أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - احمد الحمد المندلاوي - شفاااهيات دل














المزيد.....

شفاااهيات دل


احمد الحمد المندلاوي

الحوار المتمدن-العدد: 8471 - 2025 / 9 / 20 - 11:49
المحور: الادب والفن
    


شفاهيات الدرويش شيردل..
شيردل فتى وسيم ظهرت عليه علامات العرفان و التصوف منذ الصغر ؛قال يوماً:
ما رأيتُ وجه فتاة قط في حياتي ،و كل ما واجهت فتاة وأردتُ أن أعاين في وجهها؛و كأن أحدأ يلوي عنقي باتجاه معاكس حتى تمرَّ الفتاة من قربي،و تبتعد عني،وذات يومٍ و أنا أعبر الكوبري (جسر صغير على نهير في قريتنا) واجهت إحدى فتيات القرية؛عابرة الكوبري معاكساً إيايّ في السير،و كأنّ كوثراً انساب الى أحشائي كلِّها.ـ وأنا في دنيا جديدة ..و أصبح كل شيء في نظري جميلاً رائعاً و أرى فيه عظمة الخالق جلَّ و علا..ولم يطفئ ظمأ فؤادي سوى رباعيات بابا طاهر الهمداني ..ولم يمرُّ عليَّ سوى شهرينِ حتى إقترنت بها فهي رفيقة عمري من ذلك اليوم الذهبي ..و كلما أمرُّ على الكوبري أشم أثر قدميها دون أن أحس بذلك،وأسلم على (كوبري الغرام ) الغرام الذي لا ينتهي؛ بل وجدتُ فيه عوالم لا تنتهي جواهرها و ذخائرها.و كأنى صادقت كائناً من غير عالمنا يحب النقاء و يجمع بين الأفئدة الحيرى بهدوء يكسوه الجمال و البهاء.
وارتدى شيردل ثوبه الأبيض الفضفاض , اصبح درويشاً يحلق في عالم العرفان في منزل متواضع قرب نهير القرية مع فتاة العمر..ومن دون ذريّة ،وما زالا على وئام تام منذ أربعين عاماً.
ــــ26/1/2014م ــــــــ


2- مذكرات شفاهيات الدرويش شيردل..ن احراج
شيردل كان درويشاً جوالاً بين القرى و الأرياف يزور المضائف و الدواوين يقرأ ما يحفظ من الاشعار و الاحاديث حيث يطرق الابواب و يكافأ بواد عينية من الغلات و اذا حل الظلام ينزل في احد المضائف دون اء او احد بيوت الوجهاء فيرى امورا كثيرة و يسمع خلال معايشته للناس و هو مورد احترام و تقدير لدى الجميع كونه مؤمنا عرفانياً و لا ينقطع عن الذكر و الصلوات و لا يتدخل في شؤون الناس و يقتات هو و عائلته على هذه الهبات و لا يطلب مباشرة
كان ذا قامة طويلة و لحية بيضاء و عمامة و يطغي البياض عليه لة صوت رخيم و عندما يعود الى منزله الكائن على نهر السوق وفيه حديقة جميلة و يدون ما يراه مهماًبخط تصعب قراءته على أغلفة باكيت تركي او غازي و قد حصلت على تلك المذكرات هنا نذكر شيئاً منها:
1- قال شيردل :رأيت رجلا في احد المضائف بعد الصلاة تناول المصحف ليتلو شيئا من الذكر نزع نظارته السميكة و شرع بالتلاوة تعجبت من امره و النظارة للقراءة فما باله ينزعها و بعد جلست جنبه تماماً فسألته اجايني
- لا اريد ان يكون هناك حاجز بيني و بين كلمات الله حتى عدسة النظارة رغم شفافيتها و لكنها موجودة و احس جاجزاً بيننا لذا اخلعها اثناء التلاوة


3- السدرة و الانسان
** كنا شلة من الشباب نتردد على الدرويش شيردل في منزله لنسمع شيئاً من تجاربه و حكاياته اللطيفة و هو لا يبخل يوماً بهذه المتعة و في يوم نيساني كنا عنده في باحة الدار و تحت ظلال السدرة التي كات تغطي أكبر جزء من منزله فناولنا حبات من ثمرها و كانت الحبة صفراء بحمرة و بحجم مشمشة تقريباً و لما رأى العجب على ملامحنا نحن الثلاثة و علم ما نريد استفساره بخصوص شجرة السدرة التي نتفيأ ظلالها و نتناول من ثمارها هنا بادر الدرويش شيردل قائلاً:
- كأني أرى في وجوهكم سؤالاً عن هذه الشجرة المباركة .. إذاً سأسرد لكم أعزائي قصتها..بينما كنت في إحدى جولاتي في كردستان تناولت في أحد بساتينها حفنة من ثمر سدرة (كونار - نبق) و كان لذيذاً طيباً فوضع عدداً من النوى في كيس النقود آملاً أن أزرع شئياً عودتي على ظهر دابتي البيضاء هذه (و قد أشار اليها بعصاه) فقمت فعلاً بطمر النواة في هذا المكان و عملت لها سوراً دائرياً و كلما أردتُ الضوء جلبت إبريقي النحاسي ليسكب ماء الوضوء في السور حيث الحبة المزروعة فنمت و كبرت و صارت منها هذه الشجرة المباركة قبل عشرين عاماً..
صمت قليلاً ؛ثم نظر الى وجوهنا قائلاً:
- ما الحكمة من هذا السدر يا أعزائي؟ النواة جلبتها من مكان بعيد و غرستها في بيئة جديدة لكنها تأقلمت وأثبتت وجودها و أثمرت نفس الثمار التي جادت بها أخواتها ..هنا الانسان العاقل و الحكيم يجب أن يكون مثل هذه السدرة ينتقل حيث يشاء بشرط أن يحافظ على قيمه و إصوله و يتأقلم مع بيئته الجديدة ينفع و ينتفع ،أليس كذلك ؟؟
نظرنا الى وجهه الهادئ والذي تزينه لحية بيضاء ..و قلنا بصوت واحد:
- أجل أجل يا درويشنا العزيز. 275 في 23/4/2014م



#احمد_الحمد_المندلاوي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ألف ناع 2025
- الزورخانةالبغدادية وسيطرة ابطال الكورد الفيليين في النزالات/ ...
- الزورخانة البغدادية وسيطرة ابطال الكورد الفيليين في النزالات ...
- فناننا حسن هياس
- أسماؤنا جميلة : من- دلي..
- تاريخنا علي مداراج السأم
- لباب مكتبتي معرض مندلي الاول 3025م
- فقدناكم ح ي رت 2025م
- من رباعيات وأد الروح
- في برجها الغضبُ..8
- قصص غرائب منهناك
- # قرّاء القرآن في مندلي :–
- # أسماء قرّاء القرآن في مندلي :–
- مجلاتنا من اساتذة مندلاوية/7
- (عظاماً في الثَرى باقِيةْ)
- كتب و مؤلفات 2025م
- لشاعر من مندلي الطيبة
- الفاضل قلعة بالي
- أبا فضلِنا
- قراءة في المجموعة: للأاسفل


المزيد.....




- تنامي مقاطعة الفنانين والمشاهير الغربيين لدولة الاحتلال بسبب ...
- أحمد مهنا.. فنان يرسم الجوع والأمل على صناديق المساعدات بغزة ...
- وَجْهٌ فِي مَرَايَا حُلْم
- أحمد مهنا.. فنان يرسم الجوع والأمل على صناديق المساعدات بغزة ...
- نظارة ذكية -تخذل- زوكربيرغ.. موقف محرج على المسرح
- -قوة التفاوض- عراقجي يكشف خفايا بمفاوضات الملف النووي
- سميح القاسم.. الشاعر المؤرخ و-متنبي- فلسطين
- سميح القاسم.. الشاعر المؤرخ و-متنبي- فلسطين
- -أنخاب الأصائل-.. إطلالة على المبنى وإيماءة إلى المعنى
- -الأشرار 2- مغامرات من الأرض إلى الفضاء تمنح عائلتك لحظات ما ...


المزيد.....

- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - احمد الحمد المندلاوي - شفاااهيات دل