مسخرة الطفل

اشرف عتريس

الحوار المتمدن-العدد: 7833 - 2023 / 12 / 22 - 14:27
المحور: كتابات ساخرة
    

طفل عضو لجنة تحكيم مسرح طفل – مغالاة
نعم مغالاة نعم افراط ، لسنا فى بلاد الثلج التى ترعى الطفل الموهوب منذ سنواته الأولى
لينمو بنضج عبقرى يقود ويؤدى ويضيف ويصبح متفرداً مبدعاً ..
لن نعترف بالوهم الذى يصيب ذواتنا المنتفخة ونحتفى بالكذب ،
فى بلادنا العربية وليست فى سلطنة عمان وبلاد الخليج بلاد البترودولار
أن يكون طفلاً مهما بلغت موهبته وحضوره على الاستيدج أن يكون عضوا فى لجنة تحكيم مهرجان الدن !!
الدليل على فساد التجربة هى دبلجة بعض افلام الكرتون والاعمال الدرامية ومسلسلات نستهلك محتواها بلا فائدة تذكر
وتعد من النسخ والتقليد أكثر من الابداع والاضافة ..
الآفة والضرر من هذا الافراط والتباهى والاختيار السيئ
هى نوعية الكتابة للطفل العربى من مؤلفين وممثلين ومخرجين ولجان تحكيم وجوائز مهدرة وفرحة مجانية وغير حقيقية .
التعليم الردئ والتلقين ومعلومات قديمة مضللة وعقليات كهفية هى السبب الرئيس فى هذا التدهور والتخلف
وكتابة النمط عن خرافات بلادنا وخيالات الصحراء والخيام مهما كانت المدن باريسية المظهر
ولكنتها أجنبية لتعدد الجنسيات وفى مدارسنا الخليجية اللاب والنت السريع وما شابه .
ثورة التكنو لم نفد منها سوى المنظرة والمباهاة ومحاولات فاشلة فى مجاراة العصر بلغته
وتقنياته وتحديثاته وذكائه الاصطناعى مستقبلاً وبسرعة أشد مما نتصور ،
فى المقابل هناك من اخترع هذا العلم المدهش فى بلاد نيبون – بلاد الشمس المشرقة المسمى ( اليابان ) ..
لنا فى اليابان أسوة حسنة اذا كنتم تريدون تربية طفل عبقرى يصلح كل ما أفسده الكبار فى المعمورة
على وجه البسيطة التى شوهناها عن جهل وجهالة ..
مسرح الكابوكى لم ينتشر عالميا ً لخصوصية بلاده ولغته ،
لكننا بصدد التطور والتجديد ورعاية الموهوب فى كل مجال ،
فنحن لدينا من القوة البشرية ما يصلح ان يكون كياناً وثروة حقيقية
(الطفل) أذا توفرت النية للافادة منه دون كذب .
مازلنا نكتب للطفل بعقلية مخرف ،عجوز ، مسن
وهناك من يخرج ويزعم لغة أكثر تطوراً يكتب بسذاجة وسطحية مريضة تستحيل الشفاء
وفشل علاج علماء النفس لكتاب الطفل ( المرضى) !!
كيف لنا أن نقبل طفلاً نتاج كل هذا العفن أن يكون عضوا بلجنة تحكيم مسرح طفل ؟
ارحمونا يرحمكم من فى السماء ..

#اشرف_عتريس (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل