أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عزيز الحاج - برامج التعليم العراقية ورجال الدين!














المزيد.....

برامج التعليم العراقية ورجال الدين!


عزيز الحاج

الحوار المتمدن-العدد: 1824 - 2007 / 2 / 12 - 12:05
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


صرح مدير عام التربية في النجف يوم 10 الجاري للصحفيين بأن الوزارة وزعت مبادئ جديدة لفلسفة التعليم ووزعتها على كافة مديريات التربية مع نسخ منها إلى "مكاتب المرجعيات" للاطلاع عليها وتقديم الأفكار والاقتراحات، وأضاف بأن التغييرات على المناهج "لن تكون بعيدة عن أفكار وتوجيهات المرجعية"، أي المرجعية الشيعية.
إن هذه أول مرة في تاريخنا الحديث يتحول فيها رجال الدين لمرجعية وضع برامج التعليم وفلسفتها.
نحن نعلم أن النظام السابق قد أفسد النظام التعليمي بتبعيثه، والاعتداء على الدرجات العلمية، وجعل الانتساب للبعث معيار التقدم الوظيفي والإرسال للبعثات. واليوم يبدو أننا مقبلون على نوع جديد من تغيير التعليم ومحتواه بوضعه تحت رحمة فتاوى وأفكار رجال الدين، بعد أن استطاع الحكام تمرير دستور تلفيقي يفتح باب العبور لقيام نظام حكم الشريعة.
لقد كان المأمول بعد سقوط صدام أن تهتدي برامج التعليم بفلسفة وروح حقوق الإنسان، والإيمان بالعلم وبحرية الفكر واستقلاله، بعيدة عن الحزبية والطائفية والعرقية. غير أن ما يلوح في الأفق مع الأسف الشديد هو خيار آخر للحكومة، التي ساهمت بإعلامها وتصرفاتها في انتشار الطائفية الذي بدأت بممارستها ولا تزال تمارسها قوى الإرهاب الصدامية، والقاعدية التكفيرية المشبعة بالطائفية والعنصرية، والترويج للعنف وسفك الدم واحتقار البشر. كما نعرف تجارب الفلوجة والحويجة وغيرهما عندما سيطر الإرهابيون وأرغموا السكان على أنماط متخلفة من السلوك وتدخلوا في صميم تفاصيل الحياة والحريات الشخصية للمواطنين.
إن الخراب الفكري والتعليمي والأخلاقي الذي أحدثه النظام المنهار كان المفترض معالجته بروح العصر وحضارته ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة ودستور المنظمة الدولية للتربية والثقافة والعلوم. أما نية الشروع بمغامرة جديدة في مجال التربية، كما صرح المصدر الرسمي المذكور، فمعناه إشباع الجيل الحاضر والأجيال المقبلة بالأفكار التي ترجع العقول والنفوس للوراء قرونا!
ليس في هذا مبالغة ما، لكوننا نعرف جيدا الفتاوى الدينية بتكفير حملة الديانات الأخرى، وتحريم الموسيقى والفنون، وحجز حرية المرأة، والتضييق على حرية الفكر لصبها في قالب واحد.
إن التعليم يجب أن يكون محايدا لا منحازا لجهة دون أخرى، وأن يقر المنجزات العلمية ويثقف بها، وأن يدعو للمساواة الحقيقية بين البشر، وروح المواطنة العراقية وواجباتها، وأن لا تهتدي فلسفة التعليم بفلسفات من شأنها تقييد الفكر، وفرض إعادة مهزلة "إعادة كتابة التاريخ" التي مارسها صدام، والخطر اليوم هو تكرار التجربة باتجاه آخر ضيق ومنحاز.
هذه كلمة أولى بانتظار المناهج الجديدة لإبداء الرأي فيها بالتفصيل.
أقول أخيرا إنه إذا صحت المعلومات عن الاتجاهات المفروض إخضاع مناهج التعليم لها فسيكون ذلك كارثة كبرى جديدة قد تكون أخطر عواقب وأبعد أثرا من كوارث الإرهاب والعنف الطائفي.
إن الحكام يجب أن يتحلوا بروح المسؤولية العالية وهم في مراكزهم الخطيرة، وأن يفكروا أخيرا بمستقبل أجيالنا، وليس إخضاعها لحسابات واعتبارات شديدة الضيق وبالغة الخطر.
فهل هم فاعلون؟!!



#عزيز_الحاج (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إيران بين شيراك والصحفي فريدمان!
- الفوضى بأي ثمن و-عظمة الله-!
- حول تجديد الدعوة لتقسيم العراق لمناطق…
- ملف فرنسي عن - النصوص الأساسية للبرالية
- مسؤولية حكام العراق!
- المحور الثنائي الذي هز أمريكا!!
- عن خطة بوش وفرص نجاحها
- حريق العراق وتحليل الأوضاع..
- القضية هي الحدث نفسه لا تسجيله!
- عندما تنتصر العدالة وأرواح الضحايا..
- خواطر متناثرة في عيد الميلاد..
- العدالة لا تتجزأ وهي ليست انتقائية..
- أعجوبة؟ مهزلة؟ مأساة؟ شريعة الغاب؟
- العراق الذي يحترق..
- الأحكام العادلة والضجيج المفتعل..
- بين إرهاب -المهدويين- والإرهاب الصدامي – القاعدي..
- نعم للفيدراليات الإدارية وألف كلا للفيدراليات المذهبية!
- مرة أخرى عن البرلمان وحرية الصحافة...
- كلمة عن حرية الصحافة في العراق..
- مع الحروب الأهلية الفرنسية - 2


المزيد.....




- مصدر: مبعوث ترامب يزور عُمان الأحد لجولة مفاوضات رابعة مع إي ...
- -كتائب القسام- تبث مشاهد من كمين مركب استهدف القوات الإسرائي ...
- إسرائيل تتوعد بـ-الرد بقوة- على إطلاق الحوثيين صاروخا باليست ...
- خبير أمريكي: كان من المفروض مشاركة قوة أمريكية في عرض النصر ...
- الجيش الإسرائيلي يغتال قائد كتيبة جنين نور البيطاوي ومرافقه ...
- الرئاسة المصرية تكشف تفاصيل مباحثات السيسي وبوتين في موسكو
- بذكرى النصر على النازية.. البطولات تتحدث
- بوتين يشكر السيسي بالعربية
- شاهد.. مسيرة أوكرانية تهاجم مبنى حكومة مقاطعة بيلغورود
- كيف استفاد العرب من النصر على النازية؟


المزيد.....

- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عزيز الحاج - برامج التعليم العراقية ورجال الدين!