أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - عزيز الحاج - الأحكام العادلة والضجيج المفتعل..














المزيد.....

الأحكام العادلة والضجيج المفتعل..


عزيز الحاج

الحوار المتمدن-العدد: 1728 - 2006 / 11 / 8 - 11:10
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


يكاد يكون ثمة إجماع من أكثرية العراقيين بأن أحكام المحكمة الجنائية العراقية العليا جاءت إحقاقا للعدالة وانتصارا للشعب العراقي. هذه أحكام راعت مستلزمات المحاكمات القانونية وبنت حيثياتها على سلسلة جرائم النظام المنهار وقادته، وهي جرائم لا تحتاج لبينات جديدة ولا لبراهين وشهادات جديدة بل كانت معروفة وسجلاتها قائمة.
احتفال أكثرية العراقيين بهذا اليوم مفهوم وشرعي ولو حدث خلافه فالأمر يكون شاذا وغريبا. إن أوائل المرتاحين هم عائلات الضحايا وأرواحهم الطاهرة ودماؤهم التي سفكت بخسة وجبن وفي السر والعلن. هذا طبيعي وطبيعي تماما غضب وهياج أعوان صدام في العراق، وردود الفعل المتشنجة من العرب شارعا ونخبا مع استثناءات. وكما يكتب طارق الحميد في الشرق الأوسط اللندنية، فما "أن صدر الحكم على الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين بالإعدام شنقا حتى انطلق الضمير العربي "الغائب" يدافع وينافح، مرة بحجة عدم مشروعية المحاكمة، وأخرى بدعوى أن المحاكمة في الأصل مسرحية، وما هي إلا موقف سياسي. وسمعنا رأيا آخر يقول "دعوه يقضي بقية عمره في السجن واتركوا التاريخ يحاكمه". كما بتنا نسمع مصطلحات قانونية وكم عانت الكثير من مناطقنا من غياب هذا القانون، مثل ما هو "شرعي" وما هو "غير شرعي.".. " [ الشرق الأوسط عدد 7 نوفمبر الجاري].
هذه حملات تشويش جديدة يشنها معظم المعلقين والمثقفين العرب، وشارعهم الذي غسلوا دماغه وضللوه طويلا. كما أن ردود الفعل هذه تعكس بصورة غير مباشرة عن هلع الحكام المستبدين عندنا، إذ سيكون قرار المحكمة العراقية درسا بليغا لجميع الحكام المستبدين والشموليين في العالم، برغم علمنا بأن الطاغية أينما كان لا يتعلم من تجارب غيره!
لقد كتبنا قبل الحرب بشهور مقالا عنوانه "لقاء الأضداد" قاصدين تلك الحملات الغوغائية الصاخبة قبل الحرب ضد إسقاط صدام والتي جمعت عمليا بين الإسلاميين والقوميين المتطرفين العرب وبين فرق اليسار الغربي ومعها أقصى اليمين الغربي سواء في فرنسا أو النمسا وغيرهما. اليوم أيضا تلتقي الأضداد في التنديد بالأحكام، ويضيف الغربيون أسطوانة أن الأحكام الصادرة هي لصالح الحملة الانتخابية للرئيس بوش. وهكذا ومرة أخرى يكشف اليسار وأقصى اليمين الغربيان عن اتخاذ مواقفهما السياسية من منطلق هوس العداء لأمريكا ولو كان في هذه المواقف تجاهل صارخ لمعاناة الشعوب ولمتطلبات العدالة.
نفهم موقف الاتحاد الأوروبي أو البابا لأنهم أصلا ضد أحكام الإعدام ضد كائن من كان. أما مواقف اليسار ولا سيما أقصاه في الغرب ووسائل الإعلام التي يسطر على عدد غير قليل منها فإنها قد لا تهاج لأحكام إعدام في أماكن أخرى حين لا تكون أمريكا طرفا في أحداثها، مثلما نجدها مائعة تجاه البرامج النووية لكل من إيران وكوريا الشمالية.
لقد كنا نتمنى أن لا تشوب فرحة العراقيين اليوم مشاعر إحباط ومرارة بسبب تردي الأوضاع العامة وتدهورها المستمر بسبب فقدان الأمن وانطلاق الوحوش للفتك بالمواطنات والمواطنين، في وقت يعانون فيه مآسي أخرى جراء غياب الخدمات العامة وخصوصا الكهرباء وقد دخلنا فصل الشتاء. وإذا كانت الأحكام نقطة ضوء ساطعة في السجل العراقي الحديث، فإننا لا نجد مع الأسف ما يدل على إمكانية خروج العراق من مأزقه في يوم قريب أو على المدى المتوسط.
ومهما يكن، فليبتهج العراقيون بهذا اليوم التاريخي برغم مشاعر الإحباط أمام الوضع العام. إن هذه الأحكام، وإضافة لما مر، ضربة كبرى للفكر الشمولي، والتمييز العرقي، والديني، والمذهبي في منطقتنا كلها.
أخيرا نكرر مع الأستاذ الحميد:
" في إعدام صدام رسالة ووعيد شديد لطغاة ما يزال بعضهم برفل بسلام على الرغم من أن أيديهم ملطخة بدماء الأبرياء، وشعوبهم ما تزال تئن تحت وطأة الظلم والقمع. وإعدامه رسالة لكل هؤلاء مفادها [بشر القاتل بالقتل ولو بعد حين]. "
7 نوفمبر 2007



#عزيز_الحاج (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بين إرهاب -المهدويين- والإرهاب الصدامي – القاعدي..
- نعم للفيدراليات الإدارية وألف كلا للفيدراليات المذهبية!
- مرة أخرى عن البرلمان وحرية الصحافة...
- كلمة عن حرية الصحافة في العراق..
- مع الحروب الأهلية الفرنسية - 2
- عن فن إدارة الحروب الأهلية وتوظيفها – 1 -
- الإسلاميون العراقيون وديمقراطية الحذاء!!
- مغزى وعواقب 11 سبتمبر
- خواطر وتداعيات في رحيل نجيب محفوظ
- تفجيرات تركيا إساءة وتشويه للنضال الكردي..
- من تهجير الفيلية إلى حلبجة والأنفال..
- دم رخيص وأمن مفقود..
- الأسد وخلف بن أمين!
- الحرب الأخرى!
- لماذا يرفضون القوة الدولية؟!
- ونفاق دولي أيضا!!
- السجال السياسي بين البؤس الفكري والتدهور الأخلاقي
- السيد نصر الله و-الوعي الإلهي-!
- الجحيم العراقي!
- هل ماتت كل الضمائر العراقية؟!


المزيد.....




- لعلها -المرة الأولى بالتاريخ-.. فيديو رفع أذان المغرب بمنزل ...
- مصدر سوري: غارات إسرائيلية على حلب تسفر عن سقوط ضحايا عسكريي ...
- المرصد: ارتفاع حصيلة -الضربات الإسرائيلية- على سوريا إلى 42 ...
- سقوط قتلى وجرحى جرّاء الغارات الجوية الإسرائيلية بالقرب من م ...
- خبراء ألمان: نشر أحادي لقوات في أوكرانيا لن يجعل الناتو طرفا ...
- خبراء روس ينشرون مشاهد لمكونات صاروخ -ستورم شادو- بريطاني فر ...
- كم تستغرق وتكلف إعادة بناء الجسر المنهار في بالتيمور؟
- -بكرة هموت-.. 30 ثانية تشعل السوشيال ميديا وتنتهي بجثة -رحاب ...
- الهنود الحمر ووحش بحيرة شامبلين الغامض!
- مسلمو روسيا يقيمون الصلاة أمام مجمع -كروكوس- على أرواح ضحايا ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - عزيز الحاج - الأحكام العادلة والضجيج المفتعل..