ابراهيم خليل العلاف
الحوار المتمدن-العدد: 8465 - 2025 / 9 / 14 - 18:24
المحور:
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
واعترف انه معي منذ عقود اقرأ له واول كتاب قرأته له كتابه الشهير (لعبة الامم) وبما انني عشت في (عصر عبد الناصر) فقد قرأت ما قيل عن علاقته بالرئيس القائد الخالد جمال عبد الناصر وانا كمؤرخ اعرف ان ضباط ثورة يوليو 1952 تصلوا بالأمريكان قبل تحركهم ليعرفوا رد فعلهم على الثورة ان قامت واعرف طبيعة الصراع البريطاني -الامريكي على الشرق الاوسط وخاصة العراق ومصر واعتقد ان مايلز كوبلاند بحاجة الى رسالة ماجستير تقدم في في الجامعات العراقية المعروفة باهتماماتها بهكذا لون من الدراسات.
اعود فأقول واعتمادا على النسخة الانكليزية من مادة مايلز الانكليزية ورابطها التالي :https://en.wikipedia.org/wiki/Miles_Copeland_Jr.
ان مايلز كوبلاند 1916-1991 كاتب ورجل مخابرات امريكي واحد مؤسسي وكالة المخابرات الاميركية CI A وهو عازف جاز Jazz عمل في القاهرة واقام علاقات صداقة مع الرئيس جمال عبد الناصر وله نشاطات مخابراتية في مصر 1952 وسوريا 1949 وايران 1953 .
Copeland participated in
numerous covert operations, including the March 1949 Syrian coup d état and the 1953 Iranian coup d état.[3]
كان مايلز يمينيا محافظًا ، وكان مرتبطًا بالمجلة السياسية الأمريكية ( ناشونال ريفيو) . في مقابلة مع رولينج ستون سنة 1986، قال: " أن وكالة المخابرات المركزية لا تطيح بما يكفي من الحكومات المناهضة لأمريكا أو تغتال ما يكفي من القادة المناهضين للسياسة الامريكية.. على العموم قد اكون تقدمت في السن لأقول هذا" .
ولد مايلز كوبلاند في 16 تموز-يوليو سنة 1916 Miles Axe Copeland Jr.
Birmingham, Alabama, U.S.وتوفي عن عمر يناهز ال (74) سنة في 14 كانون الثاني -يناير سنة 1991 في Oxfordshire, England
من مؤلفاته:
The Game of Nations: The Amorality of Power Politics. New York: Simon and Schuster London: Weidenfeld & Nicolson (1969).
Without Cloak´-or-Dagger: The Truth About the New Espionage. New York: Simon and Schuster (1974).
Published in the United Kingdom as Real Spy World. London: Weidenfeld and Nicolson (1974).
Beyond Cloak and Dagger: Inside the CIA. New York: Pinnacle Books (1975).
The Game Player: Confessions of the CIA s Original Political Operative. London: Aurum Press (1989).
وبشأن كتابه (لعبة الأمم) قلت في منشور سابق وتحت عنوان :
( لعبة الامم ) لمايلز كوبلاند ..قراءة جديدة بعد عقود من صدوره
صدر كتاب (لعبة الامم The Game of Nation ) في لندن سنة 1969 ، ومؤلفه (مايلز كوبلاند 1916- 1991 Miles Copeland ) .
ومنذ صدوره ، مايزال يثير الكثير من اسئلة الاستفهام حول حقيقة ما ورد فيه من معلومات . وللكتاب عنوان فرعي ، وهو يترجم الى اللغة العربية ومترجمه مروان خير ، والعنوان الفرعي يقول : (لعبة الامم : اللاخلاقية في سياسة القوة الاميركية ) .
مايلز كوبلاند ، شغل مناصب مخابراتية اميركية في عدد من دول الشرق الاوسط في الخمسينات .كان في أول أمره نائبا للقنصل الاميركي في سوريا ، وأسهم في تنظيم وكالة المخابرات المركزية الاميركية سنة 1949 .. كان مركز عمله لسنوات طويلة في مصر.. ولعبة الامم التي يقصدها الكاتب؛ ذلك النشاط الذي بدأته وزارة الخارجية الاميركية في واشنطن بغية وضع المخططات المناسبة لبسط النفوذ الاميركي على بلاد العالم عن طريق السياسة، والخداع ، بدل اللجوء الى الحرب المسلحة " .
ومما يقرب لنا هذا المعنى الاستعانة بما قاله زكريا محي الدين نائب رئيس الجمهورية العربية المتحدة (مصر وسوريا بعد الوحدة 1958) في محاضرة له في الكلية العسكرية المصرية في ايار –مايو 1962 من ان الأمريكان يبغون الابقاء على اللعبة مستمرة دون توقف ؛ لان توقف اللعبة معناه الحرب ولكل لاعب أهدافه الخاصة . وفي لعبة الامم لا يوجد فائزون البتة بل الكل خاسرون لهذا ؛ فكل طرف يحرص على ان لا يخسر قدر الامكان .
فصول الكتاب تتابع السياسة الاميركية الشرق أوسطية منذ سنة 1947 ، وتتوقف عند سنة 1967 .تبدأ بإعلان الوصاية الاميركية على الشرق الاوسط ، وانتهاء الوصاية البريطانية في الشرق الاوسط ثم اعلان ترومان 12 اذار –مارس 1947 واعلان قيام الكيان الصهيوني في الارض العربية المغتصبة :فلسطين 15 ايار –مايو 1948 ، وحريق القاهرة 1952 ، وثورة 23 تموز-يوليو 1952 في مصر والانقلابات العسكرية في سوريا والاطاحة بالدكتور مصدق في ايران ، واستلام عبد الناصر للسلطة في مصر بعد تنحية اللواء محمد نجيب في شباط 1954 ، واعلان قيام حلف بغداد في كانون الثاني 1955 ومؤتمر باندونغ نيسان –ابريل 1955 وبروز كتلة عدم الانحياز بجهود عبد الناصر ونهرو وتيتو وسوكارنو وتوجه عبد الناصر نحو المعسكر الاشتراكي لشراء السلاح ايلول –سبتمبر 1955 ، والعدوان الثلاثي على مصر 1956 ، وقيام الوحدة المصرية –السورية شباط –فبراير 1958 وقيام ثورة 14 تموز –يوليو في العراق ، وانفصال سوريا عن مصر ايلول –سبتمبر 1960 ، وقيام الثورة في اليمن ايلول 1963 ، وانهيار حكومة الزعيم عبد الكريم قاسم شباط 1963 ، وحرب 1967 العربية –الاسرائيلية .
عمل في السفارة الاميركية في القاهرة سفراء عديدون اسهموا في تنفيذ المخططات الاميركية في المنطقة هم : جيفرسون كافري ، وهنري بايرود ، وفردريك رينهارت ، وجون بادو ، ولويس باتل ، ورتشارد نولته وانقطعت العلاقات المصرية –الاميركية نتيجة حرب حزيران-يونيو 1967 .
الكتاب يجيب عن اسئلة شائكة ، لكن قبل ان يجيب يقول ان المصادمات تقع بين الاطراف ، ويعتقد الجميع انهم على حق لكن ما ان يتدخل اناس اغراب عن المشهد إلا وتعود الامور دون ان يفقد أحد ماء وجهه. إنها ( لعبة الامم ) ؛ فقلة من عرفوا كيف تدار بعض الامور .. قلة من عرفوا عمن كان وراء زحزحة المصريين والبريطانيين عن مواقفهم اثناء مفاوضات الجلاء عن السويس سنة 1954 ، وقلة من عرفوا من الذي اطاح بحكومة الدكتور محمد مصدق في ايران ، وقلة من عرفوا كيف ثبّت الناصريون اقدامهم في لبنان سنة 1958 على مرأى ومسمع مشاة الاسطول الاميركي السادس ، وقلة من عرفوا لماذا احجم عبد الناصر عن ضرب الكيان اسرائيل في وقت كان مستعدا لذلك ودفع شعبه لحربه وهو في اقل حالات الاستعداد لها ، وقلة من عرفوا من كان وراء الانقلابات العسكرية في سوريا والعراق ، وقلة من عرفوا لماذا انفرط عقد الوحدة بين مصر وسوريا ، ومن كان وراء ذلك وهكذا .
هل يجيب المؤرخون على تلك الاسئلة؟ وهل يتناول الدبلوماسيون والسياسيون هذه الاشكاليات وهم يكتبون مذكراتهم بعد تقاعدهم؟ المؤلف يقول ان المؤرخين، والدبلوماسيين، والسياسيين يمتنعون عن ذكر الحقائق بدوافع كثيرة منها انهم يتحججون باعتبارات الامن القومي ، لكن بعض الحقائق تظهر بالصدفة وهكذا ، فإن الكثير من الاحداث التاريخية تبقى مدفونة وتنكشف أسرارها .
يقول كوبلانز انه دفع بمسودات كتابه الى احد الدبلوماسيين الاميركيين ليراجعه ويضيف اليه ما قد فات المؤلف لكن هذا أعاد الكتاب الى المؤلف وزجره قائلا له بخطأ كشف الاسرار التي يجب – برأيه – ان تبقى في زوايا النسيان حتى لاتشوه سمعة الحكومة الاميركية أمام شعبها دون حاجة لذلك أو ضرورة .
وكوبلاند ، ينتقد عددا من السياسيين الاميركان لانهم في مذكراتهم يقدمون تفسيرات للأحداث ناقصة وساذجة لا تشفي غليل القارئ المتتبع .
ويعترف كوبلاند ان القلة هم من يعرفون من هم وراء السياسة الخارجية الاميركية، ويهملون من يسيطر على الاقتصاد الاميركي ويوجهه .. يجهلون دور مؤسسات ضخمة من قبيل جنرال موترز ، ومجلس اتحاد التجارة ، والكنيسة الكاثوليكية .
ويقينا ان ادارة المخابرات المركزية الاميركية الداخلية والخارجية تستقرئ الرأي العام وتقيسه وترجح بعض الحلول وتبين اتجاهات الشعب وما يميل اليه من تحفظات وما يظهره من ردود فعل وهكذا كانت تنحصر مهمة كبار متخذي القرارات العليا في الموازنة بين ما يصلهم من تقارير .وقد يقع التضارب بين نتائج استقصاء كلا الادارتين عندئذ يتدخل الرئيس ويضرب كوبلاند مثالا على ذلك عندما زج الرئيس الاميركي تيودور روزفلت بالشعب الاميركي في الحرب العالمية الثانية مع انه كان ممتنعا عن التورط فيها ، واصراره على الوقوف بعيدا عن جحيمها لكن قوى الضغط خالفته في ذلك رغبة في نيل المكاسب بعد انتهاء الحرب .
يقول كوبلاند ان الأمريكان يدعّون عدم رغبتهم في التدخل بشؤون الدول الاخرى.. لكن الوقائع تثبت كذب ذلك. ويقول بالنص :" انها اي الحكومة الامريكية تبحث عن اساليب غير تقليدية للتدخل ، وتشرع بتحديد معالم وحدود القضية المعنية ، ومن ثم تقوم بإطلاق العنان لعدة قوى خفية تتكفل بتصفيتها كليا او ازالة اخطارها دون ان تتورط الحكومة رسميا في أي جانب من جوانبها وتبدأ اللحظة الحرجة عندما يبدأ الصراع المستتر بين هذه القوى ومثيلاتها في الدول الاخرى وكلها تعاني من المشكلة نفسها المشتركة بينها ألا وهي : اظهار النزاهة ، والاستقامة ، واضمار الغدر ، والخداع ، ونية التلاعب بالأمم والشعوب " .
المؤلف يقول ان ما تحدث به في كتابه هو: لعبة الامم .. انه نوع من الدبلوماسية المسماة ب(دبلوماسية ما وراء الكواليس) ، ولهذا النوع من الدبلوماسية أثر كبير ظهر في سلوك حكام الشرق الاوسط في علاقتهم بالغرب وهو سلوك يمجه الذوق السليم ويرفضه المنطق الصحيح ، ويبدو في ظاهره خطوط متقاطعة متباعدة لايتوازى فيها اثنان .
والكتاب –كما يعده مؤلفه – يهدف الى ازاحة الستار عن حقيقة ارتباطات الدول الكبرى بالدول الصغرى محدودة الامكانيات، لكنها نجحت أو تنجح احيانا في احراز نصر دبلوماسي على بعض الدول الكبرى، وتمكنت او تتمكن مع الايام من ممارسة دور أكبر من طاقتها في السياسة الدولية واوضح مثال على ذلك دور زعيم مصر جمال عبد الناصر.
كتاب قرأناه عند صدوره قبل عقود.. ونحن بحاجة ان نقرأه اليوم مرات ومرات لنقف على اساليب الغرب والولايات المتحدة الاميركية زعيمته في الخداع، والتزوير ، والتلاعب بالمقدرات ، والاستقواء ، والاستعباد ، والظلم ، والقهر .2017
*https://www.facebook.com/photo/?fbid=10238535170094960&set=a.1661700019326
**https://www.facebook.com/photo?fbid=10238533483532797&set=a.1661700019326
#ابراهيم_خليل_العلاف (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟