أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - عبدالرزاق دحنون - أين أخطأ عبد العزيز الخيّر؟














المزيد.....

أين أخطأ عبد العزيز الخيّر؟


عبدالرزاق دحنون
كاتب وباحث سوري


الحوار المتمدن-العدد: 8482 - 2025 / 10 / 1 - 12:54
المحور: الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
    


إنّ مأساة عبد العزيز الخيّر، أحد أهم اليساريين في سورية، تحمل في طياتها بعداً معرفياً مذهلاً. إذ كان الرجل (نعم، كان، لأننا نجهل مصيره هو ورفاقه حتى اليوم) من أفاضل المناضلين على الساحتين الفكرية والشعبية؛ أسطورة حيّة متحرّكة، مع ذلك ذهب مع وفد من هيئة التنسيق الوطنية إلى الصين. ما الذي كان يأمل من قادة الصين؟ المهم عاد مع رفاقه من الصين، وفي طريق العودة من المطار إلى دمشق حدثت المأساة؛ اختفى مع رفيقيه (ماهر طحان وإياس عياش) على أحد حواجز المخابرات الجوية. وجاء في بيان لهيئة التنسيق الوطنية آنذاك: "عاد اليوم الخميس 21/9/2012 إلى دمشق خمسة من أعضاء وفد هيئة التنسيق الوطنية من جمهورية الصين الشعبية. وإثر مغادرتهم مطار دمشق الدولي بعد الساعة الخامسة على متن سيارتين وصلت إحداهما، فقدنا الاتصال بالسيارة الثانية التي يستقلها الدكتور عبد العزيز الخير رئيس مكتب العلاقات الخارجية في هيئة التنسيق الوطنية والأستاذ إياس عياش عضو المكتب التنفيذي للهيئة والقيادي في حركة الاشتراكيين العرب وعضو هيئة التنسيق الوطنية ماهر طحان الذي جاء مشكوراً للمطار لاصطحابهم. ولم يعد لدى الهيئة والعائلة أي اتصال معهم".

عبد العزيز الخير من مواليد مدينة القرداحة عام 1951، درس الطب البشري في جامعة دمشق وتخرّج في عام 1976. ولاحقته السلطات السورية لانتمائه لحزب العمل الشيوعي السوري، حيث بقي مُتخفيّاً عن الأنظار مدة 10 سنوات داخل سورية هرباً من الاعتقال، ثم ألقي القبض عليه أخيراً، بعد جهود مضنية من خلية أمنية خاصّة تفرّغت لسنوات من أجل اعتقاله، وحصل ذلك في بداية فبراير/شباط عام 1992، ثمّ أصدرت محكمة أمن الدولة عام 1995 حكماً بسجنه مدة 22 عاماً بتهمة الانتماء إلى حزب سياسي محظور ونقل أنباء كاذبة من شأنها أن توهن نفسية الأمة. وقضى عبد العزيز الخيّر فترة الاعتقال في سجن صيدنايا العسكري، حيث مارس الطب وعالج ما يزيد على 100 ألف حالة قبل أن يتم الإفراج عنه عام 2005 جرّاء ضغوط دولية. واليوم يعتقد البعض بأنّ الدكتور عبد العزيز الخيّر قد تمّت تصفيته مع رفاقه في أحد أقبية فروع المخابرات في النظام السوري. أين أخطأ عبد العزيز الخيّر؟

أنا في العموم لا أُحبّ البكاء على الحليب المُراق، ولكن يحزن الواحد منّا لأنّ شخصية قيادية مهمّة ذهبت ضحية لأفكار وتطلّعات كان يظنّها تقود البلاد إلى الخلاص، وكان السوريون في حاجة إليه حيّاً متحرّكاً بينهم، وليس مُغيّباً في سجون النظام الأمني المتوحّش. يا للخسارة، لقد فقدناه، وفقده اليسار السوري والعربي عموماً في وقت صعب من الثورة السورية. ألم يتعظ اليسار من مأساة المناضل الكبير فرج الله الحلو في ستينيات القرن العشرين، ماذا فعل فرج الله الحلو حتى يلقى المصير المأساوي الذي غيّبه في أقبية المخابرات، بل وأُذيب جسده بالأسيد؟

عبد العزيز الخيّر كان مثل فرج الله الحلو يدفع بالتي هي أحسن، يوصل الليل بالنهار ليقدّم مع رفاق دربه رؤية لخلاص هذا الوطن المعذّب بالاستبداد والقبضة الأمنية التي خنقت البشر والشجر والحجر. هل كان يعرف ذلك؟ نعم، وكان يتعامل بمنطق إذا تسلّحت الثورة السورية خسرناها وخسرنا البلد. ولكن الثورة تسلّحت وبطيف إسلامي واسع، فماذا نفعل؟

كانت الخيارات أمام عبد العزيز الخيّر ضيقة، ولكنه كان يظنّها واسعة، لذلك تحرّك بحرية وذهب مع وفد من هيئة التنسيق إلى الصين. فهل كان يعلم عند خروجه من مطار دمشق الدولي عائداً إلى رفاق دربه بأنه مرصود، مُراقب، وقد أُعطيت الأوامر باعتقاله؟ ولكن كيف جَرْؤَ بشار الأسد على فعلها، وعبد العزيز الخيّر من بلدياته، ومن عائلة معروفة وكبيرة في القرداحة مسقط رأس حافظ الأسد؟



#عبدالرزاق_دحنون (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ماذا بعد شي جين بينغ رجل الصين القوي؟
- رسالة ابن عمي إلى كارل ماركس
- خطبة لم يقلها قس بن ساعدة الإيادي
- هل ما زالت فلسفة ماركس محلّ ثقة؟
- محضر قرابين حي التضامن في العاصمة السورية دمشق
- تأبَّط كتاب هكذا تكلَّم زرادشت
- نظرة في الكون الفسيح
- هل كانت نساء روما القديمة مواطنات؟
- أحد عشر يوماً من تاريخ الثورة السورية
- الشيوعيون والنوم في العسل
- حكايات سورية
- متلازمة البطة العرجاء
- الشّعب معصِّب
- هل كان ألبرت أينشتاين اشتراكياً؟
- السعي لفهم أسرار الكون
- كيف سيغير ترامب العالم؟
- بقايا كلام في جمهوريّات العسكر
- هل تحتاج إلى الدّين كي تكون إنساناً أخلاقيّاً؟
- في التفكير المستقيم والتفكير الأعوج
- اليسار العربي حاطب ليل


المزيد.....




- الشيوعي العراقي: الاتفاق الثلاثي خطوة مهمة لحل المشاكل العال ...
- تصريح المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية
- خطة ترامب: احتلال أجنبي ناعم أو احتلال إسرائيلي عنيف.. ودهس ...
- مسؤول مطلع: -حماس- تشاور الفصائل الفلسطينية الأخرى للرد على ...
- م.م.ن.ص// أي جواب منتظر من النظام بعد رد الشارع المغربي الل ...
- قمع الدولة وصمت النقابات: الحراك الشبابي يحتاج سند الطبقة ال ...
- م.م.ن.ص// رؤية جدلية للصحة العامة (رؤية ثورية بديلة) الجزء ا ...
- في مؤتمر حزب العمال.. ستارمر يهاجم نايجل فاراج: -يُثير الكرا ...
- بيان هام للمكتب السياسي لحزب النهج الديمقراطي العمالي
- حفيد مانديلا يشكر تركيا على دعمها لأسطول الصمود العالمي


المزيد.....

- [كراسات شيوعية]اغتيال أندريه نين: أسبابه، ومن الجناة :تأليف ... / عبدالرؤوف بطيخ
- سلام عادل- سيرة مناضل - الجزء الاول / ثمينة ناجي يوسف & نزار خالد
- سلام عادل -سیرة مناضل- / ثمینة یوسف
- سلام عادل- سيرة مناضل / ثمينة ناجي يوسف
- قناديل مندائية / فائز الحيدر
- قناديل شيوعية عراقية / الجزءالثاني / خالد حسين سلطان
- الحرب الأهلية الإسبانية والمصير الغامض للمتطوعين الفلسطينيين ... / نعيم ناصر
- حياة شرارة الثائرة الصامتة / خالد حسين سلطان
- ملف صور الشهداء الجزء الاول 250 صورة لشهداء الحركة اليساري ... / خالد حسين سلطان
- قناديل شيوعية عراقية / الجزء الاول / خالد حسين سلطان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - عبدالرزاق دحنون - أين أخطأ عبد العزيز الخيّر؟