أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ماركوس عياد جورجى - فى وسطك حرام يا أمريكا ! فى ذكرى الصدمة 11سبتمبر (2)














المزيد.....

فى وسطك حرام يا أمريكا ! فى ذكرى الصدمة 11سبتمبر (2)


ماركوس عياد جورجى
طبيب بشرى وطالب دراسات عليا فى الفيزياء والهندسة الطبية

(Markos Georgy)


الحوار المتمدن-العدد: 8464 - 2025 / 9 / 13 - 15:07
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لأننى أعشق العالم الموازى سوف أسرد لكم ما فعله جورج بوش بعد أن عبر عن صدمته فى صورة قصة لا تمت للواقع بصلة وأن كان بها صلة من الواقع فهو" يخلق من الصلة أريعين"

جلس الحاكم في قصره الأبيض، يتأمل الشاشات، يحاول أن يستوعب ذلك الصباحٍ الغريب،الذى انكسرت فيه السماء على أبراجٍ من زجاج وحديد، وارتجّت الأرض تحت وقع صرخات البشر. عمّ الصمتُ مدنًا بعيدة، بينما ارتفعت في مدن أخرى زغاريد ورقصات كأنها تحتفي بموقدٍ من دم. يخيط بالصبر جرحًا لم يلتئم، ويتساءل: كيف ينقسم العالم إلى نصفين؛ نصفٌ يبكي الضحايا ونصفٌ يفرح بالموت؟ وحين انقضت أيام الصمت، خرج إلى الناس يقول بمرارة: " لم أكن أعلم أن الكراهية يمكن أن تكون بهذا العمق! إنني في صدمةٍ لم أعرف مثلها"

ثم مضى إلى مزرعته في الجنوب، حيث يلتقي والده الشيخ العجوز وأمّه باربارا بوش التي لم تدخر يومًا قسوةً عليه. كانت قد وصفته على الملأ بأنه "أغبى أبنائها"، ولم يكن يأبه. لكنّه في تلك اللحظة لم يكن يبحث عن رضا أم ولا عن نصيحة أب، بل عن يقظةٍ من صدمته كي يفهم: لماذا كل هذه الكراهية؟

جلس على أريكته الهزّازة يتأمل المشهد في مرآة الذاكرة. تذكّر الحكّام العرب الذين استقبلهم قبل العاصفة بشهور قليلة، كيف أغدقوا عليه كلمات الحب والامتنان، وتذكّر كيف كانوا ينقلون إليه محبة شعوبهم للشعب الأمريكى الشقيق وانبهارهم بحضارة القطب الواحد، كأنها أسيرة بريقه. والآن يتساءل في حيرة: أكان أولئك الحكّام يكذبون؟ أم أنّهم لا يعرفون؟ فإن كانوا يكذبون فتلك مصيبة، وإن كانوا لا يعرفون فالمصيبة أكبر.

لقد تذكّر بوش أنّه التقى منذ بضعة شهور بحاكم بامبوزيا العربية، ذلك الرجل السبعيني ذو الشعر الأسود الذي لم تبدُ عليه ملامح العجز. ورغم أنّه لم يكن حادّ الذكاء، إلا أنّه كان يتمتع بذاكرةٍ قوية وتركيزٍ لافت.

لم يكتفِ بوش باستقباله في لقاءٍ رسمي، بل دعاه إلى مزرعته في تكساس، حيث قضى معه أيامًا يلعبان الغولف، ويتجولان في المزرعة، ويتبادلان الأحاديث. كان بوش يزداد إعجابًا بذاك الرجل الذي يجمع بين حيوية الجسد وقوة الذاكرة.

ولم ينسَ كيف نقل له الحاكم البامبوزي تحيات شعبه، الذي وصفه بالشغوف بالحضارة الأمريكية والمعجب بالشعب الأمريكي الكريم. وفي أثناء الحديث، أشاد الحاكم بالميكروفونات الأمريكية ذات الماركة الأشهر عالميًا، معترفًا بعدم قدرة بلاده على شرائها، ومعتبرًا أنّها ضرورية لشعبه كالماء والهواء.

شعر بوش آنذاك بفرحٍ خالص، ورأى في الحاكم رجلاً صادقًا يستحق المجاملة. فأمر بشراء شحنة من الميكروفونات الأمريكية وأرسلها دون أن يسأل نفسه لماذا هي ضرورية حقًا. ثم، إمعانًا في إعجابه، أخذ واحدًا منها، ووقّع عليه باسمه باللون الأحمر العريض، وكتب إهداءً:
"من أمريكا إلى شعب بامبوزيا العظيم."


لقد سرح بوش بخياله ولم يجد ما يفيقه من صدمته؛ فكل تقريرٍ يرده عن الشرق الأوسط كان يضاعف ارتباكه ويُغرقه في صدماتٍ جديدة. تقارير عن الفقر المدقع، وضعف التعليم، والهوس الديني، وأمواج الكراهية والعداء. وبينما هو غارق في شروده، أيقظه صوت سكرتيره الخاص يدخل عليه بشريط فيديو جديد.

ظهر على الشاشة رجلٌ ملتحٍ معمَّم، يصرخ في دعاءٍ جماعي: "اللهم عليك باليهود والنصارى بأمريكا وإسرائيل، ابقر بطون حواملهم، يتم أطفالهم، اعقر نساءهم..."، وفي كل مرة كان الجمع الغفير يردّد بصوت واحد: "آمين."

أدار بوش عينيه في الشاشة بتململٍ وقال ببرود: "لا جديد... لقد شاهدت مئات من هذه الأشرطة فى الأسبوع الماضى." لكن السكرتير قاطعه بقلق: "سيدي، أنظر إلى مكبّر الصوت أمام الشيخ الذي يلعنك... أليس هو نفسه الميكروفون الذي أهديته لحاكم بامبوزيا ووقّعت عليه بالخط الأحمر وكتبت إهداءك؟"

ارتبك بوش لحظة ثم تمتم: "نعم، عزيزي... ولكن كيف وصل إلى ذلك الشيخ؟ ربما سرقه لصّ وباعه له..."

وما أن وصلت هذه العبارة إلى مسامع بربارا بوش، والدة ذاك الابن الذي اعتادت أن تصفه بالأحمق، حتى سقطت مغشيًا عليها، بين دهشة الحاضرين وصمت التاريخ



#ماركوس_عياد_جورجى (هاشتاغ)       Markos_Georgy#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فى وسطك حرام يا أمريكا ! فى ذكرى الصدمة 11سبتمبر (1)
- امريكا ستخسر الحرب دون طلقة واحدة
- صباح الخير يا أمريكا... من أتلانتا الغارقة في ديون الفساد، أ ...
- رسالتى إلى فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسى: حان الوقت لكى تصب ...
- رسالتى إلى فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسى: حان الوقت لكى تصب ...
- الروشتة المعجزة لعلاج الكورونا من مرض الانسان
- الكنيسة والدولة فساد داخل فساد
- فى ذكرى 25 يناير افتكروهم
- البابا تواضروس الثانى وسياسة - ولعوا فى الإنجيل- 2
- البابا تواضروس الثانى وسياسة - اولعوا فى بعض - 1
- ما سر العداء بين الديكتاتور والعلم؟
- كم تبلغ ثروة المشير؟
- سيادة المشير أشير عليك بالرحيل
- علماء فى خدمة الإنسانية
- الشعب المصرى المتعصب. شكرا
- الدور يا طنطاوى الدور ....الدور يللى عليه الدور
- طنطاوى يكشف عن وجهه الديكتاتورى
- شاطر يا طنطاوى بس ما يقع إلا الشاطر
- هل هى صفقة بين الجيش والسلفيين؟
- الجيش يلعب بالنار


المزيد.....




- شاهد ما حدث لرجل يقود سيارة جيب باربي مخصصة للأطفال على طريق ...
- كتاب يكشف انقسام شرق ألمانيا وغربها بعد 35 عاما على الوحدة ا ...
- 35 عاما على الوحدة.. كتاب جديد يكشف عمق الاستقطاب بين شطري أ ...
- مقال بواشنطن بوست: دول الخليج تشكك في الحماية الأميركية بعد ...
- كل ما تحتاج معرفته عن طرز -آيفون 17- الجديدة
- قصف إسرائيلي يستهدف مدرسة أبو عاصي ويشرد عائلات نازحة في غزة ...
- ملف الشهر: التجويع كسلاح حرب.. رحلة عبر التاريخ من ناميبيا إ ...
- وول ستريت جورنال: إسرائيل تكسب الحرب لكنها تخسر العالم
- ما وراء اغتيال تشارلي كيرك
- تسليم الدفعة الرابعة من سلاح المخيمات الفلسطينية في لبنان


المزيد.....

- الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025 / كمال الموسوي
- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ماركوس عياد جورجى - فى وسطك حرام يا أمريكا ! فى ذكرى الصدمة 11سبتمبر (2)