أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صلاح كرميان - بين مطرقة -ماسلو- ومطرقة المحاكم في النظام السياسي الاستبدادي















المزيد.....

بين مطرقة -ماسلو- ومطرقة المحاكم في النظام السياسي الاستبدادي


صلاح كرميان

الحوار المتمدن-العدد: 8453 - 2025 / 9 / 2 - 00:13
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


حول استخدام اسلوب واحد لحل جميع المشاكل، يقول عالم النفس الأمريكي الشهير أبراهام ماسلو في كتابه (علم نفس العلوم، 1966): "إذا كانت المطرقة هي الأداة الوحيدة المتاحة لديك، فإنك ترى جميع المشاكل کمسامير". أطلق ماسلو على هذه الحالة "قانون الاداة"، وغالبا ما يشار إليه بمطرقة ماسلو. أي عندما يلجأ ما شخص أو جهة إلى القوة (القوة المسلحة أو إنفاذ القانون) كأداة محددة على غرار مطرقة ماسلو، دون البحث عن بدائل أفضل والنظر في خيارات أخرى، فانه سيستخدم اجهزة الشرطة والمحاكم ضد خصومه لأغراضه السياسية في کل الظروف وباستمرار، ويرى كل مشكلة اوعقبة بمثابة مسمار.

إن استخدام أداة واحدة (مطرقة) واعتبار جميع المشاكل والعقبات کمسامير هو خطأ يقع فيه كثير من الناس والأحزاب والأنظمة السياسية، متجاهلين حقيقة أن الأفراد مختلفون ومتنوعون، تمامًا كما هي بصمة شخص ما لا تشبه بصمة شخص آخر.
هذا الاسلوب في التعامل مع القضايا يناقض مفهوم العدالة. فانه حتى قبل وصول القضايا إلى المحاكم، تتحول إلى "محاكمات إعلامية" بهدف إضعاف الخصوم، مع العمل علی إعداد الرأي العام لقبول القرارات القضائية التي تصدر لاحقا، مهما كانت غير منطقية أو ملفقة. وهكذا، وفي تلك الاحوال لا يعد الإعلام انعكاسا للواقع، بل سلاحا سياسيا في يد سلطة تتصرف کمطرقة و ترى کل قضية مسمارا.

هناك أمثلة كثيرة على ذلك فمثلا: النظام القضائي في تركيا اليوم في ظل حکم حزب العدالة والتنمية، والذي يخضع بالكامل لسيطرة الرئيس التركي ويستخدمه كمطرقة ماسلو ضد معارضي نظامه. وكما حدث بعد سيناريو الانقلاب (15 يوليو/تموز 2016)، حيث قامت السلطات الترکية بحملات اعتقال واسعة و قدمت آلاف من معارضي الرئيس الترکي أردوغان، وخاصة من انصار المعارض فتح الله غولن وجماعات معارضة أخرى، إلى المحاكمة. وعلی نفس المنوال، اودع کل من صلاح الدين دميرتاش وأكرم إمام أوغلو والعديد من الشخصيات السياسية الأخرى السجن بتهم مختلفة.
وفي إيران، تستخدم الجمهورية الإسلامية القضاء كأداة ضد النشطاء ومعارضي السلطة. حیث حكم على المئات من الشباب الايراني بالإعدام والسجن لفترات طويلة بتهم مختلفة طوال عمر الجمهورية الإسلامية. وبالاخص بعد ثورة النساء المعروفة بثورة ”زینا امیني“ وفي اعقاب حرب ١٢ يوم مع اسرائيل.
وفي إقليم كوردستان العراق، تستخدم السلطة، سواء كانت سلطة امنیة أو قضائية، کاداة مثلما مطرقة ماسلو للتعامل مع أي نوع من المقاومة أو الاحتجاج ضد السلطات الحاکمة.
أن الحزبين المهيمنين علی السلطة في اقليم کوردستان، احکما سيطرتهما على جميع مرافق الحكم، من حيث التعينات، وخاصة في المناصب المهمة والحساسة مثل الشرطة والأمن ورؤساء الجامعات والأقسام والمدارس الجامعية والقضاة وكبار موظفي المحاكم ومدراء المدارس وغيرها من المناصب الحكومية. وان جميع من شغلوا هذه المناصب يأتمرون بأوامر وتوجيهات الحزب الحاكم ويخدمون سياساته. ومن خلال هذا الاحتكار، يسيطر الحزب الحاكم على تلك المفاصل ويديرها وفقا لسياسات ومصالح الحزب والمسؤولين الحزبيين. يعد القضاء والقوات المسلحة (البيشمركة والشرطة وقوات الأمن ومكافحة الإرهاب والقوات الخاصة) أقوى وأهم الأدوات التي تستخدمها سلطات الحزب لتنفيذ أجندة الحزب وسياساته.
ففي مدينة اربيل، تعد قضية معتقلي بهدينان، وخاصة قضية الناشط “شيروان شيرواني"، مثالا واضحا على إساءة استخدام النظام القضائي ضد النشطاء والمعارضون. اما في مدينة السليمانية، فقد اعتقل زعيم حراك الجيل الجديد استنادا الی دعاوي قانونية تم تجاهلها سابقا، ولكن مع اقتراب بدء حملة الانتخابات البرلمانية العراقية، حرکت السلطات تلك الدعاوي واستخدمت القوة المسلحة لاعتقاله بغية تقديمه إلى المحاكم. بينما تعد أحداث 22 أغسطس/آب في السليمانية، واستخدام قوات الكوماندوز ومكافحة الإرهاب لمهاجمة فندق لالازار ومنزل زعيم جبهة الشعب بحجة عدم المثول أمام المحكمة، مثالا على استخدام السلطات للاجهزة الامنية والقضاء (کمطرقة ماسلو) للتعامل مع التحديات.

متی تتصرف الأنظمة الاستبدادية کمطرقة ماسلو؟
عندما تستخدم السلطة السياسية أجهزة الأمن والقضاء کمطرقة، وتنظر إلى جميع الاحتجاجات على أنها "مسامير"، يفقد المجتمع ثقته بالقوانين. فبدلا من أن ينظر إليها على أنها حامية لمصالح المواطنين، تستخدم کوسائل لتنفيذ سياسات النظام. وتتحول قوی الامن ومحاكم السلطة إلى مطرقة لتتعامل مع كل تحدي كتهديد يتطلب قمعه. لهذا السبب، غالبا ما تقابل المعارضة، أو حتى الانتقادات العابرة، بالمراقبة أو الملاحقات والاعتقالات. وبدلًا من اشراك المواطنين في حسم القضايا، تتكابر الأنظمة وتستخدم القوة المفرطة والترهيب كأدوات لمواجهة احتجاجاتهم.
تستخدم الأنظمة الاستبدادية عموما، أجهزة الأمن والقضاء كأدوات لإسكات المعارضة، لا في حسم الخلافات وتحقيق العدالة الاجتماعية. ويجدر القول، أن مفهوم المطرقة لا يعني بالضرورة استخدام العنف فحسب، بل استخدامه كغطاء قانوني لسحق المعارضين والسيطرة على الاحتجاجات.
لذلك، نلاحظ في النظام الاستبدادي مايلي:
- تصور الاحتجاجات السلمية، وحرية الصحافة، والتنظيم السياسي کاعمال شغب وغوغاء أو إرهاب.
- تستخدم القوانين بطريقة مطاطية ومبهمة، مما يسمح للسلطات بالنظر الی أي معارضة على أنها توجيه تهديد يستوجب القضاء عليه.
- استهداف المعارضون بتوجيه اتهامات ملفقة اليهم.
- يصبح الإجراء القانوني شكلا من أشكال العقاب السياسي.
- تستخدم المحاكم للتجريم، لا للقضاء على الجريمة.
- غالبا ما تتخذ القرارات مسبقا، وتستخدم المحاكمات لإضفاء الشرعية على اساليب القمع.
- يواجه المعارضون تحقيقات مستمرة، وفرض الغرامات، وحظر سفر، أو مصادرة الاموال.
- يتم توسيع نطاق قوانين الأمن القومي لتشمل التهديدات الأيديولوجية والسياسية وليس اعمال العنف الفعلية فقط.

کيفية تحطيم عقلية المطرقة
بغیة تحطيم عقلية المطرقة يتوجب اتباع النقاط التالية:
- مقاومة الاستبداد واشاعة الاجواء الديموقراطية.
- ضمان استقلال القضاء وسيادة القانون وحرية الصحافة.
- نشر ثقافة التفكير النقدي ومفاهيم الحقوق والمسؤوليات الفردية من خلال النظام التربوي.
- أعتبار اي صراع في المجتمع، کإعادة لصياغة مفهوم الحوار، لا کالتهديد.
- التركيز على المساواة والعدالة الاجتماعية ودورالتربية في معالجة الأسباب الجذرية للاحتجاجات.
- تطبيق العدالة وتحمل المسؤولية المشتركة في حل المنازاعات.



#صلاح_كرميان (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السلطة القضائية في اقليم کردستان بين الاستقلالية والازدواجية ...
- صراع الديكة: اسباب وخلفيات الصراع المحتدم على زعامة حزب (اوك ...
- مقاطع من قصيدة: الآن، فتاة هي وطني- للشاعر الكوردي الراحل شي ...
- استفتاء كوردستان..مغزى الاندفاع والدوافع غير المعلنة وراء اج ...
- خطاب الی المثقفين العرب - الاخوات والاخوة في التجمح ال ...
- ثقافة الاعتذار و واجب الدولة العراقیة تجاه ضحایا ...
- رئاسة الجمهورية في العراق بين مطلب حزبي واستحقاق وطني
- ضمان الديمقراطية في العراق يحتم الحد من تصعيد التوترات السيا ...
- طالباني وثقافة التخوين
- السبيل الامثل لمساهمة الكفاءات في إعادة بناء العراق*
- سيكولوجية الشتم واللعن
- الاستاذ الجامعي ودور الواقع السياسي والأجتماعي في سماته الشخ ...
- الجذور السيكولوجية لجرائم الابادة الجماعية
- السبيل الامثل لردع تركيا والتصدي لعنجهيتها
- احتضان مجرمي الانفال الى متى و ما الذي يبرره؟
- قرارحكومة اقليم كوردستان و المهام الملحة في قضية ضحايا الانف ...
- حتى انت يا دكتور فائق كَولبي تتمادى في فضح مرتزقة جرائم الان ...
- تفسيرمفتي أستراليا لاسباب الاغتصاب مابين اللحم المكشوف والمس ...
- د. كمال سيد قادر يكشف من داخل سجنه عن ملابسات اختطافه ويدعو ...
- سخط الشارع الكوردستاني يتجلى في قضية كمال سيد قادر يا وعاظ ا ...


المزيد.....




- حركة -تحرير السودان-: مصرع أكثر من ألف شخص في انهيار أرضي -د ...
- عاجل| المقررة الأممية بالأراضي الفلسطينية: إسرائيل قتلت من ا ...
- الاتحاد الدولي للصحفيين يطالب بدخول المؤسسات الدولية لتوثيق ...
- توقف مؤقت لأسطول الصمود بسبب الأحوال الجوية
- إيران تتهم أوروبا بـ-تسليم- ملفها النووي إلى -فيتو ترامب-
- هل يمكن كسر دائرة -العمى الأخلاقي- في إسرائيل؟
- إسرائيليون يقدمون التماسا للمحكمة العليا ضد احتلال غزة
- الحرب على غزة مباشر.. مجازر جديدة وارتفاع عدد ضحايا التجويع ...
- لعبة القط والفأر في البيت الأبيض
- ترامب يؤكد: -لست ديكتاتورًا-.. لكن مؤشرات -الحكم السلطوي- تت ...


المزيد.....

- الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025 / كمال الموسوي
- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صلاح كرميان - بين مطرقة -ماسلو- ومطرقة المحاكم في النظام السياسي الاستبدادي