أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - بهار رضا - التنازل عن التفاصيل الصغيرة قد يقودنا في النهاية إلى التنازل عن هويتنا الجندرية وحقوقنا الانسانية .














المزيد.....

التنازل عن التفاصيل الصغيرة قد يقودنا في النهاية إلى التنازل عن هويتنا الجندرية وحقوقنا الانسانية .


بهار رضا
(Bahar Reza)


الحوار المتمدن-العدد: 8460 - 2025 / 9 / 9 - 14:05
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


لا يهتمّ الرجال كثيرًا بالتفاصيل، ويرون في حفلات الأعراس وما يرتبط بها التزامًا اجتماعيًا أكثر من كونها مناسبة ممتعة. ومعظمهم يشعر بالضغط بسبب كثرة المجاملات والتعارف، ولهذا يُفضّل كثيرٌ منهم تجاوز تلك الطقوس.
أما النساء، فبطبيعتهن يعشقن التفاصيل الصغيرة: الفستان، الزينة، الورود، الأغاني، وحتى ترتيب الطاولات. هذه التفاصيل ليست مجرد كماليات، بل جزء من الخيال العاطفي والرمزي المرتبط بالزواج. كما أن الحفل يمثل لهن اعترافًا اجتماعيًا بمكانتهن الجديدة.
مع ذلك، قد تتخلى بعض النساء عن هذه التفاصيل، ليس لأنهن لا يرغبن بها، بل بدافع التنازل والرضا من أجل شريك الحياة، خاصة إذا كان لا يفضل الحفلات أو يراها نوعًا من الإسراف.
وفي المجتمعات الغربية، وكذلك بعض المجتمعات الشرقية الحديثة، بدأ يظهر توجه نحو حفلات بسيطة أو حتى إلغاء الحفل كليًا. وتُفسَّر هذه الظاهرة أحيانًا على أنها "خسارة للأنوثة الرمزية"، أو بمعنى آخر: تكيّف مع واقع أكثر ذكورية وبراغماتية، حيث يُنظر إلى الزواج كعقد وشراكة، لا كحلم احتفالي طفولي.
إذن، فإن التخلي عن التفاصيل ليس بالضرورة قرارًا أنثويًا نابعًا من الرغبة، بل قد يكون تنازلًا عاطفيًا أو ثقافيًا، يُمثّل شكلًا من أشكال محو الهوية الأنثوية.
كل هذه الأفكار خطرت لي وأنا في حفلة حناء حضرها ضيوف من جنسيات مختلفة. كان الشرقيون مستمتعين بانسيابية الأجواء، بينما انشغل الضيوف الأوروبيون بطرح الأسئلة حول تلك الطقوس بانبهار. كنت أجيب عن أسئلتهم، لكن في داخلي كان يتردد سؤال واحد:
كيف تمكّن الرجل الأبيض من فرض منطقه على المرأة حتى تتبناه؟
كيف أقنعها أن تتخلى عن فسيولوجيتها النفسية، وعن حلمها بأن تكون أميرة ومركز الاهتمام؟
وفي النهاية، تجرأت وذكّرتهم بأن المرأة في الدنمارك ما زالت تتقاضى أجرًا أقل من الرجل، مما يعني أن النساء يعملن مجانًا تقريبًا من شهر نوفمبر حتى ديسمبر. كما أن قانون التقاعد يساوي بين الرجل والمرأة، مع أن المرأة تُنهك جسديًا ونفسيًا أثناء الحمل والولادة والرضاعة، لفترة قد تصل إلى سنتين في كل مرة.
أظن أن من العدالة أن يُعاد النظر في هذا التوازن، وأن تُمنح المرأة، مع كل ولادة، سنتين خصمًا من سنوات التقاعد، بحيث يقلّ سن تقاعدها بواقع سنتين عن كل طفل.
وكما أقول دائمًا:
*التنازل عن التفاصيل الصغيرة قد يقودنا في النهاية إلى التنازل عن هويتنا الجندرية.



#بهار_رضا (هاشتاغ)       Bahar_Reza#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مسألة تجريد سلاح المقاومة لا تكمن في نزع السلاح، بل في المقا ...
- الى زينب جواد....الى زينبات -ژن، ژيان، آزادي-
- هل انتصرت غزة ؟
- هل الله كبير أم الله اكبر؟ هل يسكن في الكعبة ام يسكن كل مكان ...
- التطبيع ونهاية مصر .
- وبمعنى اخر ( هلا بحسين الثاني)
- الحريات وحصان طروادة .
- الله مع الذي يسعى لامتلاك المدفع الأكبر .
- -عندما تشتري العولمة من باب الشرجي-
- قحابهم اكثر وجداناً من قحابنا ( تسلسل 3)
- البوتكس والطراز...ة وحبيبة رونالدو Don’t Worry Darling
- رواية ( تسلسل 2)
- قحابهم أكثر وجداناً من قحابنا . رواية ( تسلسل 1)
- الرجل لا يملك ماء في محجريه
- ميدوسا ....مسقط رأسي
- ثلاثاء تشيلي وثلاثاء الولايات الامريكية
- -صديقتي غوديفا-
- إلى المغيبين من شباب الكورد الفيلية
- الى صوفيا السعودية
- السور واختلاف الثقافات


المزيد.....




- العراقية نجلة عماد تحصد البرونزية في بطولة كرة الطاولة
- حق النساء في الأمان: الحكم 4 سنوات على مطاردي فتيات طريق الو ...
- الحرب والمجاعة تزيدان من التشوهات الخِلقية في غزة
- النساء يظهرن في 26% فقط من التغطيات الإعلامية
- خطوة جديدة لحماية النساء.. ألمانيا تدرس تجريم التحرش اللفظي ...
- نداء نسوي دولي ضد استخدام خطاب السلام لخدمة الوضع الاستعماري ...
- توفير المال في موسم العودة إلى المدرسة.. دليل الأسرة للتسوق ...
- من يستحق البقاء؟ قراءة نسوية في تعديل قانون الإيجار القديم
- “البحث عن العدالة”: تقرير Equality Now  يكشف ضعف القوانين ال ...
- خفض عدة ضرائب والحكومة تستثمر في الأسرة


المزيد.....

- المرأة والفلسفة.. هل منعت المجتمعات الذكورية عبر تاريخها الن ... / رسلان جادالله عامر
- كتاب تطور المرأة السودانية وخصوصيتها / تاج السر عثمان
- كراهية النساء من الجذور إلى المواجهة: استكشاف شامل للسياقات، ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- الطابع الطبقي لمسألة المرأة وتطورها. مسؤولية الاحزاب الشيوعي ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - بهار رضا - التنازل عن التفاصيل الصغيرة قد يقودنا في النهاية إلى التنازل عن هويتنا الجندرية وحقوقنا الانسانية .