بهار رضا
(Bahar Reza)
الحوار المتمدن-العدد: 8458 - 2025 / 9 / 7 - 14:08
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
ليست كل القضايا متساوية، فبعضها يتجاوز الجغرافيا والحدود ليصبح مرآة للسلوك الإنساني.
القضية الفلسطينية، والقضايا المرتبطة بها، ليست مجرد صراع سياسي أو نزاع على أرض، بل هي اختبار يومي لقيم وكرامة وحرية الإنسان البسيط.
ليس النضال حكرًا على الثوار في الجبهات، بل يبدأ من أبسط معركة يخوضها الإنسان كل يوم؛
ذلك الإنسان العادي، الذي يصارع نظرة المجتمع، وضغط العائلة، وقسوة ربّ العمل، وصراعات الأسرة.
مسألة تجريد سلاح المقاومة لا تكمن في نزع السلاح، بل في المقاومة كفعل!
هم يعرفون جيدًا أن الفارق الحقيقي لا تصنعه الجيوش، بل الإرادة.
ليست القوة هي المعنية هنا، بل تلك الشرارة الداخلية التي تُبقي الإنسان واقفًا رغم الانكسارات.
حين تُكسر شوكة الغرور ونتنازل عن إرادتنا، نصبح خانعين، مستسلمين للذل من الجميع: الأسرة، الحبيب، الصديق، ربّ العمل، وحتى العدو.
إن غياب الإرادة لا يخلق الضعف فقط، بل يُطبع الروح على القبول بما لا يُطاق.
ما يحدث هناك ليس مجرد قصف، بل محاولة ممنهجة لكسر الإرادة،
كي يتعلم الإنسان في أي مكان أن المقاومة مكلفة، وأن الصمت أسلم.
لكن الحقيقة الأعمق أن من يتنازل اليوم عن صوته، سيتنازل غدًا عن كرامته على جميع الأصعدة.
الحياة، في تفاصيلها الصغيرة، هي نسخة يومية مصغرة من النضال الفلسطيني.
ضغوط تُمارس عليك كي تتخلى عن نفسك، لكنك تقاوم.
تخيّل نفسك… والمطلوب منك أن تتوقف عن تعلّم مهارات جديدة، وأن تكسر سلاح التعليم،
أن ترمي كل أدواتك التي تُؤهّلك لحياةٍ كريمة!
تخيل هذا المشهد: أن تتخلى عن أبسط حقوقك في أن تدافع عن لقمة عيشك!
ما يُرتكب هناك، إن لم نوقفه، سيتكرر هنا… فينا، وحولنا، وبنا.
غزة ليست بعيدة… إنها المرآة.
#بهار_رضا (هاشتاغ)
Bahar_Reza#
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟