أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عزيز الحاج - ونفاق دولي أيضا!!














المزيد.....

ونفاق دولي أيضا!!


عزيز الحاج

الحوار المتمدن-العدد: 1637 - 2006 / 8 / 9 - 10:27
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


نشر الدكتور رياض عبد منذ يومين مقالا مؤثرا ونافذا عن النفاق العربي الشامل في معالجة شؤون العراق. كان الدكتور على كل الحق حين أشار إلى أن دم العراقي غير غال عند العرب بدليل أنه تجري يوميا عمليات تفخيخ واغتيال وقتل وخطف وتعذيب يروح ضحاياها العشرات بل المئات، في حين تصمت الدول والمثقفون العرب [إلا القلة الشجاعة] ووسائل الإعلام العربية ورجال الدين في هذه البلدان ويتخذون مواقف التفرج، أو التبرير المبطن باسم المقاومة أو الحث على المزيد لدى فضائية مفضوحة لدينا جميعا وعند رجال دين اعتداوا إصدار فتاوى الموت والدم!.
إن بكاء العرب [أو تباكيهم لا نعرف!!] على ضحايا قانا مبرر ألف مرة لكون الضحايا كانوا مدنيين وخصوصا من الأطفال الأبرياء. أما حين يفجر إرهابي إسلامي عربي أو صدامي نفسه وسط عشرات الأطفال في ملعب الكرة ببغداد فالحدث يمر عابرا وبلا اكتراث عربي.

هنا أود أن أضيف أنه، إذا كان النفاق العربي في القضية العراقية مكثفا واستثنائيا، فإن هناك نفاقا دوليا أيضا، وخصوصا لدى شرائح وجماعات اليسار الغربي، والأقصى منه خاصة. لاحظوا أن تشومسكي وشركاء له يصدرون بيانا عن لبنان ولم نرهم أدانوا جرائم الصداميين والإسلاميين العرب في العراق، بل وإن أمثال تشومسكي ما فتئوا يدينون حرب إسقاط صدام، وذلك من منطلق وسواس العداء المرضي لما يعتبرونه "إمبريالية" أمريكية والعداء لشخص بوش. لا هؤلاء ولا اليسار الغربي عموما، ومنهم الديمقراطيون الأمريكان وخصوم بلير في حزب العمال، أبدوا ذرة تعاطف مع المئات من الضحايا العراقيين، ولاسيما من الشيعة، الذين تراق دماؤهم كل يوم على أرض الرافدين. لم نقرأ عن احتجاج دولي واحد على مذبحة أطفالنا في ملاعب الكرة بينما تتالت الاحتجاجات الصاخبة على مذبحة قانا. فهل ثمة معايير مزدوجة؟!
الواقع أن المجتمع الدولي، ولاسيما اليسار والدول التي يسيرها اليسار الغربي، يسلك سلوكا في منتهى الخطر في مواجهة الإرهاب ودول الإرهاب والمذابح الجماعية. ففي التسعينيات صمتت الأمم المتحدة وسكرتيرها العام عن عمليات الإبادة في البوسنة وكوسوفو، في حين وجه الأوربيون انتقادات حادة للصمت الأمريكي وحثوا واشنطن على التدخل. غير أنه عندما تدخلت عسكريا لوحدها في البداية راحوا يرددون تهمة "وحدانية" القرار الأمريكي. ثم جاءت الأزمة مع نظام صدام بعد 11 سبتمبر حيث وقف كوفي أنان والأوروبيون بغالبيتهم مواقف التسكين والمطالبة بإعطاء وقت إضافي للنظام لتنفيذ العشرة قرارات أو أكثر من القرارات الدولية الملزمة عن برامج التسلح العراقي. أما بعد تحرر العراق، فقد وضع اليسار خاصة كل ثقل دعايته لمهاجمة القرار الأمريكي والتشكيك في الوضع العراقي الجديد. إن سياسة مماثلة تتبع اليوم مع المشروع النووي الإيراني رغم بعض القرارات الحازمة؛ ولكن لا تبدو هناك جدية حقيقة في الوقت الحاضر لا عند الاتحاد الأوروبي ولا عند وكالة البرادعي لوضع النظام الإيراني أمام حزم دولي جماعي. الملالي يتعاملون بمنتهى الشطارة والدهاء الجامعين بين شطارة الملالي وتجار السوق الإيرانيين ودهائهم! إنهم في كل مرة يطلبون مزيدا من الوقت باسم "دراسة" العرض المقدم والمطلب الدولي، بينما هم ماضون بسرعة متصاعدة في مشروعهم مستخدمين، وعدا البلف والدهاء، ورقتي العراق ولبنان.
أجل، إن النفاق العربي هو نهاية نهايات النفاق السياسي والأخلاقي، ولكن لا ينبغي نسيان نفاق المجتمع الدولي.



#عزيز_الحاج (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السجال السياسي بين البؤس الفكري والتدهور الأخلاقي
- السيد نصر الله و-الوعي الإلهي-!
- الجحيم العراقي!
- هل ماتت كل الضمائر العراقية؟!
- رحيل المفكر الليبرالي المتمرد .. جان فرانسوا ريفيل
- إنما باسم الله هم يقتلون!
- من أوراق القنبلة الإيرانية: مقتدى الصدر
- وفاء سلطان وقائمة الإرهاب الإسلامي!
- الكوميديا التراجيدية العراقية!
- التطرف الإسلامي والعدوان على الآخرين..
- في فرنسا: عودة لجريمة حرق سوهان..
- اليسار الفرنسي والعنف..
- العراق وإيران: من مفتاح من ؟!
- 31 آذار: ذكرى ميلاد حزب ديمقراطي علماني..
- تركات وأخطاء تهدد باغتيال 9 نيسان!
- فرنسا بين 1968 و2006، وهيمنة نزعات المحافظة..
- تحية للشعب الكردي في عيد الربيع والكفاح..
- في فرنسا: الشارع في مواجهة الإصلاح والبرلمان!
- العاشقان الراحلان: العراقي والبغدادي!
- المأزق الخطير والتقارير المرعبة!


المزيد.....




- والد جاريد كوشنر يشعل تفاعلا بصور أداء القسم سفيرا لأمريكا ف ...
- قائمة أفضل شركات طيران في العالم لعام 2025
- -رجعنا للدار-.. بسمة بوسيل توضح آخر التطورات الصحية لابنها آ ...
- البدلة البيضاء تتصدّر صيحات صيف 2025 مع إطلالات النجمات
- إيران تكشف سبب استهداف مستشفى سوروكا
- صاروخ إيراني يضرب منطقة تجارية قرب تل أبيب.. ومراسل CNN يرصد ...
- الصراع الإيراني-الإسرائيلي يخلق انقسامًا بين صفوف الجمهوريين ...
- إسرائيل تهاجم مفاعل أراك للماء الثقيل في إيران.. ماذا نعرف ع ...
- استهداف مستشفى في جنوب إسرائيل ونتنياهو يتوعد إيران بالرد
- لغرض حمايتها.. واشنطن تحرك سفنا وطائرات من قواعد في الخليج


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عزيز الحاج - ونفاق دولي أيضا!!