أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مرتضى العبيدي - خمسون عامًا عن انتصار الشعب الفيتنامي على الإمبريالية الأمريكية














المزيد.....

خمسون عامًا عن انتصار الشعب الفيتنامي على الإمبريالية الأمريكية


مرتضى العبيدي

الحوار المتمدن-العدد: 8479 - 2025 / 9 / 28 - 13:48
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


صادف يوم 30 أفريل الذكرى الخمسين لهزيمة الإمبريالية الأمريكية في فيتنام. ويكتسب هذا الحدث التاريخي أهمية بالغة بالنسبة للحركة المناهضة للإمبريالية وللحركة الماركسية اللينينية على الصعيد الدولي، إذ تجلى فيه النضال البطولي للعمال والشعب الفيتنامي، وأكد تضامن الشعوب وأخوة النضال الأممي، ومثّل إعادة توحيد البلاد، وانتصار مبادئ تقرير المصير والاستقلال.
بين مارس وأفريل 1975، بدأ الدبلوماسيون والعسكريون الأمريكيون بالفرار من سايغون، عاصمة فيتنام الجنوبية. كان من الواضح أن تقدم الجبهة الوطنية لتحرير فيتنام لا يمكن إيقافه. وقد دلّ انسحاب معظم القوات الأمريكية خلال الأشهر السابقة على الهزيمة السياسية والعسكرية التي ألحقها الشعب الفيتنامي بالولايات المتحدة.
وقد تحقق هذا النصر بفضل الدعم الشعبي الهائل لقوات جبهة التحرير والقوات المسلحة لجمهورية فيتنام الديمقراطية (جيش فيتنام الشمالية). "كان علينا استخدام الأسلحة الصغيرة ضد الأسلحة الكبيرة، والأسلحة القديمة ضد الأسلحة الحديثة". كان الثوري وقائد الجيش الشعبي الفيتنامي "فو نجوين جياب" يقول: "في النهاية، العامل البشري هو الذي يحدد النصر". كان العنصر الأساسي للنصر هو الشعب المسلح، وهو نفسه الذي مكّن من إبادة القوات العسكرية للإمبريالية، مما سمح بتفكيك جميع مناوراتها السياسية والعسكرية. في هذه العملية، جمعت القوات الثورية بين حرب العصابات، والتمرد في المدن والقرى، وإضرابات العمال، وحملات المقاطعة الجماهيرية. كانت فترة الهجمات والانتفاضات المتزامنة، التي بدأت مع هجوم "تيت" عام 1968 وانتهت بتحرير سايغون عام 1975، نتيجة تنسيق النضال العسكري والسياسي.
كيف تحقق هذا النصر؟
قاد العمال، بقيادة "فيت مينه"، (رابطة استقلال فيتنام)، التي أسسها هو شي مينه والحزب الشيوعي عام 1941، مقاومة مسلحة ضد اليابانيين، ثم ضد الغزاة الفرنسيين لاحقًا. هُزم الغزاة الفرنسيون، الذين موّلتهم الولايات المتحدة وزوّدتهم بالعتاد، في معركة ديان بيان فو في مايو 1954.
في العام نفسه، وقّع مفاوضون من فرنسا وفييت مينه اتفاقية جنيف لإنشاء خط ترسيم إقليمي مؤقت يقسم فيتنام بين القوات العسكرية الفرنسية والقوات الفيتنامية بقيادة هو تشي مينه.

في عام 1957، حملت قوات حرب العصابات التي تقاتل في فيتنام الجنوبية وقوات فيتنام الشمالية السلاح لإعادة توحيد البلاد. وبحلول عام 1963، بدا التوحيد وشيكًا، فنظمت الإمبريالية الأمريكية استفزازًا في خليج تونكين عام 1964 لتبرير إرسال قوات ضخمة إلى فيتنام عام 1965.
أرسل ما يقرب من 600 ألف جندي أمريكي إلى فيتنام خلال الصراع لمواجهة مقاتلي جبهة التحرير، بينما قصفت القوات الجوية الأمريكية فيتنام بشكل إجرامي وحشي. ووفقًا لبعض السجلات، أسقطت الولايات المتحدة 7.5 مليون طن من القنابل على فيتنام ولاوس وكمبوديا، وهي كمية تفوق بكثير تلك التي استخدمتها جميع الأطراف خلال الحرب العالمية الثانية.
أثبتت تكتيكات حرب العصابات الفيتنامية، وطرق الإمداد، والأنفاق، والفخاخ، والهجمات الخاطفة، وغيرها، أنها شديدة المقاومة للقوة التكنولوجية الهائلة للولايات المتحدة. فخلال تسع سنوات من إخضاع السكان المحليين، لم ينجح الجيش الأمريكي قط في كسر إرادة العمال والشعب الفيتنامي.
مجازر "ماي لاي"، التي قتلت فيها القوات الأمريكية أكثر من 700 رجل وطفل وامرأة (تعرضوا للاغتصاب قبل أن يُذبحوا)، أو الصور المؤلمة للأطفال وقد ذابت جلودهم بالقنابل الكيميائية (الفوسفور الأبيض والنابالم والعامل البرتقالي)، هي أمثلة على الغزو الأمريكي الإجرامي. أدت هذه الإجراءات التي اتخذها الجيش الأمريكي إلى استياء الشباب والعمال وشعوب العالم. وانتشرت المسيرات والتجمعات والمهرجانات وغيرها من الأنشطة من أجل السلام والتضامن مع الشعب الفيتنامي في جميع أنحاء العالم. ولإعطاء ثلاثة أمثلة، في عام 1968، نظم ملايين طلاب الجامعات والمدارس الثانوية في الولايات المتحدة مقاطعة جماعية في مدارسهم كإظهار لمعارضتهم للحرب؛ وفي عام 1969، أخذ آلاف المواطنين الأمريكيين إجازة من العمل للمشاركة في مظاهرات محلية في جميع أنحاء البلاد؛ وفي عام 1971، ألقت عدة مجموعات من قدامى المحاربين في فيتنام أكثر من 700 ميدالية أسفل درجات مبنى الكابيتول. وتكررت هذه الحركة الرافضة لحرب فيتنام في جميع أنحاء العالم.
ومنذ الهجوم الذي شنته جبهة التحرير عام 1969، والمعروف بهجوم تيت، أخذ الشعب الفيتنامي زمام المبادرة. وكان تحرير سايغون في أبريل 1975 خاتمة عملية سياسية عسكرية هزمت الإمبريالية الأمريكية وأتباعها. ويُظهر هذا العمل البطولي للشعب الفيتنامي، بقيادة حزبه الشيوعي، إمكانية هزيمة الإمبريالية.
كان للنضال البطولي للشعب الفيتنامي أثرٌ عميق على الثقافة الشعبية، إذ عكست الموسيقى والسينما والأدب معارضة الحرب. غنّى كويلابايون (Quilapayun): "النسور السوداء تكسر مخالبها / في وجه الشعب البطل في فيتنام"، وأُقيمت حفلات موسيقية عظيمة من أجل السلام، شارك فيها نجومٌ مثل جيمي هندريكس (Jimmy Hendrix)، وفرقة ذا هو (The who)، ورولينج ستونز (Rolling Stones)، وجون لينون (John Lennon).
شجّعت فيتنام نضالات التحرير الاجتماعي والوطني في الدول التابعة. وكانت الجزائر وأنغولا ونيكاراغوا والسلفادور وغواتيمالا من بين الأماكن التي أثر فيها النضال الفدائي تأثيرًا كبيرًا على تكتيكات واستراتيجيات العمال الفيتناميين. عزّز هذا النصر الحركة المناهضة للإمبريالية والاستعمار، التي انتشرت في جميع أنحاء العالم، معززةً نضال الشعوب من أجل تقرير المصير والاستقلال.
صحيفة "الى الأمام"، العدد 2136، من 7 الى 13 ماي 2025



#مرتضى_العبيدي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لا للاحتلال العسكري لغزة! من أجل التضامن الفعال مع الشعب الف ...
- الاتفاقياتٌ والنزاعاتٌ بين قُطّاع الطرق الإمبرياليين تُلحق ا ...
- تصاعد النضالات الشعبية في كل أنحاء العالم
- البيان الختامي للدورة 29 للسيمينار الدولي حول -مشاكل الثورة ...
- فلترفع الامبريالية الأمريكية يدها على فنزويلا وشعبها
- هل تستفيد تونس من موقعها الجيو استراتيجي؟ (ملاحظات حول زيارة ...
- ماذا وراء نوايا الدول الغربية الاعتراف بدولة فلسطينية؟
- في مناخات العودة
- كسب الجماهير للنضال الثوري (ترجمة)
- لوس أنجلوس: المهاجرون يواجهون سياسات ترامب الفاشية
- أوجه التشابه بين الاستبداد: حركة -جعل أمريكا عظيمة مجددًا- و ...
- إرث كارل ماركس في الولايات المتحدة الأمريكية
- إيطاليا: الإعلان عن تأسيس المنظمة من أجل الحزب الشيوعي للبرو ...
- بيان مشترك حول المواجهة المستمرة بين الحكومتين الهندية والبا ...
- تعزيز الكفاح ضد الحرب الإمبريالية ومهام الشيوعيين* (ترجمة)
- الاتحاد العام التونسي للشغل: ثالوث الاستقلالية والديمقراطية ...
- في ذكرى أحداث 9 أفريل 1938 الخالدة: هل الدساتير والبرلمانات، ...
- حول لقاء ترامب بوتين المرتقب بالرياض
- الوضع السياسي الدولي: وجود دونالد ترامب في البيت الأبيض يفاق ...
- البيان الختامي للمؤتمر العاشر للحزب الشيوعي الاسباني الماركس ...


المزيد.....




- بعد أشهر من المفاوضات.. طالبان تُفرج عن أمريكي بوساطة قطرية ...
- إسرائيل تعلن شروطها لتوفير ممر آمن والسماح بخروج قادة حماس
- هل ستجبر إسرائيل لبنان على نزع سلاح حزب الله بالقوة؟
- لماذا تراهن إسرائيل على الوقت في صراعها مع حزب الله؟
- الحرب على غزة مباشر.. أحزمة نارية على القطاع وتفاؤل أميركي ب ...
- تركي الفيصل: هجوم قطر -ناقوس- لدول الخليج.. وعلى ترامب -تصحي ...
- وزير الخارجية السوري: الغارات الإسرائيلية على البلاد جعلت ال ...
- وفاة 95 نازحا في أحد مخيمات الفاشر جراء الجوع والمرض
- واشنطن تدرس تزويد أوكرانيا بصواريخ توماهوك
- سعي جمهوري لتحميل الديمقراطيين مسؤولية الإغلاق الحكومي المحت ...


المزيد.....

- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- جسد الطوائف / رانية مرجية
- الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025 / كمال الموسوي
- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مرتضى العبيدي - خمسون عامًا عن انتصار الشعب الفيتنامي على الإمبريالية الأمريكية