احمد الحمد المندلاوي
الحوار المتمدن-العدد: 8471 - 2025 / 9 / 20 - 23:48
المحور:
الادب والفن
# قال حيدر:
كنّا ذات مساء عند الدرويش شيردل ، و قد خيّم الجو سكوت لطيف ننتظر فتح باب من الكلام من حكم وطرائف؛كي لا نخرج من عنده بلا زاد أو متعة فكرية،هنا قال أحدنا له :
يا درويشنا العزيز،سمعنا أن لكم طريفة مع أحد أصدقائكم،وعالجت الموقف بقصيدة سميتها (القصيدة الكارفانية)؛ حبذا نسمعها منكم في هذه العصرية.
ابتسم الدرويش شيردل قائلاً:
صحيح ولكن من ذكركم بها يا أعزائي ..حسناً..كان لي صديق عزيز يعمل حارساً في إحدى الشركات،حيث تراه في خفارته مدة اسبوع كامل في الشركة و منامه في كارفانة (غرفة متنقلة) ..ولكن الأكل مجاناً و كذلك كل المستلزمات مع أصدقاء يبين من كل المحافظات ،وأصابه ضجر و ملل من هذا العمل رغم محاسنه، فاشتكى لي ذات يوم .فقلت له اسمع هذا الشعر:
القصيدة الكارفانية في الرعاية الانسانية
اذا رُمْتَ المعيشةَ في الأمانِ عليكَ الرّكضُ نحوَ الكرفانِ
فأكلٌ ،ثمّ شربٌ، ثمَّ نـومٌ ثلاثي السّعدِ في هذا المكانِ
فلا تدفعْ أجورَ الماءِ يوماً و لا نفـطٌ ،ولا حملُ القنانِي
بعيدٌ أنتَ عن كلِّ الهمـومِ كأنَّك عائشٌ وسطَ الجِنانِ
اذا رُدْتَ الذّهابَ نحوَ سوقٍ لشيءٍ أشْتَري رفضَتْ يَدانِي
هنالـكَ إخـــــــوةٌ درَرٌ كرامٌ نَشامى فِـي المودّةِ والحنانِ
سعيدٌ قربَكُمْ ،وجهٌ بشوشٌ وقلبٌ طيّبٌ،حلوُ اللّسانِ
هنا شـيخٌ تراهُ في صلاةٍ وآخرُ همّـهُ شُربُ الدّخانِ
أخٌ لي همّـهُ كرةٌ و لعبٌ سعيد هكذا طـــــولَ الزمانِ
فسبحانَ الذي جمع شتاتاً ديالـى ثمّ ذي قارٍ وميسانِ
لك الحمد إلهِ الكونِ دوماً على طيبِ الصداقة كلَّ آنِ
اذا ضاقتْ بكَ الدّنيا عموماً ولم تشعرْ بلطـفٍ أو أمـانِ
تعالَ ها هنا عندي دواءٌ فمُفتاحُ السّعادةِ في الكرفانِ
هنا قهقه صاحبي وقال:
مادام الأمر هكذا يا إخوان،هيا الى الكارفان و كل شيء فيه بالمجان.
23/7/2015م- المهجر
#احمد_الحمد_المندلاوي (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟