أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أميمة البقالي - الدور العربي في القضية الفلسطينية: بين المسؤولية التاريخية وتحديات الواقع














المزيد.....

الدور العربي في القضية الفلسطينية: بين المسؤولية التاريخية وتحديات الواقع


أميمة البقالي
(Oumaima Elbakkali)


الحوار المتمدن-العدد: 8474 - 2025 / 9 / 23 - 18:36
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لا تزال القضية الفلسطينية، رغم مرور أكثر من سبعة عقود على نكبة عام 1948، تمثل المحكّ الحقيقي لمصداقية النظام العربي الرسمي والشعبي. فغزة، بما تحمله من رمزية في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي، تكشف في كل محطة حجم تباين المواقف العربية بين دعم معلن ومواقف مترددة، بل وأحيانًا صمت يقترب من التواطؤ. وهنا يبرز سؤال جوهري: ما هو الدور العربي اليوم في ظل التحالف الاستراتيجي بين إسرائيل والولايات المتحدة، والتحديات الداخلية التي تواجه الدول العربية؟

أولًا: المسؤولية التاريخية

منذ تأسيس جامعة الدول العربية عام 1945، شكّلت فلسطين القضية المركزية للعرب. وقد خاضت الجيوش العربية حروبًا ضد إسرائيل في أعوام 1948 و1967 و1973، غير أن هذه المواجهات انتهت إلى هزائم متتالية أدت إلى تآكل الثقة في الأنظمة العربية. ومع ذلك ظل البعد التاريخي يؤكد أن فلسطين ليست قضية قطرية تخص الفلسطينيين وحدهم، بل قضية عربية وإسلامية ذات بعد إنساني عالمي.

ثانيًا: المواقف العربية الرسمية

تباينت المواقف الرسمية للدول العربية مع مرور الزمن. فبينما استمرت بعض الدول في دعم الفلسطينيين سياسيًا وماليًا، اختارت دول أخرى الدخول في مسار "التطبيع" مع إسرائيل تحت ذرائع مختلفة، مثل السعي لتحقيق الاستقرار الإقليمي أو مواجهة تهديدات مشتركة. غير أن هذه الخيارات أثارت جدلًا واسعًا، لأنها أضعفت الموقف العربي الموحد، وأعطت لإسرائيل مزيدًا من الشرعية الدولية دون أن تلتزم بتقديم أي تنازلات حقيقية للفلسطينيين.

ثالثًا: الدور الشعبي

على الرغم من ضعف الموقف الرسمي، فإن الشعوب العربية ظلت تُعبّر عن تضامنها الدائم مع فلسطين وغزة، سواء من خلال المظاهرات أو الحملات الإعلامية أو المبادرات الإنسانية. هذا التضامن الشعبي يُظهر أن القضية لا تزال حاضرة في وجدان الأمة، وأن أي محاولات لتهميشها أو تجاوزها تصطدم بإرادة جماهيرية تعتبر فلسطين جزءًا من هويتها.

رابعًا: التحديات الراهنة

يقف العرب اليوم أمام تحديات داخلية معقدة: أزمات اقتصادية، نزاعات داخلية، وصراعات إقليمية تستنزف الموارد والطاقات. هذه التحديات جعلت كثيرًا من الأنظمة تنظر إلى القضية الفلسطينية بوصفها عبئًا سياسيًا أكثر من كونها قضية مركزية. لكن تجاهل هذه القضية لا يلغيها، بل يضعف مكانة العرب على الساحة الدولية ويزيد من نفوذ القوى الإقليمية الأخرى كإيران وتركيا.

خامسًا: ما المطلوب عربيًا؟

لكي يستعيد العرب دورهم الفاعل في القضية الفلسطينية، فإنهم بحاجة إلى:

1. توحيد الموقف السياسي عبر إعادة بناء استراتيجية عربية مشتركة تقوم على رفض الاحتلال ودعم الحقوق الفلسطينية.


2. تعزيز الدعم الإنساني والاقتصادي لغزة لتمكينها من الصمود في وجه الحصار.


3. توظيف النفوذ الدبلوماسي في المحافل الدولية لتقويض الدعم الأمريكي غير المشروط لإسرائيل.


4. تفعيل دور الشعوب عبر مؤسسات المجتمع المدني والإعلام لخلق رأي عام عالمي ضاغط على الاحتلال.



خاتمة

يبقى الدور العربي في القضية الفلسطينية مرهونًا بمدى قدرة الأنظمة والشعوب على إدراك أن فلسطين ليست مجرد ملف سياسي، بل هي معيار لنهضة الأمة أو تراجعها. فإذا اختار العرب الوقوف موقف المتفرج، فإن التاريخ لن يرحمهم، أما إذا أعادوا توحيد الصفوف ودعموا غزة وفلسطين بجدية، فإنهم قادرون على قلب موازين القوى وإعادة الاعتبار لقضيتهم المركزية.



#أميمة_البقالي (هاشتاغ)       Oumaima_Elbakkali#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القضية الفلسطينية بين صمود غزة وتحالفات إسرائيل مع الولايات ...
- الحياة بين الحلم والواقع
- أهمية القراءة في حياة الإنسان
- الطريق الذي اخترته… هو أنت
- في قلب العاصفة يولد الأبطال
- القراءة: رحلة نحو الذات والعالم
- قوة الكلمة: كيف تُغير الكلمات حياتنا
- السياسة بين النظرية والتطبيق
- دور الشباب في الحياة السياسية
- جمال البساطة في زمن التعقيد
- قوة الكلمة: كيف تُغيّر الكلمات مسار حياتنا
- المرأة في الثقافات المختلفة: نظرة مقارنة
- الاحتفالات الشعبية: بين الموروث والحداثة
- المرأة في الأدب العربي: من الشعر الجاهلي إلى الرواية المعاصر ...
- مأساة كاتب لم يُكتب له أن يكون عظيمًا
- المكتبة التي تقرأك
- رسائل من ظلّ شيكسبير
- الكاتب الذي سرق روايته من المستقبل
- مخطوطة تشارلز ديكنز المفقودة
- عدم احترام الأجيال: أزمة قيم في المجتمعات الحديثة


المزيد.....




- ملك الأردن: خطاب إسرائيل حول الأقصى سيُشعل حربًا دينية تتجاو ...
- الأردن: تهم جنائية جديدة بغسل أموال لنائب في حزب جبهة العمل ...
- نازحو غزة: الاعتراف بالدولة الفلسطينية لا يغيّر واقع الجوع و ...
- من أجل ربط المقاومات الاجتماعية بمناهضة التطبيع والاستبداد
- دولـة فـلـسـطـيـن: أتيحت الفرص فهل تحضر المسؤوليات؟
- إسرائيل تغلق معبر الكرامة بين الضفة الغربية والأردن حتى إشعا ...
- حماس ترفض اتهامات ترامب وتشيد بمخرجات مؤتمر حل الدولتين
- خامنئي: لسنا بحاجة لصنع أسلحة نووية.. ودفعنا ثمنًا باهظًا لت ...
- هل اعتراف فرنسا بدولة فلسطينية قرار يملكه ماكرون وحده؟ -مقال ...
- منعوه من عبور الشارع بسبب موكب ترامب.. ماكرون يردّ باتصال مب ...


المزيد.....

- جسد الطوائف / رانية مرجية
- الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025 / كمال الموسوي
- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أميمة البقالي - الدور العربي في القضية الفلسطينية: بين المسؤولية التاريخية وتحديات الواقع