اشرف عتريس
الحوار المتمدن-العدد: 8478 - 2025 / 9 / 27 - 20:14
المحور:
الادب والفن
حركية اللغة وتواصل التصعيد الرمز أشرف عتريس الشعر والمسرح
يُعد شاعرنا من الأصوات البارزة في الشعر العامي والمسرح المصري المعاصر، فهو شاعر ومسرحي من مدينة المنيا، مولود في 27 يونيو 1964.
أصدر ستة دواوين شعرية ، بالإضافة إلى خمسة كتب مسرحية أبرزها: حلقة نار، شهدي، التوهه، قلب الكون، فلاشات، سر الولد، المسحور، هيستريا، ليل العباددة.
نال عدة جوائز من الهيئة العامة لقصور الثقافة تقديرًا لشعره المسرحي في مهرجانات إقليمية مثل سندباد 94، حلم يوسف 96، دم الحمام 98، ملحمة السراب 2000،
صباحية مباركة 2003. كما أسهم في الإعداد المسرحي لمسرح الثقافة الجماهيرية وجامعة المنيا ومديرية الشباب والرياضة بالمنيا،
مما يعكس دوره الفاعل في الحراك الثقافي والفني المحلي.
تجمع تجربة أشرف عتريس بين اللغة العامية الحية، والملاحظة الدقيقة للواقع الاجتماعي،
والتعبير الشعوري المكثف، والقدرة على توظيف الفضاء المكاني والزماني في النص الشعري والمسرحي، ما يجعل تجربته الإبداعية متكاملة وذات أبعاد متعددة.
النص الأول :
مش عينى اللى شايفاكى صبيه ,,
ده الزمن الى خاف يقرب لك ,,
عشان معرفش يلمسك بالأذى ..
إن كان ليا أندهش من روعة المونتاج ..
فكام لقطة غابت عنّى من غير قصـــد ..
زى المافيولا لما بتنسى حاجــــــــات ,,
يا لحم ، دم ، راكور ونبض ..
ده الزمن ثابت فى الكادر ياعاليه ..
والكل تحت الأرض !!
يبدأ النص بلغة حيوية تتناول علاقة الشاعر بالزمن والحضور البصري للآخر.
الصور الفنية مثل المونتاج والكادر تمنح النص بعدًا بصريًا وحركيًا، بينما تعكس العبارات الزمن ثابت فى الكادر ووالكل تحت الأرض شعورًا بالجمود والغياب،
ما يخلق توازنًا بين الحركة والثبات، بين الواقع والخيال.
النص الثاني :
وحدك .. ومراية الحمام
ياشفايف بتقرب تلمس بعضيها ,,
حلمك رافض يغرق فى الفراغ ,,
فى الدخان فى الصهد وريحة الدفـا ,,
الحزن يتسـرسب بره البـاب ,,
قاصـد ناس تانيين غيـرك خالص ,,
فتخافى على العصافير والقطة السيام ,,
والروح اللى بتفرد جناحاتها على الشازلونج
منتظره طلوعك من غير الروب تسكن جواكى
وتعلن للعالم انك فيرجن
رغم الغيم والخراب ..
يمثل النص تداخلًا بين الذات والمكان، وبين الحلم والواقع. استخدام الرموز اليومية مثل المرايا والعصافير والقطة
يعكس حساسية الشاعر تجاه الحياة اليومية، بينما المزج بين الجسد والروح والصراع النفسي يخلق نصًا شعوريًا غنيًا ومكثفًا.
النص الثالث :
وشك
مكبرتيش مع إنك من سنى
وكل مايكبر سنى بخاف أكتــر
لو أشـوف حضورك يقتلنى
يبقى مين اللى هيتصـدر المظاهرة
يضم الخوامس ويفرك باقى السنين ع الطريق
نصادق المخاليق عشان خاطرعيونـهم
رحمة باللى حابب يزور الجنة
واللى خايف يموت زيـىّ وغيـرك يشيلنى !!
يظهر النص قدرة الشاعر على المزج بين الحميمية الشخصية والانشغال بالواقع الاجتماعي. الصور التعبيرية المتنوعة بين الخوف، الحب، والملاحظة الاجتماعية تجعل النص متعدد الطبقات، بين الفرد والجماعة، بين العاطفة والانتماء.
النص الرابع :
قبل مايموت النهار ويبقى شاهد مَلَكْ ..
كان قاللى : مهر البنت مش عندك ،
بس ماتموتش بالساهل عشان خاطـرى ..
متخافش من الليل مهما مد عينيه قدامك ..
من ساعتها وقلبى عاشق للحريق والمية تجمد لى ..
عارفك ياجبروت لكن هعديلك من فتحة البرجل دخـان ..
هطلق عليك جيوش النمل تهزمك ..
أنـا المارد من طاقة شمس حراقه ..
هقتل فيك العتامه ..
يا أول من هَلَكْ
يمثل النص ذروة الدراما الشعورية عند الشاعر، حيث المزج بين الخيال والأسطورة والواقع.
اللغة قوية وحركية، التصعيد الرمزي متواصل، والصراع الداخلي والخارجي واضح، مما يمنح النص قوة تأثيرية كبيرة.
نصوص من ديوان "محدش غيري"
النص الأول:
عجوز وقاعد تحت الحيطان اللى الشمس غيرت لونها ..
يحكى ويتحاكى بنار الشاى وطعم اللسان المر لما ينطلق ..
ألف ماشالله علينا فى الكرم وان كان يزيد علينا شويتين ..
اصل الناس سلسال طيبه عالفطرة مانعرفوش اللف ..
لما نشوفوك جاى علينا بترمح يبان الحنين بالكف ..
لا تصدق كلام السيما ولا جورنالجى كداب لكين فعل الزمن قبيح ..
شوه نفوس من جوه وخلّا الملامح لخابيط
بقت ناس تفرح للجبايه وناس تشتغل مخبرين ..
وفرع تالت يبكى كما الولدات مناكيد ..
واعى للكلام ولا غافل عنّى ..
بلادنا كما المليحه كانت لاتفرق عن الغزلان .
سبحان الله ضفّر جدايلها ونقش ع الوش حسنه وغمزة خدود ..
بلانا باللى طفاها وبدّل سحنتها وصرنا كما تعلم (فى الفرح منسيين)
كما الصديق القديم ,, كما الصديق اللدود ..
يعكس النص المزج بين الملاحظة الاجتماعية والحنين والذاكرة، مع اهتمام بالتفاصيل المحلية والإنسانية،
واستخدام اللغة العامية لإضفاء واقعية وصدق على المشهد.
النص الثاني:
على حافة الفجر ..
واقفين جماعه بندعى للوطن من غير إمام
نتوضّى بنور الشوارع ونطوف حوالين البيوت
كتفك فى كتفى مايعديش خاين ولا نسمح حد يعلّم علينا ..
ولا يرش تراب طهور والقصد مش كده خالص
يا عالم ياللى شارب نوم وشبعان موت
أنا مؤمن بذاتى وبوصلتى جوايا
فما تخترعش عداوه تزيد عليا الوجع
تخلينى أتخلّى عن حقك عندهم ..
وابقى خاطى وفعلت أبشع البدع ..
النص يحمل روح الانتماء والولاء للوطن، مع مزج بين الفرد والجماعة، وصراع وجداني يتفاعل مع المكان والزمان والمجتمع.
تجربة أشرف عتريس تمثل حالة فريدة في الأدب المصري المعاصر، إذ تجمع بين الشعر العامي الغني بالصور الحسية والرمزية،
وبين المسرح الواقعي الذي يعكس الحياة اليومية للصعيد والمجتمع المصري. الشعر عنده ليس مجرد كلمات تُقرأ،
بل فضاء شعوري حيّ يتفاعل فيه القارئ مع الزمن والمكان والعاطفة والمجتمع، مما يمنح نصوصه كثافة وجاذبية، ويجعلها قابلة للتأويل متعدد المستويات.
في النصوص الشعرية، نجد قدرة استثنائية على المزج بين الصور الحسية، الرمزية، البعد الزمني والمكاني،
واللغة العامية، ما يجعل نصوصه متعددة الطبقات ومكثفة بالعاطفة والمعنى. أما في المسرح، فيبرز التناغم بين الشعر والمشهد،
حيث الشخصيات والفضاءات اليومية تخلق نصوصًا حية على المسرح تعبّر عن القضايا الاجتماعية والوجدانية بطريقة مباشرة ومؤثرة،
مع دمج الحس الشعوري بالحركة والمكان والزمان.
يمكن القول إن أشرف عتريس يمثل نموذجًا متكاملًا للشاعر المسرحي المعاصر، الذي يمزج بين الصدق الشعوري، الحس الاجتماعي، اللغة اليومية،
والتقنيات الفنية الحديثة، ليخلق نصوصًا شعرية ومسرحية تتميز بالحيوية والعمق والقدرة على التأثير في القارئ والمشاهد على حد سواء،
وتقدم تجربة شمولية للأدب العامي المصري المعاصر.
هذه رؤيتى عن عالم عتريس الشعرى والمسرحى فى زمن راهن يعكس رؤيته وافكار جيله أيضا .
#اشرف_عتريس (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟