أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - مجدي مهني أمين - الأشجار تموت واقفة يا سليمان شفيق














المزيد.....

الأشجار تموت واقفة يا سليمان شفيق


مجدي مهني أمين

الحوار المتمدن-العدد: 8466 - 2025 / 9 / 15 - 04:49
المحور: سيرة ذاتية
    


رحل اليوم الصديق سليمان شفيق، السياسي والكاتب والمفكر والمناضل، المناضل هي أبرز صفاته، تعرفه مناضلا عندما تراه مبتسما دائما، مغلقا عينيه في ابتسامته يفكر كيف يستأنف النضال، نضال بلا توقف، انشغال بالهَم العام صباح مساء، فهو ابن جيل السبعينات، جيل السبعينات الذي وُلد في رحم النكسة، وُلد مع صيحة "لا تتنحى، لا تتنحى"، في العاشر من يونيو 1967 مطالبا عبد الناصر، أو فلنقل مُلزما لعبد الناصر بالبقاء وعدم الرحيل، كي يخرج هذا الجيل في احتجاجات الطلبة، في فبراير 1968، من أجل الحرية وضد الفساد والمحاكمات الصورية، وهنا وُلدت الحركة الطلابية في الجامعات المصرية.

وُلد جيل السبعينات كي يكون شوكة في ظهر الاستبداد بالحُكم، ليعبر عن وجوده مستعينا بقياداته الطلابية في يناير 1972 لمطالبة السادات بخوض الحرب واسترداد الأرض، لو بحثنا هنا في هذه الصورة المتأججة سنجد سليمان شفيق ابنا بارا لجيل السبعينات.
ويستمر سليمان في رحلة لا تنقطع؛ يحمل في قلبه وقلمه الهَم العام، يدافع عن الديمقراطية وحقوق الإنسان ويواجه التطرف وكافة تجاوزات الإرهاب والجماعات الدينية، وقد حمل سليمان في كفاحه سلاحا قاطعا لا يباريه فيه أحد، سلاحه كان التوثيق الدقيق ونشر كافة تجاوزات هذه الجماعات كي تظهر دمويتها بوضوح لا يحمل مجالا للشك، يتحدثون باسم الله وسليمان يكشف تفاصيل عنفهم ويرفع الغطاء عن أياديهم الملوثة بلا رحمة بدماء الأبرياء.
التوثيق -لمن لا يعرف- عمل شاق، وهنا كانت مَلَكات سليمان، تجلت هذه المَلَكات في أبهي صورها عندما كان يعمل بمركز ابن خلدون للعلوم الإنسانية والاجتماعية، فالمركز بطابعه البحثي كان فرصة سليمان المبهرة، حيث تمكن سليمان من طرح الحقائق التي لا تقبل الشك بأسلوب سلس ومبدع. اهتمامه بالعمل العام لم يقف عند حد القلم الموثِق الذي يخاطب العقل، بل أيضا القلم الذي يخاطب القلب والضمير،

- لا أنسى مقالته التي كتبها في اليوم السابع تحت عنوان "شهادة من قلب كنيسة القديسين على جريمة رأس السنة.. البكاء بين يدي العذراء في كنيسة القديسين" (سليمان،2011)

كتبها كشاهد عيان حيث ذهب إلى الكنيسة بعد الاعتداء عليها في الدقائق الأولى من العام الجديد2011، ذهب كي يرى بنفسه ويكتب عن مرارة ما حدث ممَن يدّعون أنهم أصحاب الحق، وأنهم لو تمكنوا من حُكم البلاد سيحققون الجنة على الأرض للعِباد.. معارك كثيرة لا تتوقف وسلاحه قلمه الحُر، دراساته وكتاباته تقع تحديدا في دائرة اختيار جيل السبعينات، الجيل الذي يرى أن الحل في الإصلاح، أن الحل في أدراك النظام الحاكم لضرورة تغيير قواعد اللعبة في أسلوب الحُكم، في أن يلتزم بالديمقراطية، والقانون، والشفافية، وفصل الدين عن الدولة، والأخذ بالعلم، والمواطنة والمساواة في الحقوق بين كافة طوائف الشعب.

رحل سليمان دون أن يتحقق الكثير من أحلام جيله، رحل في هدوء ممسكا بسلاحه في يده، فالأشجار تموت واقفة، يرحل سليمان ونبقى نحن في نفس المرجل؛ لدينا نفس الحُلم، منا مَن يكمل بأمل كي تصل بلدنا إلي ما كان يتمناه سليمان مع كافة رفاقه، أن تصل إلى الحُلم المنشود، لو وصلت إليه سيراها سليمان من عليائه ويسعد ويسعدون جميعا.

- عزيزي سليمان، هتوحشنا جدا، هتوحشنا ابتسامتك تلك التي كانت دائما تعبر عن فرحك كما كانت تعبر عن مدى تحملك لما تراه من صعوبات وقصور، أنت تملك الآن ابتسامتك كاملة غير منقوصة فلقد جاهدت الجهاد الحسن، وتأتي أجيال تبني على ما قمتَ به كي نصل للوطن الحُلم الذي كنت تعمل من أجله كل يوم.. وداعا يا أخي العزيز، قلبنا ينفطر لرحيلك، السلام أمانة لأخوتك المناضلين الأمناء الفرحين باحتضانك في ملكوت السماوات.

مرفقات:
- سليمان شفيق، " شهادة من قلب كنيسة القديسين على جريمة رأس السنة.. البكاء بين يدى العذراء فى كنيسة القديسين"، اليوم السابع، 5 يناير 2011.



#مجدي_مهني_أمين (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أبو زَحْطَلون
- نعم أعرف
- ‎100 من 700
- السياسة والتحالفات، والإيمان بالرسالة
- يهوذا واعتراض الطريق
- الناظر شيوعي!!
- ‎الأخت أديلا، المحاربة المبتسمة
- صلاح سبيع، عندما تكون التنمية وجهة نظر
- أبونا وليم، صفحة من كتاب الإيمان الحي
- أَعْطُوهَا الْوَلَدَ الْحَيَّ وَلاَ تُمِيتُوهُ فَإِنَّهَا أُ ...
- شنودة الذي حل ضيفا على هذا المجتمع القاسي
- ساويرس، بكري، علاء، والحق الضائع وغير الضائع
- الموعِظَة على الجبل، والعِظَات المصاحبة
- لكن عشق الجسد فاني
- الرجل رأس المرأة
- المؤمن ثقيل الظل
- الصيدلي المتشدد والعمل الإرهابي في سيناء
- دون مزايدة
- عَيِّلة تايهة يا ولاد الحلال
- أبونا عيروط، إصلاح الخطاب الديني


المزيد.....




- استبعدت أكثر من نصف السكان، قصة أول ديمقراطية في العالم
- 80 منظمة دولية تطالب بإنهاء التجارة مع المستوطنات الإسرائيلي ...
- الجزائر تعلن إعادة تشكيل الحكومة مع استمرار الحقائب السيادية ...
- محادثات أمريكية صينية في مدريد تبحث مصير تيك توك والعلاقات ا ...
- ترامب يدعو إسرائيل إلى الحذر بعد غاراتها على الدوحة التي است ...
- شهداء بقصف الاحتلال خيام نازحين ومنزلين بمدينة غزة ودير البل ...
- بعد الغيبة لماذا استدعى المرشد الإيراني علي لاريجاني؟
- زامير يبلغ الحكومة: حماس لن تُهزم حتى بعد احتلال غزة
- أونروا: قطاع غزة بدأ يتحول إلى أرض قاحلة غير صالحة للسكن
- تضامن -عربي - إسلامي- مع قطر ضد -الاعتداء الإسرائيلي-


المزيد.....

- أعلام شيوعية فلسطينية(جبرا نقولا)استراتيجية تروتسكية لفلسطين ... / عبدالرؤوف بطيخ
- كتاب طمى الاتبراوى محطات في دروب الحياة / تاج السر عثمان
- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - مجدي مهني أمين - الأشجار تموت واقفة يا سليمان شفيق