أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ياسر جابر الجمَّال - صنع الله إبراهيم قراءة في المشروع والدلالات














المزيد.....

صنع الله إبراهيم قراءة في المشروع والدلالات


ياسر جابر الجمَّال
كاتب وباحث

(Yasser Gaber Elgammal)


الحوار المتمدن-العدد: 8476 - 2025 / 9 / 25 - 02:59
المحور: الادب والفن
    


كما أن الرواية تمثل علامة فارقة في أدبنا العربي بما تحمله من تقنيات ومؤثرات منفتحة دلاليًا على مستويات متعددة – على الرغم من كونها من الفنون الحديثة في الأدب – فإن الشخصيات الروائية التي ظهرت في الستينيات تمثل أيضًا علامة بارزة في تاريخ الرواية ومضمونها، ومن هؤلاء "صنع الله إبراهيم".
صنع الله إبراهيم ابن حي العباسية، والابن الأصغر، وصاحب الاسم الأبرز من حيث الدلالة والمضمون. كان يُلقَّب في منطقته – أثناء الطفولة – بـ"صنعو" على غرار ما يطلقه العوام على "عبد الله" فيقولون "عبده". وهو روائي مصري يُعدّ من كبار كتّاب الرواية العربية وأحد أبرز نجوم "جيل الستينيات" في الرواية العربية المعاصرة. يتميز بغزارة الإنتاج وتنوع الكتابات التي تجمع بين السيرة الذاتية والوثائقية والريبورتاج الصحفي والنقد الاجتماعي، وخاصة نقد الظواهر والأنظمة المرتبطة بالرأسمالية. كما أن أعماله شديدة الارتباط بسيرته الذاتية من جهة، وبمسار تأريخ مصر من جهة أخرى.
وعندما نتحدث عن الرواية العربية، سواء من حيث التأريخ للظاهرة أو دراستها، فإننا نجد الأمرين متجسّدين في تجربة "صنع الله إبراهيم". فهي تجربة غنية محملة بالتقنيات والدلالات، كما أنها ترسم سياقًا معرفيًا متميزًا على مستويات متعددة: اجتماعية وثقافية وسياسية.
وإذا نظرنا إلى الرواية باعتبارها معادلًا موضوعيًا لقضايا المجتمع، فإنها تُعدّ من أكثر الأشكال الفنية تعبيرًا عن واقع المجتمعات وموروثاتها. فهي بمثابة "ترمومتر" يقيس حرارة المجتمع؛ لأنها تتشرب ملامح التيارات الفكرية التي تموج به، وتتكيف مع مختلف المواقف، وتتعقب الظروف التي تحيط بالناس. ولذا فهي من أبرز الوسائل التي يمكن من خلالها قراءة الأحوال الاجتماعية بكل تفاصيلها وألوانها، والوقوف على مواطن الخلل والألم في مسيرة الإنسان اليومية.
من هنا، فإن كتابات جيل الستينيات – الذي ينتمي إليه صنع الله إبراهيم – تمثل حلقة مهمة في مسار الرواية على المستويين الفني والموضوعي. فقد كانت معاصرة هذا الجيل للأجيال السابقة حافزًا مزدوجًا لتوسيع أفق الإبداع عند الطرفين، وخاصة في مجال الرواية والقصة القصيرة. فتأثر كل طرف بالآخر، وبقدر ما كان الجيل الجديد حريصًا على إثبات حضوره الإبداعي في مواجهة الكبار، أمثال نجيب محفوظ ويحيى حقي وفتحي غانم ويوسف إدريس وغيرهم، كان الكبار حريصين بدورهم على التجدد الإبداعي. وقد أصبحت هذه السمة من أبرز ملامح الستينيات وما تلاها من تحولات، الأمر الذي أشعل حماسة الشباب في منافسة أدبية قوية تهدف إلى تقديم كتابة مبتكرة لا أثر فيها للتقليد، بل تتسم بالابتكار والإبداع. واستمرت هذه الروح الخلّاقة عابرة إلى السبعينيات والثمانينيات، مضيفة إلى البداية الستينية زخمًا جديدًا وحيوية متجددة، لا تزال مستمرة حتى اليوم. .
تعرض صنع الله إبراهيم للاعتقال بسبب مواقفه السياسية في سن مبكرة – السادسة عشرة –، ولذلك تشكّلت لديه حاسة سياسية نشطة انعكست على كتاباته. كما كان انتماؤه الشيوعي حاضرًا في أعماله ورؤاه تجاه القضايا. ولا يمكن إغفال السياقات التي أسهمت في تكوين رؤيته الاجتماعية والفكرية، ومن ثم عطائه المعرفي.
كتب صنع الله إبراهيم مجموعة من الروايات على امتداد حياته، وما زال يكتب حتى الآن. ولكل مشروع من مشاريعه أبعاده وقضاياه الفنية والفكرية. وتجدر الإشارة إلى ضرورة التفرقة في أعماله بين زمن كتابة الرواية وزمن صدورها، وهو ما يكشف لنا عن قضية مهمة في منهجه الإبداعي، وهي الموقف السياسي مما يكتب، حيث كان للظروف السياسية والاجتماعية أثر كبير في تشكيل اختياراته وطرق معالجته للقضايا.



#ياسر_جابر_الجمَّال (هاشتاغ)       Yasser_Gaber_Elgammal#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- النبوءات المتقدّمة والاستشراف المبكر للواقع: دراسة في الميلو ...
- نجيب محفوظ في وجهة نظر أخري(2)
- النبوءات المتقدّمة والاستشراف المبكر للواقع: دراسة في الميلو ...
- النبوءات المتقدّمة والاستشراف المبكر للواقع: دراسة في الميلو ...
- البعد الرمزي في صراع الأرض والهوية دراسة على الأعمال الدرامي ...
- السرقات الأدبية الشلالية والإقصاء المتعمد
- نجيب محفوظ في وجهة نظر أخرى
- النكسة الثقافية في العالم العربي
- لا تجهد نفسك يكفيك أن تعرف الطريق
- النجاح بالقوة الوهمية أم بالفعل الحقيقي؟(3)
- البناء الحقيقي والبناء المزيف - قراءة في البنية السطحية والع ...
- النجاح بالقوة الوهمية أم بالفعل الحقيقي؟2
- الثقب في أروقة التاريخ
- مذكرات السيد حافظ الجزء الخامس واقع أمة بين التراجيديا التار ...
- النجاح بالقوة الوهمية أم بالفعل الحقيقي؟
- العمق الوهي
- الأدب في صدر الإسلام والعصر الأموي بين استلهام القديم والمؤث ...
- حركة الترجمة بين توهم نقل المعرفة، وإفساد عقل الأمة.
- تصحيح التاريخ وقراءة قراءة واعية في ضوء المتغيرات الواقعية و ...
- بين النقد والنقض في بناء الحضارة


المزيد.....




- في حلق الوادي قرب تونس العاصمة... شواهد مقر إقامة نجمة السين ...
- رحيل الممثلة كلوديا كاردينالي عن 87 عاماً... -أجمل إيطالية ...
- توماس فوسين: لا معايير للشرعية السياسية والارتباط بالسلطة يت ...
- توماس فوسين: لا معايير للشرعية السياسية والارتباط بالسلطة يت ...
- -السينما الغامرة-.. كيف يعيد الذكاء الاصطناعي رسم تجربة المش ...
- رحيل أيقونة السينما الإيطالية كلوديا كاردينالي عن 87 عاماً
- صور لغزة في معرض بمدريد لـ-إيقاظ الضمائر-
- عرض كتاب.. الاعتداءات الإسرائيلية على الأحياء والقرى والبلدا ...
- برعاية وزارة الثقافة .. بلدية البيرة تنظم معرض -حروف تجوب ال ...
- قصائد تحتفي بأمجد ناصر وتعاين جرح غزة


المزيد.....

- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ياسر جابر الجمَّال - صنع الله إبراهيم قراءة في المشروع والدلالات