إميرالد
- شكراً سنجوب - قصة أطفال
- صغيرة، صورة، وثور هائج


المزيد.....




- -زعلانة من نفسي-.. مها الصغير تعتذر من فنانة دنماركية وفنانو ...
- onlin نتيجة الدبلومات الفنية 2025 الدور الأول برقم الجلوس عل ...
- الفنان المصري إدوارد يكشف رحلة مرضه من حقن التخسيس إلى الجلط ...
- ثبتها الآن واستعد لمتابعة البرامج الثقافية المفيدة “تردد قنا ...
- Sigg Art in Monte Carlo: A hybrid vision of what it means to ...
- -سيغ آرت- في مونتي كارلو: رؤية هجينة لما يعنيه أن نكون بشراً ...
- -النجم لا ينطفئ-، ظهور نادر للفنان عادل إمام يطلق تفاعلاً وا ...
- ماريانا ماسا: كيف حررت الترجمة اللغة العربية من كهوف الماضي ...
- حاتم البطيوي: سنواصل فعاليات أصيلة على نهج محمد بن عيسى
- رسومات وقراءات أدبية في -أصيلة 46- الصيفي استحضارا لإرث محمد ...


المزيد.....

- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سامي الكيلاني - رائحة الورود الزكية