أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - شوكت جميل - قطر و سمكة الرماد!














المزيد.....

قطر و سمكة الرماد!


شوكت جميل

الحوار المتمدن-العدد: 8463 - 2025 / 9 / 12 - 20:52
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    


و لنا في عالم الحيوان و كائناته عبرةٌ ضافيةٌ وأسوةٌ حسنة،ما دب منها على وجه الارض،و ما غاص في قعر المياه،و ما طار في جو السماء،بل و من العلاقات بين الكائنات ما هو أصدق و أدق وصفاُ للعلاقات الاجتماعية و الاقتصادية و السياسية في عالمنا اليوم...و لعلها من عقابيل الرجعة إذا أخذنا الداروينية في الحسبان.

من العلاقات المثيرة للتأمل بين تلك الكائنات علاقة "التكافل غير المتساوي"(commensalism)،ففي بعضٍ منها يكون السبيل الوحيد لبقاء كائنٍ غاية الضعف و الضألة هو الإتصاق بكائنٍ هائل الضخامة؛فبينا تكون هذه العلاقة غاية الأهمية و هي الاستراتجية الوحيدة لبقاء الضئيل على قيد الحياة، لا تكون بنفس الأهمية لهائل الضخامة...نعم قد يستفيد منها–قليلاُ أو كثيراُ- بيد أنه بمقدوره الإستغناء عنها و استبدالها أنّى شاء.

سميكة الرماد(remora)و القرش خير مثالٍ على تلك العلاقة،أما تلك السُميكة و قد حرمتها الطبيعة من مقومات عيشها مستقلة،و لم تمنحها المكونات الطبيعية للاعتماد على نفسها،و هشاشتها المفرطة بنيويا؛غدت صيدا سهلا للكائنات الأخرى في محيطها و ما أيسر ابتلاعها كاملةً! و لكن الطبيعة رحيمة؛ فلم تذرها مجردةً عاريةً و مصيرها المحتوم، بل حبتها بفمٍ لاصقٍ ماصٍ،فكان سطح القرش خير ملاذٍ لها، تلتصق بظهره و تسير أينما سار،بالطبع هي لا تملك أي وجهةٍ أو سبيل، إنما كيفما شاء القرش فهي معه.يكفى أن تختال على ظهره على من كان يهددها من اسماك محيطها،فهو إن هاجم هذا فهي معه ،وإن ابتلع ذاك فهي معه؛و يخيل لي أن هذه السيرة أكسبتها هيبةً ووزنً مصنوعين بقدر ما أكسبتها من غيرةٍ و حقدٍ عميق، فماذا عن القرش؟

القرش لا يحفل بها كثيراً، برغم أنها تنظف سطحه من الحشرات البحرية، و تلعق جلده لإزالة الطفيليات، مما يحافظ على صحته و يبدو لامعا براقا كما هو لائقٌ بجلد القرش المعهود، و هي لا تستنكف من أبتلاع فضلاته أيضاً، فهذا من استراتيجيتها في الحصول على الغذاء....القرش لا يمانع في هذا أيضاً ،و لكنه يبدو أنه لا يعير الأمر ما يستحق من اهتمامٍ أو تقدير...فهل تسير هذه العلاقة على هذه الخطة الوادعة الهانئة السعيدة؟

في الحقيقة القرش لا بقيم وزنا للرماد لا يهتم كثيراً لها بقدر ما يهتم بنفسه و صيد فرائسه الثمينة،فإذا ابتعدت عنه و لو قليلا و تعرضت للهجوم؛ فأنه يخلي بينها و بين مهاجمها(و هذه أيضا حقيقة علمية)،فما أكثر الرماديات في المحيط و جميعهن مستعدات للخدمة طوعا ،أما الشيء الملفت ،و رغم أنه ليس شائعا جدا، فقد يبتلع القرش الرماد عن غفلةٍ و سهوٍ!.. ... وماذا بعد؟

يخيل لي أن القرش لا يهتم و لا يعتذر لأن الرماد ليس أمامها إلا هذه السبيل،و يبدو أنها لا تمانع أيضأ و لا ترى ثمة خيانةٍ في الأمر من القرش(كما حدث)،و لا تبغي منه اعتذاراً؛فبقاؤها بعيداً عنه هو الموت المؤكد المحتوم ، أما بالقرب منه فعسى و عسى...أتُرى لو ملكت الرمادة المسكينة وعياً؛أما كان لها أن تبحث عن قرشٍ آخر،ربما أكثر اهتماماً بمصيرها؟!...و لكن هل بين القروش وفي؟....ربما كان الأمر كله عيباً في الطبيعة...... أعني طبيعة تكوينها الغير مكتمل بنيوياً!



#شوكت_جميل (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أصل الفلسطينيين و اليهود جينياً (حوار مع A.I)
- القبلة النكراء
- نبيٌّ و بوق
- الوعي عند ماركس و فاعليته
- الميلاد(الثائرُ يولد مصلوباً)
- لَومُ الخِرَاف
- حديث إلى العمّال(1)
- حديث إلى العمال (2)
- حديث إلى العمّال
- ليست ريَّا الأيام_ عزرا بَوِند
- ومضة النفق_ لعزرا بَوِند
- الاستنتاج المنطقي_لعزرا بوند
- مساء / لريشتاد الدنجتن
- الوصم تمهيداً للتطهير_من أوراق أدولف هتلر
- في بضعةِ أيام _لأوستن دبسُن
- الشيخ و المتحرش
- الشيخ و التحرش
- بعض يوم
- الوفي
- النعرة الطائفية و العلمانية السلفية


المزيد.....




- نيبال تشهد تعيين أول سيدة كرئيسة وزراء في تاريخها بعد احتجاج ...
- مالذي يعنيه خفض التصنيف الإئتماني لفرنسا؟
- أي مسار بعد إعلان -نيويورك- نحو دولة فلسطينية؟
- أول لقاء بين رئيس وزراء قطر مع نائب ترمب ووزير خارجيته بعد ه ...
- أسامة حمدان: محاولة اغتيال وفد حماس إطلاق نار مباشر على ورقة ...
- فيدان: الاعتراف بجرائم إسرائيل في غزة خطوة نحو العدالة الدول ...
- جنوب لبنان.. إصابة شخصين جراء استهداف مسيرة إسرائيلية
- عشرات القتلى في غزة بغارات ونيران إسرائيلية
- لغز الرصاصة البعيدة.. أميركا تبحث عن -القناص الشبح-
- الإمارات تستدعي نائب السفير الإسرائيلي


المزيد.....

- النظام الإقليمي العربي المعاصر أمام تحديات الانكشاف والسقوط / محمد مراد
- افتتاحية مؤتمر المشترك الثقافي بين مصر والعراق: الذات الحضار ... / حاتم الجوهرى
- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - شوكت جميل - قطر و سمكة الرماد!