سعد محمد عبدالله
- شاعر وكاتب سياسي
الحوار المتمدن-العدد: 8465 - 2025 / 9 / 14 - 13:56
المحور:
الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
رحل عن عالمنا الفانٍ المناضل السناري والزعيم الوطني العظيم "شوقي طنطاوي"، بعد رحلةٍ حياة حافلة بالعطاء والنضال المضني من أجل إعلاء كلمة الحق ونشر قيم السلام والتسامح والدفاع عن قضايا الوطن والشعب، وشجع علي إشاعة المعارف من خلال مكتبته المشهورة في قلب سوق سنار، وقد دافع بشجاعة عن قواعد الحرية والعدالة والكرامة الإنسانية، وعلمنا أن الصبر والصمود هما مصابيح في مسار العبور نحو فضاء واسع تتحقق فيه آمالنا لهذا الوطن.
كان فقيدنا رمزاً للبطولة والجسارة، ولم يتأخر لحظة عن خدمة قضايا شعبه وبلاده، ولم يبدل مواقفه رغم الصعاب والتحديات التي واجهها، وعرفناهُ مثقفًا عالٍ الكعب، ومناضلاً صادقًا في القوُّل والفِعل، ونبيلاً في المواقف، وحكيمًا في الرأي، ودمث الأخلاق، وطيب المعشر، ولم يبدل من مبادئه حتى فارق الحياة، ويجب علينا الآن تأمل مسيرة حياته بغية أخذ العِبرة التي تعيننا علي بناء حياة إنسانية تسودها القيم والمبادئ، والتي نستلهمها ونتعلمها من أمثال هؤلاء القادة العظماء.
تعرفتُ علي الزعيم السناري "شوقي طنطاوي" منذ السنوات الأولى من حياتي السياسية التي بدأتها بمدينة سنار الصاخبة بحيوية شعبها الذي لا ينام إلا علي ترانيم النضال، وتوطدت معرفتنا مع تمدد الحراك السياسي والثوري، وهنا أذكر أن من اللحظات الخالدة في ذاكرتي زياراته الراتبة وكلماته الدافئة التي حفنا بها حين كنا نقبع في محابس النظام الإنقاذي البائد في العام 2013م، وكان ذلك عند إعتقالنا في قضية مناهضة قرار والي الولاية بشأن إستقطاع وبيع مدرسة سنار الثانوية الجديدة بنات.
إن الكلمات التي نقولها في هذا اليوم الحزين لا يمكنها إيفاء الزعيم السناري "شوقي طنطاوي" ما يستحق منا من توقير وتقدير، وتستحي تلك الكلمات أمام نضالاته الخالدة، ويمثّل رحيله اليوم خسارة فادحة لرفاقه وأحبته ومعارفه وشعب سنار قاطبةً، ولكن إن وافاهُ الأجل، وهكذا حال الدنيا؛ فإن إرثه النضالي والفكري سيبقى كما النيل يجري في عمائق السناريين، وسوف تتذكره الأجيال رمزًا شامخًا للحكمة والبسالة والعزة في النضال من أجل الحقوق والحريات السياسية والمدنية والمواطنة بلا تمييز.
نسأل الله عز وجل أن يتغمد فقيد سنار بواسع رحمته ومغفرته، ويسكنه الجنة مع الشهداء والصديقين والصالحين، وأن يلهم أسرته ورفاقه ومحبيه الصبر والسلوان
#سعد_محمد_عبدالله (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟