أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - كريم محمد الجمال - رسالة إلى السيد حسن نصر الله














المزيد.....

رسالة إلى السيد حسن نصر الله


كريم محمد الجمال
كاتب وباحث


الحوار المتمدن-العدد: 8479 - 2025 / 9 / 28 - 01:22
المحور: القضية الفلسطينية
    


أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا ونبينا وحبيب قلوبنا خاتم النبيين أبي القاسم محمد بن عبد الله، وعلى آله الطيبين الطاهرين، وعلى صحبه الأخيار المنتجبين، وعلى جميع الأنبياء والمرسلين.

إلى : سماحة الشهيد الأقدس، أمين عام محور المقاومة، أنيس الروح، ونيس النفوس، الولي الصالح، وارث الولاية المحمدية والإمامة العلوية، حجة الإسلام، حامل لواء العروبة و الكرامة والحرية و العزة والتحرير والاستقلال، سيدنا وحبيبنا وقائدنا السيد الشهيد البطل المقدام حسن نصر الله.

من : ابنكم و خادمكم، المعتمد على الله، المستغني به، و الفقير إلى فضله.

سلام عليكم ورحمة الله وبركاته. نسأل الله عز وجل أن يغفر تقصيرنا، ويعذر جهلنا فلن تفي كلماتنا مقامك عند الله، يا وجيها عند الله، فقد قصر علمنا عن إدراك منزلتك عنده سبحانه وتعالى.

سلامٌ على روحكَ الطاهرة في حواصل طير خضر تسرح في الجنة، فترد أنهار الجنة، وتأكل من ثمارها، وتأوي إلى قناديل معلقة بالعرش.

سلامٌ على جسدكَ الطاهر في الأجساد.

سلامٌ على قبركَ النيّر في القبور.

سلامٌ على جعفر الطيار الذي أعاركَ جناحيه لترقى في السماء. سلامٌ على أسد الله، حمزة، الذي أمدّ مجاهديكَ بقوته وروحيته، ورافقكم في عليين مع الشهداء والصديقين والصالحين وحسن أولئك رفيقًا.

سلامٌ على كبد الحسن الذي دخلتَ به الجنة مغدورًا، سلامٌ على دم الحسين الذي نزفتَ
يوم استشهادك.

سلامٌ على محراب الإمام علي الذي صليتَ فيه، سلامٌ على أمنا الزهراء التي طببت جراحكَ في الدنيا والبرزخ والآخرة، فحفظت جسدك الطاهر بحفظ الله وبركته لأوليائه.

سلامٌ على زينب، إذ نادت على بطلٍ فلبيتَ النداء، سلامٌ على العباس الذي كفلك زينب من بعده فحفظت الأمانة وحميت وأبنائك العقيلة.

سلامٌ لك من حبيبنا وطب قلوبنا سيدنا محمد وآله الاطهار وصحبه الأبرار.

إننا لا ننعيك، بل نعزيكَ في أنفسنا، وننعي أنفسنا إليك.

يعز علينا فراقك يا أنيس الروح أتذكر كلماتك، وكلما أتذكرها أبكي شوقًا إليك، واعترافًا بفضلك العظيم.

يعجزَ لسان المراثي عن توديعك، فعظيم مصيبتنا بفقدك ليست كأي مصيبة، ضل الكلام وضنّت اللغة أن تخرج ما في نفوسنا، فقد يكون الوصف أقل بكثير من قدر الموصوف.

يا ابتسامة ليل عليل، يا بهجة طلوع الفجر بعد الظلام، يا يقين في زمن الكذب والباطل، يا سيدًا في زمن العبيد، يا سيدنا، يا سيد الأحرار.

يا حبيب النبي، يا عصا موسى التي تلقفت بالصدق ما كانوا يأفكون، يا ربان سفينة نوح، والأمين على الكساء، وحامل بردة النبي وعباءة الخلفاء.

أتذكر أقوالك وحكمك التي ورثتها عن نهج بلاغة الإمام علي، عندما أعلنت بكل وضوح وتحدٍ للعالم، وبكل نبل انساني عزّ أن يعرفه هذا الزمان
"لن نتخلى عن فلسطين"
لم يكن مجرد شعار، بل حقيقة، كُتبت على جبين الشمس بمِداد من دم الشهداء، لتحفظه على عين الزمان.

و وقف أمامك، يا سيدنا، كاتب التاريخ ليسطر صفحات من الإيمان ومن الصدق فأنت "الوعد الصادق" الذي وهبنا الله سبحانه وتعالى.

ولقد حباكَ الله تأييده، ونصره ولقد وعدتنا بالنصر بقولك "أعدكم بالنصر دائما" وصدقناك وجربناك وتعلمنا منك الحضور مع الله دومًا، وكما وعدتنا بالنصر سابقًا في الأيام العظيمة للأمة في انتصار تموز، وفي انتصار سنة 2000، ويوم البارجة لقد صدقنا انها تحترق قبل أن نراها لأننا سمعنا منك "إنها تحترق".

كانت حياتك يا سيدنا مثالًا للتواضع ودعوة للخير والبر والتقوى وحب الناس، وكل حبنا لك هو من حب الله لك، فمن أحبه ربه أحببه خلقه، وكل حبنا لك هو جزء من حبك العديم لنا، فعندما تقول "يا أشرف الناس" فنحن أشرف الناس لأنك قائدنا وأنت أشرف القادة.

وكما قال الإمام الحسين عليه السلام "خُطَّ الموت على ولد آدم مَخط القلادة على جيد الفتاة" فإن استشهادك قضاء الله وقدره والمصير الذي أحببت واخترت ولا يليق لك إلا هو، وقد بشركَ الله به لتبشرنا وتودعنا "إلى اللقاء في الشهادة" إلى اللقاء مع انتصار دمك الحسيني على سيوف الغدر والحقد.


إن أعظم معركة يخوضها الإنسان من أجل الحرية والعدالة، ومن أجل كلمة الله هي العليا، وكلمة الذين كفروا السفلى، وقد تعلمنا من دمك الطاهر أن معركتنا مستمرة، وسنقف بشموخ وثبات أعزاء على الكافرين، أذلة على المؤمنين رحماء بيننا حتى النصر المبين وقيام دولة العدل الإلهي، وشعارنا "نحن لا نهزم ننتصر أو ننتصر".

وفي الختام لن أقول وداعًا، وفي حالة البُعد سأرسل روحي تُقبل تراب قبرك، وستظل سيرتك العطرة قدوة ومثالا، وسنعمل بوصيتك الأخيرة في الحياة الدنيا الفانية، وندعو لك ونرجو أن يرحمنا الله بدعائنا لك و يلحقنا بك في جنات ونهر في مقعد صدق عند مليك مقتدر.



#كريم_محمد_الجمال (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بلاغ استنكاري ضد تقرير لوموند الفرنسية حول الحالة الصحية للم ...
- مصر تحتفل بالذكرى 73 لثورة يوليو
- -علي أنور نجم- سطر جديد في قصيدة شعراء جبل عامل
- حوار خاص مع -إسراء جعابيص- من القاهرة
- المجموعة القصصية -وهكذا أنهى الله حديثه-
- حوار مع الروائي المغربي الكبير مع - محمد سعيد احجيوج-
- علي حمادي العاملي، ملمح هاديء وسط حالة من الصخب
- بناية الشيوعيين...صرح شاهق للقاصّ مهدي زلزلي فوق جبل القصة ا ...
- خلافة على منهاج النبوة
- ابتسم أيها الجنرال...دراما توثيقية أم مكايدة سياسية؟
- بريتيوم ...تذكرة الحلم
- المجموعة 17 (قصة قصيرة)
- ملامح جديدة تغير وجه عمان الثقافي
- موسى الصدر والخطاب الانساني
- وجه رجل ليس وحيد
- تل أبيض
- دير قانون بلدة الشهداء
- صخرة الكونين وبرزخ البحرين
- حبر الصحيفة
- فيلم سيدة الجنة


المزيد.....




- ماذا نعرف عن -خطة ترامب للسلام- في غزة؟
- الحكم بسجن ساركوزي يثير مجددا الجدل حول تسييس القضاء في فرنس ...
- -معا من أجل غزة- ـ مظاهرة حاشدة في برلين تطالب بوقف الحرب في ...
- لماذا أثارت خطة ترامب لوقف إطلاق النار في غزة انقساما في حكو ...
- لماذا يشعر البعض بالبرد أكثر من غيرهم؟
- وداعا للنظارات.. السلطات الصحية الأميركية تجيز أول قطرة لعلا ...
- نبض أوروبا: مالذي يجعل انتخابات مولدافيا توصف بالحاسمة؟
- وزير خارجية سان مارينو: نعلن الاعتراف بدولة فلسطين
- 5 قتلى في فيضانات جنوب الجزائر
- الناتو يستعرض قوته في بحر الشمال بالتزامن مع تصاعد التوتر مع ...


المزيد.....

- إسرائيل الكبرى أسطورة توراتية -2 / سعيد مضيه
- إسرائيل الكبرى من جملة الأساطير المتعلقة بإسرائيل / سعيد مضيه
- البحث مستمرفي خضم الصراع في ميدان البحوث الأثرية الفلسطينية / سعيد مضيه
- فلسطين لم تكسب فائض قوة يؤهل للتوسع / سعيد مضيه
- جبرا نيقولا وتوجه اليسار الراديكالي(التروتسكى) فى فلسطين[2]. ... / عبدالرؤوف بطيخ
- جبرا نيقولا وتوجه اليسار الراديكالي(التروتسكى) فى فلسطين[2]. ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ااختلاق تاريخ إسرائيل القديمة / سعيد مضيه
- اختلاق تاريخ إسرائيل القديمة / سعيد مضيه
- رد الاعتبار للتاريخ الفلسطيني / سعيد مضيه
- تمزيق الأقنعة التنكرية -3 / سعيد مضيه


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - كريم محمد الجمال - رسالة إلى السيد حسن نصر الله